كيف يستطيع إنسان أن يحيط نفسه بحزام ناسف أو متفجرات من أجل تفجير نفسه لحصد أرواح وسفك دماء أبرياء وأناس طاهرة ترتدى أجمل ما لديها وتتأهب وتتطهر من أجل الذهاب إلى الكنيسة للصلاة وللاحتفال بالعيد وللتضرع والتقرب إلى الله، وقد أتفهم أن يفجر إنسان نفسه أو ينتحر أو يعرض نفسه للموت أو الهلاك فهذه حياته وجسده وله مطلق الحرية أن يفعل فى نفسه ما يريد ولكن لا أستطيع أن أتصور كيف سيواجه هذا الإرهابى المجرم ربه إذا كان يؤمن برب العباد وماذا سيقول له عندما يسأله عز وجل لماذا أزهقت هذه الأرواح ولماذا استبحت قتل الأبرياء بلا أى ذنب؟ لماذا تجردت من كل ما يمس الإنسانية والرحمة وكل شىء؟ لماذا قتلت أيها المجرم المجرد من المشاعر الرجال والنساء والأطفال الأبرياء؟ ولمصلحة من؟ ومن أجل ماذا؟ .. ما شاهدناه من مشاهد القتل والتدمير والتفجير يفوق طاقة وقدرة الإنسان على تحمله ولن أتحدث هنا عن الأبرياء من أهالينا الذاهبين للصلاة وللاحتفال بالعيد وإن كانوا الآن فى أعلى وأعظم مكان وهى الجنة والفردوس الذى يليق بهم وبإنسانيتهم هم وغيرهم من كان يمر بجوار الكنيستين أو ساقه القدر للقاء ربه جراء التفجيرين، ولكنى سأتحدث عن شهيدات الشرطة المصرية والوطن وأبدأ بالشهيدة العميدة "نجوى الحجار" المحجبة والتى انتدبت من عملها فى مديريه امن الاسكندرية لمهمة التأمين على كنيسة مارمرقس بالإسكندرية وهى زوجة للواء "عزت عبدالقادر" مدير مصلحة أمن الموانئ بالإسكندرية وأم لنقيب شرطة وشهيد كان طالبا أيضا فى كلية الشرطة توفاه الله العام الماضى عن عمر 21 عاما وكانت دائما الدعاء بأن تلتحق به وكانت سيرتها وأخلاقها وإنسانيتها وكفاءتها فى عملها تتحدث عنها فى كل مكان وكانت دعوتها أن تموت فداء للوطن واستجاب لها ربها بأن تلقى الشهادة وتكون أول شهيدة لواجبها وللشرطة المصرية والوطن الذى أفنت حياتها فى خدمته ولم تكون الشهيدة الوحيدة ولكن رافقها فى حياتها وبعد استشهادها العريف "أمنية رشدى" بسجن الحضرة والتى انتدبت للتأمين أيضا فى نفس الكنيسة وكانت يشهد لها الجميع بالإخلاص والتفانى بالعمل ولم تكن تحصل على إجازات وكانت الشهيدة شابة فى مقتبل العمر وتتأهب للزواج خلال أيام قليلة إلا أن خالقها أراد أن تكون عروسة السماء فى منزلة الشهداء والأبرار.. والعريف "أسماء إبراهيم" الام لطفلتين لم يتعد عمرهما الـ10 سنوات والتى انتدبت للتأمين على الكنيسة وكانت لديها من السيرة الطيبة والأخلاق والإخلاص فى العمل ما يضعها فى منزلة الشهداء والأبرار لتلتحق بزميلتيها تاركة لبناتها الصغار ما يفتخروا به.. لقد أعطت هؤلاء الشهيدات القدوة والمثل لكل امرأة مصرية لتفتخر بهن فى التضحية من أجل الوطن والعمل والإنسان المصرى ولن تكفى أى كلمات لرثائهن أو الإشادة بهن أو حتى تكريمهن ولكن عزائى أنهن فى الفردوس الأعلى فى المكانة التى تليق بهن ويجب علينا أن نضع سيرتهن العظيمة وتضحياتهن من أجل الوطن فى المناهج الدراسية للصغار وللكبار ليعلم الجميع أن ضابطات الشرطة المصرية فخر لكل امرأة مصرية وعربية، لن ننساكم أبدا ولن نوفى لكم تضحياتكم لمصرنا الغالية وشعبها الطيب المسالم وليحفظ رب العالمين بلدنا وشعبنا من كل سوء ومن شر المجرمين الذين لا يستحقوا الحياة ...
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة