قال الدكتور ممدوح حسن المشرف العام على متحف النسيج إن العلاقة بين المسلمين والأقباط فى مصر تميزت طوال التاريخ، بأنها علاقة قوية وجزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى المصرى، ويرجع ذلك إلى مساحة التسامح الكبير فى الديانتين المسيحية فقد ساهم المسيحيون المصريون فى ذلك البناء بقوة، والذى أثمر فنوناً راقية تجسدها القطع الفنية المحفوظة بمختلف المتاحف المصرية والعالمية، التى تعكس بشكل واضح مبدأ قبول الآخر باختلاف مفاهيمه وتباينها، ونظراً لأحداث الفتنة الطائفية التى شهدتها البلاد فى الآونة الأخيرة، ولدور المتاحف الفعال فى التواصل مع أحداث المجتمع، وإعادة الصور الحقيقية إلى أصلها من خلال ربط المجتمع بتراثه الحضارى الذى يثبت ذلك التوارث الفنى، والبصمة التى تركها النساج القبطى فى الفن الإسلامى، ينظم متحف النسيج المصرى تحت رعاية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار وإلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف معرضاً بعنوان "وحدتها فى مسلميها وأقباطها" فى الفترة من 23 حتى 29 أبريل الجارى.
وأوضح الدكتور ممدوح حسن أن فعاليات المعرض يتخلل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التى تخدم الهدف من إقامة المعرض من أهمها عرض لبعض قطع من النسيج أنتجت بأيدى الصناع الأقباط المسحيين لإخوانهم المسلمين، وقطع نسيج أنتجت تحمل رموزاً مسيحية فى أبهى عصور المسلمين، كما يتم عرض بعض الملابس الخاصة برجال الدين، وقطعة من النسيج خاصة بالقديس بطرس الرسول، بالإضافة لعرض كسوة قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التى أنتجت بأيدى الأقباط المصريين التى أصبحت سمة أساسية من أيام عمر بن الخطاب صناعة الكسوة المشرفة بأيدى الأقباط سواء كان الصناع من المسلمين أو المسيحيين، لم يكن يطلق سوا الأقباط المصريين.
وتابع كما يتضمن المعرض مجموعة من المحاضرات العلمية والثقافية المتنوعة على مدار أسبوع لرجال الدين من القساوسة والمشايخ، ونخبة من أساتذة الجامعات المصرية، تهدف إلى إلقاء المزيد من الضوء على التسامح الدينى والتعايش الحضارى على أرض مصر بين نسيج الأمة من أصحاب الديانات السماوية على مر العصور والأزمان، إلى جانب ورش عمل فنية لتعليم الأطفال الطباعة بعض على النسيج، وعرض لمجموعة من الفقرات الأغانى الوطنية بالتعاون مع قصر ثقافة الغورى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة