لا يحتاج الأمر لكتالوج لتتعرفى عليه، فمن النظرة الأولى يمكنك ببساطة التعرف على المتحرش "محترف الأتوبيسات"، وكأنما تملك كل بنت مصرية قرون استشعار خاصة بالمتحرشين، تشعر بالخطر عندما تقع عينيها عليه للمرة الأولى، حتى وإن بدا رجلاً عادياً يستقل الأتوبيس مسرعاً وسط الزحام، وربما تجاوز الأمر قرون التعرف على المتحرشين، لمشاعر الخوف من الجميع بمجرد الصعود، فتقف الفتاة منزوية فى أبعد ركن عن تجمعات الرجال فى منتصف الطرقة، تتجنب الجلوس والوقوف معاً، فتقضى ساعات الزجام فى المواصلات تتلفت هى الأخرى كما يفعل المتحرش تماماً.
ولكن كيف يمكنك التعرف على المتحرش فى علامات واضحة لا تقبل الشك، النماذج السينمائية أعطتنا وصفاً لا بأس به لمتحرشى الأتوبيسات، ففى العديد من المشاهد ظهر متحرش الأتوبيس ليعطينا علامات على وجوده، إلى جانب قرون استشعارك، والملامح التى جمعتها ذاكرتك بعيداً عن السينما.
علامات التعرف على متحرش الأتوبيس :
تحرش الأتوبيس
1- الصيد أولاً :
فى بداية صعودك للأتوبيس، ركزى فى وجوه الرجال من حولك جيداً، ستجدى المتحرش يبحث بدوره فى وجوه الدفعة التى صعدت الأتوبيس للتو، يفتش فى وجوههن عن إشارة أمان ليبدأ انتهاك مساحة أمانك الخاصة، ربما نظرة كسيرة توحى إليه بأن صاحبة هذا الوجه لن تصرخ، ولن تحرك ساكناً عندما يلتصق بجسدها.
تماماً كما فعل المتحرش فى أتوبيس رقم 678 الذى استقلته "بشرى" فى دورها عن امرأة مصرية تستقل الأتوبيس يومياً، تتحمل تحرشات الرجال ولكنها لا تتحمل أن يقف طفليها فى مواجهة الحائط فى حوش المدرسة، العلامة الأولى ظهرت واضحة فى عينيه التى بدأت بالبحث عن فريسة، ثم نظرة مباشرة تبادلها، اعتبرها هو إشارة للتحرش، واعتبرتها هى بداية لموقف أبشع من السابق.
2- بيتلفت حواليه
لا يوجد متحرش لا تظهر على وجهه كل علامات التوتر، ستجديه دائم التلفت حوله بتوتر واضح، ينظر للجميع بحركات سريعة حتى وإن كان الأتوبيس خوياً من الركاب، يشعر دائماً أنه يرتكب جريمة مهما بلغت بشاعة ما يفعله يومياً بالسيدات، ترتعش يديه أثناء الإقدام على لمس الضحية، ويبقى التلفت واضحاً طوال المدة التى يستغرقها الموقف.
التحرش فى الأتوبيس
3- صوته عالى ومستعجل
إذا وجدتِ أحدهم يرفع من صوته بشكل مريب أثناء مروره فاعلمى أنك فى مواجهة متحرش جديدة يعرف جيداً ما يفعله، فرفع الصوت بنبرات متوترة يشغل ركاب الأتوبيس عن حقيقة ما ينتوى، يمر من الطرقة التى تتوسط الكراسى رافعاً صوته وسط الزحام، وكأنما يرغب فى المرور مسرعاً، يقف ليلتصق بضحيته وسط الضجيج أو يمسك بها مهرولاً ثم ينزل فى صمت.
4- بيتكلم فى التليفون "طبعاً"
حيلة الهاتف المحمول من أشهر حيل المتحرشين، وكأنما يدرسونها جميعاً قبل التحرش بأنثى، ليتصنع الانشغال، يمسك بهاتفه متصنعاً الانخراط فى محادثة هامة، يقف خلف ضحيته، أو بجانبها ثم يمارس جريمته، ويتوقف مصير المشهد على رد فعل الضحية، فإذا كانت من أصحاب مبدأ "اسكتى واسترى على نفسك" سيكمل بأريحية تامة، أما إن صرخت فى وجهه فسيجيبها بفظاظة "أيه مش شايفانى بتكلم فى التليفون"
التحرش فى الأتوبيس من فيلم واحد صفر
5- جرنال أو جاكيت علامات المتحرش "أبو سوستة"
نوع أخر من المتحرشين هو المتحرش "أبو سوستة"، وهو من يترك سحابه مفتوحاً استعداداً للتحرش بأول من تقرر التعرض لهذه الجريمة فى صمت، دائماً ما يسمك بما يسمح له بإخفاء الأمر، ستجدى جريدة مطوية، أو جاكيت وضعه على يده حتى يخفى الأمر فى حالة تطور المشهد وثورة الضحية، أو فى حالة ملاحظة أحد الركاب، ولن يخلِ وجهه من توتر ملحوظ ورعشة واضحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة