"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا بيشوى عمرى 13 سنة وبصنع فانوس رمضان بطريقة مختلفة علشان أشجع المنتج المصرى وأخفف على المواطنين هنا فى الوادى الجديد ونفسى مصر تعيش فى أمن وأمان".. بهذه الكلمات بدأ بيشوى بولس سعد عطية البالغ من العمر 13 عاما، أصغر صانع فوانيس رمضان وهو طفل قبطى يعيش فى أسرة متوسطة الحال بمدينة موط يعمل مع والده فى ورشة لتصنيع الأخشاب حتى تعلم الكثير فى فنون الصنعة منذ نعومة أظافره فهو يعشق الابتكار والتميز فى عمله.
استهل الطفل بيشوى حديثه الذى يعكس عمق الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الوطنى المصرى دون شعارات أو مزايدات فى نموذج حياتى من أقصى المناطق النائية فى قلب الصحراء الغربية فى مدينة موط، حيث تتجلى قيم الحب والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد أقباط ومسلمين حيث التعاون والتماسك والتعاون الذى تبرز مظاهره فى الأعياد والمواسم وخاصة فى شهر رمضان المعظم .
وقرر بيشوى أن يصنع فوانيس رمضان وطرح الفكرة على أصحاب المحلات وفوجئ بترحيب غير عادى منها بل وشجعه زملاؤه عليها، وبالفعل قرر خوض التجربة وتوافد عليه كل من يعلم بفكرة التصنيع لكى يحجز فانوسا أو أكثر قبل حلول شهر رمضان.
يقول بيشوى بولس صانع الفوانيس الوحيد فى الوادى الجديد فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع": إنه لاحظ ارتفاع أسعار الفوانيس فى المحافظة ولا يوجد من يقوم بتصنيعها، ما تسبب فى ارتفاع الأسعار لهذا المنتج الموسمى، الأمر الذى جعله يقرر تصنيعها بدعم من والده الذى يمتلك ورشة تصنيع أخشاب ويقوم بمساعدته.
وأوضح بيشوى أنه يقوم بتصميم شكل الفانوس على الحاسب الآلى فى أول مراحله ثم يبدأ فى التنفيذ بعد ذلك على ماكينة الليزر التى تقوم بقص الخشب وفقا للشكل الذى تم اختياره وتستغرق مدة لا تزيد عن 5 دقائق فى إنتاج أجزاء كل فانوس، ويقوم بعد ذلك بتركيب أجزاء الفانوس ولصقها لتكون جاهزة للتسليم .
ويضيف بيشوى أنه ابتكر فكرة جديدة تمز منتجه عن الفوانيس المستوردة وهى أن يقوم بكتابه اسم الطفل أو الطفلة على كل فانوس بطريقة تتماشى مع الطبيعة الواحاتية من حيث التصميم والشكل وقام بترك أحد جوانب الفانوس لتكون سهلة الفتح، حتى يمكن تركيب لمبة الإضاءة فيه أو وضع عواكس ملونة داخله وهى أفكار بسيطة ولكن الأطفال يحبونها، مؤكدا أنه يحرص على عدم رفع سعر الفانوس فسعره لا يتجاوز 40 جنيها مقارنة بباقى الأسعار الباهظة للفوانيس المستوردة .
رصدت عدسة "اليوم السابع" مراحل تصنيع الفانوس التقليدى داخل ورشة بيشوى ووالده، والتى تشد إقبالا كبيرا من المواطنين، حيث يقومون بطلب كتابة أسماء محددة على كل فانوس ويطلبون أحجاما أكبر يهديها بعض الشباب لخطيبته أو لأبنائه، حيث يقوم الشاب الصغير بتنويع الأشكال التى يقوم بإنتاجها يدويا فكل المراحل التى يتم تصنيع الفانوس فيها تتم بالعمل اليدوى باستثناء مرحلة التقطيع بالليز، والتى يقوم هو أيضا بتنفيذها .
وقال بولس سعد عطية والد الطفل بيشوى أنه يقوم بتشجيع ابنه على العمل والابتكار وسعيد بفكرة قيام ابنه بتصنيع فانوس رمضان، والتى حققت نجاحا كبيرا فى وقت قصير بعد أن لاحظ نسبة الإقبال عليها، حيث إن ابنه رغم صغر سنه إلا أنه بالفعل لديه أفكار جيدة لكونه فى سن متقاربة مع الأطفال ويعرف احتياجاتهم وما يرضيهم ولأنهم يعيشون فى مجتمع واحد مع المسلمين على الحب والتسامح فهو يشعر بسعادة كبيرة عندما يحس أنه يساهم ولو بنسبة صغيرة فى صنع الفرحة ورسم البسمة على شفاه الأطفال .
فوانيس بيشوى بولس معروضة فى المحلات
تصنيع مبتكر وبسعر 40 جنيها
بعض الشباب بعد شرائهم الفوانيس
بيشوى مع والده داخل الورشة
بيشوى يستعرض الفوانيس التى يصنعها
أثناء مراحل التصنيع
بيشوى عمره 13 سنة
أثناء العمل على ماكينة الليزر
أثناء تقفيل الفانوس
يصنع كل فانوس لصاحبه بالاسم
شراء الفوانيس من الورشة
كتابة الأسماء على الفانوس
إقبال كبير على الفانوس
بيشوى يصمم الفانوس على الحاسب الآلى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة