منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى شئون البلاد فى عام 2014، شهدت العلاقات المصرية - الإفريقية نقطة تحول جذرية، وذلك فى إطار جهود الدولة المصرية لإستعادة دورها الريادى فى القارة الإفريقية الذى كان "ثانوياً" على مدار سنوات طويلة، لكن فى الوقت الحالى أصبحت القارة السمراء على رأس أولويات الأجندة السياسية المصرية، حيث بلغت زيارات الرئيس نحو 10 زيارات لأكثر من دولة إفريقية خلال عامين سواء لحضور فعاليات أو زيارات لبحث التعاون الثنائى، وهو ما ساهم فى تعميق العلاقات مع دول القارة بشكل كبير.
نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى تدريجاً فى بناء جسور الثقة والإحترام مع الدول الإفريقية عن قناعة بأن المتغيرات الدولية تركت آثارها على تلك العلاقات التاريخية، وأن التطور"السياسى والاقتصادى والثقافى" بهذه الدول يحتاج إلى آليات غير تقليدية للتعامل مع دول القارة واستثمار الفترة الذهبية لتلك العلاقات فى الستينات وتطويرها بشكل نوعى قائم على الإحترام المتبادل واحترام سيادة الشعوب والحكومات وعلاقاتها مع دول العالم التى تغيرت من علاقات "محتل" إلى علاقات قائمة على الندية مع دول مستقلة ذات سيادة، وكانت أولى هذه الخطوات احترام قرارات لجنة حكماء افريقيا وإعادة عضوية مصر للاتحاد الإفريقى مرة أخرى .
ويرى المتابعين لملف الشئون الإفريقية أن علاقات القاهرة مع افريقيا تسير بشكل متوازن حالياً مع جميع الدول دون استثناء، وأن هناك مصالح تمس الأمن القومى المصرى والمصالح المائية المصرية فى إفريقيا لابد من وضعها فى الاعتبار، وذلك بعد الفراغ الذى تركته مصر فى العهود السابقة، واستغلت بعض الدول مثل "اسرائيل وتركيا والصين وبعض الدول العربية" الفرصة لملء هذه المساحة، وهبطت بـ "البراشوت" للعبث بالعلاقات مع الأشقاء فى القارة، ولكن الموقف مختلف الآن فرصيد الدولة المصرية فى افريقيا كبير.
اليوم السابع ترصد محطات الرئيس عبد الفتاح السيسى لدول القارة الافريقية والتى كان لها مردود إيجابى، حيث تم استئناف مفاوضات سد النهضة، واعادة المباحثات حول اتفاقية عنتيبى والدعوة لعقد قمة لرؤساء دول حوض النيل فى الخميس المقبل بعد سنوات من الفشل فى التوافق عليها.
بدأت أول زيارت الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افريقيا يونيو 2014 وكانت فى غينيا الاستوائية لحضور قمة الإتحاد الافريقى، وعقد خلالها قمة مع رئيس الوزراء الإثيوبى هيلاماريام ديسالين، واتفقا على استئناف مفاوضات سد النهضة مرة أخرى.
وكانت محطات الرئيس الثانية فى 27 يونيو 2014 زيارة إلى السودان والتى استغرقت ساعات قبل عودته إلى مصر قادما من قمة الاتحاد الإفريقى فى غينيا.
وفى 28 يناير عام 2015 كانت المحطة الثالثة للرئيس هى اثيوبيا، للمشاركة فى أعمال القمة الـ24 للاتحاد الإفريقى والتى عقدت بالعاصمة أديس أبابا، و أعلن خلالها عن دعم مصر الكامل لإفريقيا.
أما المحطة الرابعة فكانت فى 23 مارس 2015 للخرطوم، والتى وقع خلالها وثيقة اعلان المبادىء لسد النهضة الإثيوبى مع الرئيس السودانى عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلاماريام ديسالين.
وعقب انتهاء مراسم توقيع وثيقة اعلان المبادىء لسد النهضة توجه الرئيس السيسى إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى 23 مارس لتكون محطته الخامسة والتى التقى خلالها بالرئيس الإثيوبى "تشومى" ورئيس الوزراء الإثيوبى هيلاماريام ديسالين، لإجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات، وتوسيع التعاون التجارى والإستثمارى، كما ألقى كلمة داخل البرلمان الإثيوبى.
وفى يناير 2016 كانت المحطة السادسة للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور القمة الإفريقية الـ26، التى حرص على التأكيد فيها أن مصر ستواصل العمل مع الدول الإفريقية الشقيقة، لضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
أما المحطة السابعة فكانت للعاصمة الرواندية كيجالى، فى يوليو 2016 للمشاركة فى أعمال القمة الإفريقية الـ27.
وفى ديسمبر 2016 كانت المحطة الثامنة للرئيس فى زيارة رسمية لأوغندا لمدة يوم واحد تلبيةً لدعوة من نظيره الأوغندى الرئيس يورى موسيفينى، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة وذلك فى إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم فى جميع المجالات، كما ستتطرق المباحثات إلى عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.
وفى يناير 2017 كانت المحطة التاسعة للرئيس فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمشاركة فى الدورة العادية 28 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الإفريقى، ووقع خلالها على الاتفاقية الإفريقية لمكافحة الفساد، والالتزام بالمعايير الإقليمية والدولية ذات الصلة
أما المحطة العاشرة فكانت فى فبراير 2017 للعاصمة الكينية نيروبى، والتى جاءت فى إطار انفتاح مصر على إفريقيا فى جميع المجالات، وسعيها نحو تنمية وتطوير العلاقات مع كافة أشقائها الأفارقة، لاسيما دول حوض النيل الشقيقة مثل كينيا.
ويرى اللواء حاتم باشات رئيس لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب، أن الزيارات تصب فى صالح المرحلة الجديدة للإدارة المصرية والإهتمام بأفريقيا، وخطة الرئيس فى القارة التى لم تركز على حوض النيل فقط، وانما شملت شتى الإتجاهات "غرب وشرق" ، مشيراً إلى أن الرئيس دعا الكثير من القادة الأفارة للحضور إلى مصر وكان حريص على الإجتماع بمختلف القادة فى اللقاءات والمحافل الدولية، وهو ما يؤكد عودة مصر للقارة وتولى القيادة والريادة مرة أخرى للصالح العام للشعوب الافريقية.
وأضاف باشات فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن قضايا ومشاكل القارة تشغل القيادة السياسية فى مصر، فهناك تنوع فى اللقاءات بالقادة الأفارقة، هذا الشكل يثبت أننا لا نركز على حوض النيل فقط وانما على مسافات متساوية من مختلف دول القارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة