يأتى رمضان فتهب معه نسائم الخيرات، خاصة فيما يتعلق بأدب اللسان، والإسلام لم يأمر أتباعه بأن يحسنوا القول مع المسلمين فقط، أن الإسلام أمر المسلمين بأن يبذلوا خير ما عندهم من أقوال للناس كلهم، فقال وقولوا للناس ولم يقل وقولوا للمسلمين.
ويستفاد من هذا أن المسلم لا يمنع خيره عن غيره حتى لو اختلف معه فى العقيدة، فضلا عن الأفكار الآراء، وإذا كان اللسان نعمة أنعم الله بها على خلقه فلا بد من ايتعمال النعمة فى مراد صاحبهان وليس من مراد الله أن يستعمل اللسان فى السب والشتم والقذف والكذب والزور والبهتان، وبقية الأمراض المعروفة التى لا تأتى إلا بالمشكلات.
ولقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم من سأله أن يتعوذ بالله من جملة أمور كان من بينها اللسان، لما فيه من خطر عظيم، ودخل عمر بن الخطاب يوما على أبى بكر رضى الله عن الصحابة أجمعين فوجده ممسكا بلسانه قابضا عليه بطرف ثوبه يحركه ها هنا وها هنا فسأله لماذا تفعل ذلك يا خليفة رسول الله فقال أبو بكر رضى الله عنه: لسانى هذا أوردنى الموارد.
فإذا كان أبو بكر يقول هذا وهو الصديق، فما الذى يجب علينا نحن أن نقوله؟!
إن الكلمة الطيبة لتفعل مفعول السحر فى شحذ الهمم، وتشجيع الناس ودفعهم إلى العمل والإنتاج، وفى المقابل فالكلمة الخبيثة كذلك تهوى بمن قاله ومن قيلت له إلى الملل واليأس والإحباط، فعلى المسلم أن يتحرى آداب اللسان فيعرف بطيب كلامه وجميل حديثه للناس كلهم بلا تفرقة.
وإذا كان بعض الناس يبخلون بأموالهم فلا يتصدقون منها فلماذا لا يتصدقون بكلماتهم الطيبة، ألم يقل النبى صلى الله عليه وسلم: الكلمة الطيبة صدقة؟
إن الإسلام خيرنا فى استعمال اللسان بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن نقول خيرا أو أن نسكت عن الكلام فلا نتكلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
وحتى فى مجال إنكار المنكر فمع وجود المنكر إلا أن النهى عن المنكر ينبغى أن يكون بلطف وأدب.
إن المسلم إذا التزم هذا الإرشاد الربانى فقال الحسن ونطق بالجميل لكل الناس فلا شك أن المجتمع ستتغير أحواله وتجتمع أشتاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة