قال رئيس بنك التنمية الإفريقى أكينومى أديسينا، اليوم الثلاثاء، إن افريقيا مازالت تشهد نموا اقتصاديا مرنا، حيث يتوقع أن يبلغ معدل النمو فى القارة 3.4% هذا العام 2017 مقارنة مع 2.2% فى العام الماضى 2016 وذلك بالرغم من الصعوبات التى تسبب فيها الركود الاقتصادى العالمي.
وأضاف أديسينا - خلال مراسم افتتاح أعمال الاجتماع السنوى لمجموعة بنك التنمية الإفريقى والذى يُعقد تحت شعار "إحداث تحول زراعى من أجل توفير الثروات فى أفريقيا" فى مدينة أحمد أباد بالهند اليوم ويستمر أربعة أيام- أن 12 دولة إفريقية حققت فى عام 2016 نموا تجاوز 5% وحققت 20 دولة أخرى نموا تراوح بين 3 و5%، مؤكدا أن "اقتصاد إفريقيا خلافا للاقتصاد العالمى يتسم بالمرونة ولكن علينا أن نتحرك سريعا لإطلاق معدلات نمو أكبر من شأنها أن تقلل إلى حد كبير من الفقر وأن ندعم تنويع اقتصاديات دول القارة بشكل أسرع".
وقال إن الثقة فى إفريقيا وفى إمكانياتها هو ما يدفع عمل بنك التنمية الأفريقى باتجاه تحقيق الأولويات الخمس للبنك، وهي: "إضاءة إفريقيا وتوفير الطاقة لها، وإطعام إفريقيا لنفسها من داخلها، وتصنيع إفريقيا، وتحقيق الاندماج والتكامل فى القارة، وتحسين نوعية الحياة للمواطنين فيها".
وأشار إلى أن تحليلا مستقلا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى أكد أن إفريقيا ستحقق 90% من أهداف التنمية المستدامة و90% من أهداف "أجندة أفريقيا لعام 2063" من خلال التركيز على إنجاز هذه الأولويات الخمس لبنك التنمية الإفريقي، موضحا أن البنك يعجل بالاستثمارات فى القارة، ومشيرا إلى أنه وافق على تقديم فى عام 2016، 10.5 مليار دولار لدعم الاستثمار فى القارة، وهو أعلى مبلغ على الإطلاق قدمه على مدار عام وأن البنك على استعداد لتقديم المزيد.
وأضاف أن 3.3 مليون إفريقى استفادوا خلال العام الماضى من شبكات الربط الكهربائى الجديدة، واستفاد 3.7 مليون إفريقى من توفير المياه والصرف الصحى لهم، واستفاد 5.7 مليون من التحسينات فى قطاع الزراعة، و9.3 مليون إفريقى من توفير خدمات الرعاية الصحية لهم، و7 ملايين إفريقى من توفير وسائل النقل.
وأوضح أن تركيز الاجتماع السنوى لبنك التنمية الإفريقى لهذا العام ينصب على إنجاز الأولوية الثانية من الأولويات الخمس للبنك وهي: "إطعام إفريقيا لنفسها من داخلها"، مؤكدا أنه لا يوجد مكان أفضل فى العالم لمناقشة هذه المسألة سوى الهند حيث حولتها "الثورة الخضراء" من دولة معتمدة على سخاء الآخرين إلى دولة مكتفية ذاتيا من الطعام، بل أصبحت الآن مستودعا غذائيا للعالم واستغرقت ثلاث سنوات فقط لتحقيق هذا الهدف، وقال: "إن ذلك لم يكن معجزة، بل كان بمثابة إرادة سياسية امتزجت بالتصميم على التنمية بكرامة".
وأضاف: "يتعين على إفريقيا أن تطعم نفسها ومن داخلها لكى تحقق تنمية بكرامة"، موضحا أن فاتورة استيراد إفريقيا من الأغذية تبلغ 35 مليار دولار سنويا ويُتوقع أن تنمو إلى 110 ملايين دولار سنويا بحلول 2025، وهذا يمثل عائقا سلبيا على الاقتصاد الكلى والاستقرار المالى بالقارة، مؤكدا أن القارة يجب أن تنهض سريعا وتطلق إمكانياتها الزراعية بشكل كامل.
ولفت إلى أن "إفريقيا تملك 65% من الأراضى الصالحة للزراعة فى العالم، ولكنها غير مزروعة، وهى تكفى لإطعام 9 مليارات شخص بحلول عام 2050، ولذلك فإن ما تفعله إفريقيا مع الزراعة اليوم سيحدد مستقبل الغذاء فى العالم، ويتعين بشكل أساسى الآن استغلال الميزة التنافسية الطبيعية لأفريقيا فى الزراعة وتسريع الحصول على البذور عالية الجودة والأسمدة والرى والخدمات الميكانيكية والتمويل. ويجب أن تؤخذ الزراعة بوصفها نشاطا تجاريا فى جميع أنحاء إفريقيا".
وتابع، أن "إفريقيا التى تنتج 75% من الكاكاو فى العالم، تحصل فقط على 2% من عائدات سوق الشوكولاتة البالغ قيمته 100 مليار دولار سنويا. فالمزارعون الأفريقيون يعرقون، فى حين يأكل الآخرون الحلويات. وعلى الرغم من أن سعر الكاكاو قد وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، فإن أرباح المصنعين العالميين للشوكولاتة بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق. لقد حان الوقت لتصنيع الكاكاو الإفريقية داخل القارة، لأننا يجب أن ننهى هذا الوضع الذى يجعل القارة فى أدنى سلاسل القيمة العالمية".
وأشارالى أن "بنك التنمية الإفريقى يعتزم لهذا السبب، استثمار 12 مليون دولار فى الزراعة خلال السنوات العشر المقبلة وهو يمثل زيادة بنسبة 400 فى المئة فى معدل الإقراض السنوى لهذا القطاع... لكن هذه الجهود لن تُكلل بالنجاح إلا إذا أتيحت الكهرباء بشكل جيد فى القارة بهدف تنمية التصنيع الزراعى ودفع الاقتصاديات الريفية وتوفير الوظائف للشباب وانتشال الملايين من الفقر؛ لهذا السبب سوف يستثمر البنك 12 مليار دولار فى مجال الطاقة خلال السنوات الخمس المقبلة".
ولفت إلى أن عدد الشباب فى القارة سيرتفع من 434 مليونا حاليا إلى 840 مليونا بحلول عام 2050؛ وبالتالى ستكون إفريقيا أعلى منطقة سكانا من فئة الشباب فى العالم.. "وهذه الأصول السكانية إذا ما تم استكشافها وتدريبها جيدا سيجعل إفريقيا مركزا للمهارات فى المستقبل. ولكن الوضع الآن غير طيب حيث إن ثلث هؤلاء الشباب إما عاطلين أو محبطين والثلث من العاملين منهم يعمل فى عمل هش وواحد فقط من بين كل ستة شباب لديه وظيفة مقابل أجر".
وأكد: "إذا استطعنا خفض نسبة البطالة بين الشباب إلى النسبة السائدة بشكل عام بين السكان بالقارة، ستحقق الاقتصاديات الإفريقية نموا يتراوح بين 10 و20 فى المئة. وسنتمكن من الحد من عدد المهاجرين (وعددهم مليون مهاجر) إلى أوروبا وحدها خلال عام 2016، حيث هاجر إلى إيطاليا منهم نحو 160 ألفا ونتمكن من إنقاذ الغرقى الذين بلغ عددهم أكثر من 5 آلاف، ودفن مستقبلهم معهم فى قاع البحر المتوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة