لا أعلم من أين أبدأ وعلى من ألقى باللوم ولمن أتقدم بالشكوى التى يبدو أنها لغير الله مذلة فى ظل هذا الانحطاط وهذه الصدمات التى نتعرض لها جميعاً كمتلقين للمادة الإعلامية الفاسدة المضرة بالعقول والأنفس، والشديدة الخطورة على الأجيال الجديدة التى تمت محاصرتها بكل أسباب التراجع والتدنى الثقافى والتعليمى والقيمى من كل اتجاه !
فبعد أن بُحت أصواتنا من كثرة المناشدات والتوسلات للسادة وزراء التربية والتعليم الأسبق والسابق والحالى وربما القادم بضرورة إنقاذ منظومة التعليم من تمام السقوط، ومحاولة إصلاحها وإعادة بنائها من جديد لإنقاذ أجيال من اللحاق بأجيال أخرى سبقتها، ونالها من فساد وتهاوى التعليم ما نالها ، لربما نتحسس بارقة أمل و حزمة من الوعود بالإصلاح ندعو الله ألا تكون مجرد أضغاث أحلام .
أما المصيبة الأخرى التى باتت تلعب دوراً هاماً فى عملية التدمير والإفساد العقلى لعدد كبير من قطاعات المصريين هى المادة الإعلامية التى يتجرعها المواطن يومياً، عبر شاشات القنوات التى لا حصر لها، والتى تعتمد بشكل أساسى على التشويق والجذب بأى وسيلة حتى و إن كانت غير منطقية ولا أخلاقية وليست لها أى مصداقية، وغالباً ما تكون ذات تأثيرات سلبية على المتلقى الذى يقع فريسة دائمة لرغبة السادة ملاك القنوات فى الإثارة وزيادة نسب المشاهدة بطرق غير مشروعة.. فعلى سبيل المثال لا الحصر لكثرة الأمثلة :
أولاً :الحوارت الساخنة فى برامج التوك شو التى تعتمد بشكل أساسى على مجموعة من المتخاصمين أو بتعبير أقل حدة المختلفين يتوسطهم مذيع شغله الشاغل إشعال فتيل الخلاف ليتأجج وتتطاير شراراته التى ربما تصل إلى التشابك بالأيدى والأحذية أو التعدى اللفظى وهذا أضعف الإيمان !
ثانيا: تعمد استضافة كل مخبول غريب الأطوار متطاول ليطرح أفكاره الشاذة المسمومة مثل مدعى النبوة المهدى المنتظر الذى أُتيحت له الفرصة كاملة عبر الشاشات ليبث بسمومه التى كنا فى غنى تام عن أن نسلط عليها الضوء ثم نستعين برجال الدين لتكذيبها ، و كان إيه لازمته من الأول !!
ثالثاً : الاستفزاز العلنى الذى صرحت به الفنانة إن جازت التسمية التى أعلنت عن تقديمها برنامجاً دينياً لرمضان القادم مستعينة برجال الدين من الأزهر وغيره ، و التى قالت فى بجاحة أو صراحة إن جاز التعبير أن القناة المنتجة للبرنامج قد اختارتها خصيصاً للاستفزاز الذى سيكون عنصراً هاماً لجذب جمهور غفير من المشاهدين، وبالتالى ستضمن نجاح البرنامج وتتعاقد على كم أكبر من الإعلانات، وهذا هو غاية المراد من رب العباد . لكن المحتوى والدين وقدسية الشهر الكريم والمشاهد ، كلها أشياء هامشية لا تشغل بال السادة المستفزين !!
أما عن القيم والمبادئ و الأخلاقيات التى يلعب الإعلام دوراً شديد الأهمية فى تصديرها وترسيخها فى وجدان المشاهد ، فللأسف لم يعد لها مكانا فى خريطة برامج المسابقات والشعوذة والخناقات و ضرب الأحذية، وأخيراً الاستفزاز المُعلن كعنصر جديد مستحدث للجذب والتشويق !
عزيزى المشاهد : لا تترك نفسك وأهلك وأولادك فريسة لمثل هذه الخزعبلات ، فأنت من تمسك بالريموت كنترول أى بزمام الأمور، فابحث فقط عما تبقى من القليل الطيب واترك الخبيث منه ليرتد وبالاً على من استهان بك، مقابل مكاسب سريعة زائلة ومنتج ردىء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة