قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن فى الوقت الذى تستعد فيه بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبى بعد حملة صاخبة، فإن كبار السياسيين يتوددون لصحف التابلويد ويخشون غضبهم حيث المذيعون يتبعون ما تقدمه هذه الصحف وربما بنفس اللهجة.
وتحدث الصحيفة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، الأربعاء، عن مبنى الأخبار فى لندن الذى يضم مقر صحيفة صن، وهى واحدة من أكثر الصحف المؤثرة فى بريطانيا، بالإضافة إلى غيرها من إصدارات إمبراطورية روبرت ماردوخ الإعلامية، مشيرة إلى إنه على الرغم من تراجع توزيع الصحف التابلويد فى بريطانيا وسوء سمعتها بعد سلسلة من الفضائح الخاصة بالقرصنة الهاتفية، لكن يخشاهم الساسة، كما يمكن فهم البريكست من خلالهم.
وأضافت أن قراء هذه الصحف، من الطبقة العاملة ومن هم خارج لندن وحتى من تجاوز سنهم الـ50، ينظر إليهم على أنهم الناخبين الذين كانوا حاسمين فى نتائج استفتاء الخروج من الإتحاد الأوروبى العام الماضى. ووصفت نيويورك تايمز جمهور الصحف التابلويد فى بريطانيا بـ"مواطنى بريكست لاند".
وتابعت أن فى الحملة المؤدية لانتخابات عامة مبكرة فى 8 يونيو المقبل، يمكن الاعتماد على صحف التابلويد باعتبارهم أوصياء متحمسين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، ومؤيد قوى لحكومة رئيس الوزراء المحافظة، تريزا ماى، على الرغم من وجود مقر الصحيفة داخل لندن وفى ذلك الحى الذى صوت ضد البريكست.
وأشارت الصحيفة إلى تونى جلاجر، رئيس تحرير صحيفة الصن، الذى ألقى بصماته على ثلاث من أكثر الصحف البريطانية تأييدا للخروج من الإتحاد الأوروبى. فلقد شغل جلاجر رئيس تحرير صحيفة ديلى تليجراف، وهى صحيفة محافظة، ونائب رئيس تحرير صحيفة ديلى ميل، التى تعد واحدة من أبرز المنافسين لصحيفة الصن، قبل أن يصبح رئيس تحرير الأخيرة.
وتقول نيويورك تايمز إن هذه الصحف الثلاث سببا رئيسا فى أن التغطية المطبوعة لحملة الإستفتاء على الخروج، الصيف الماضى، كانت متحيزة بنسبة 80% لصالح الخروج من الإتحاد الأوروبى أو ما يعرف بـ البريكست، وذلك وفقا لدراسة أجرتها جامعة لوغبورج. ووفقا لجلاجر فإن الصحف المطبوعة تضع جدول الأعمال الخاص بقضايا المجتمع بشكل أكثر فعالية من برامج التليفزيون، الذين من المفترض أنهم وسيلة أكثر تفاعلية.
وتقول الصحيفة، إن فى اللوبى الرخامى لمبنى الأخبار المكون من 17 طابقا، الذى يمثل مقر الإمبراطورية الإعلامية لمردوخ فى بريطانيا، هناك لوحة صغيرة لتدشين افتتاح المبنى عام 2014 من قبل بوريس جونسون، عمدة لندن وقتها ووزير الخارجية الحالى، والذى تصفه أحد مهندسى الخروج من الإتحاد الأوروبى.
وتشير إلى أن دور جونسون فى الخروج من الإتحاد الأوروبى يعود إلى عقدين، عندما كان يعمل مراسلا لصحيفة ديلى تليجراف فى بروكسل، خلال التسعينيات، حيث يقول زملاءه أنه كان رائد التغطية المناهضة للإتحاد الأوروبى، والتى أصبحت فيما بعد نمط عام لكثير من الصحف البريطانية. وتنقل الصحيفة عن بعض زملاء جونسون السابقين انه كان يقدم أخبار مزيفة حول الإتحاد.
وبشأن تأثير الصحف البريطانية التابلويد حيال البريكست، أظهرت الأبحاث التى أجرتها الصحفية السابقة لدى صحيفة تايمز، ليز جيرارد، أن الصحف تصدت لقضية الهجرة، مع ما لا يقل عن 30 صفحة أولى معادية للمهاجرين، فى صحيفة ديلى ميل فى الأشهر الستة التى سبقت الاستفتاء، و 15 فى صحفة الصن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة