سفير المكسيك خوسيه أوكتابيو فى ندوة "اليوم السابع" :مصر أثبتت أنها دولة قوية بعد 25 يناير.. وتمكنت من استعادة مكانتها الدولية ..الإصلاح الاقتصادى عزز الثقة فى السوق المصرى وزاد الاستثمارات الأجنبية

الثلاثاء، 07 مارس 2017 11:30 ص

ندوة سفير المكسيك فى اليوم السابع

أعدها للنشر- رباب فتحى - تصوير عمرو مصطفى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال خوسيه أوكتابيو تريب، سفير المكسيك لدى القاهرة إن مصر أثبتت أنها دولة قوية بعد الأحداث التى تلت ثورة 25 يناير من بلبلة سياسية واجتماعية أعاقت نموها الاقتصادى ومسار تقدمها، وظهر ذلك فى تمكنها من إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مكنتها من استعادة مكانتها الإقليمية من خلال الحوار والحداثة والاستقرار السياسى وتبنيها إصلاحات اقتصادية ناجحة.

وأضاف أوكتابيو فى ندوة «اليوم السابع» أن المكسيك تشارك المؤسسات المالية العالمية تفاؤلهم حيال الإصلاحات الاقتصادية التى طبقتها مصر خلال الآونة الأخيرة، معتبرا تلك الإجراءات بمثابة تعزيز للثقة فى السوق المصرى وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

ندوة السفير المكسيكى بالقاهرة خوسيه أوكتابيو لليوم السابع

وأشار إلى أن تحرير سعر صرف الجنيه وتطبيق القيمة المضافة وإعادة هيكلة الدعم، من شأنه أن يفسح المجال للمنافسة فى الأسواق العالمية، وأن يمهد الطريق لتحقيق المزيد من النمو المستدام والتبادل المثمر فى مجالات التجارة والاستثمار مع المجتمع الدولى.

وعن التجربة الاقتصادية المكسيكية، قال السفير إن بلاده أجرت عملية تعديلات هيكلية بعد الأزمة الاقتصادية فى التسعينيات، ورغم أن المكسيك لا تزال تواجه عدة تحديات إلا أنها تجاوزت تلك المشكلات وأصبحت من الاقتصادات الناشئة البارزة، وخير دليل على ذلك أنها أكبر مصدر وثانى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية، والاقتصاد الخامس عشر على مستوى العالم، فضلا عن أن المكسيك الدولة رقم 16 على مستوى العالم كأكثر الدول التى تشهد زيادة فى الاستثمارات بواقع أكثر من 30 مليار دولار، موضحاً أن بلاده يمكنها أن تقدم خبرتها الاقتصادية للمجتمع الدولى فى هذه المجالات، فضلا عن أنها ترغب فى تنويع العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول المختلفة.

ونوه السفير إلى أن البنك المركزى المصرى طلب فى يناير الماضى من البنك المركزى المكسيكى مشاركة تجربته، وزار مسؤولون من البنك المركزى العاصمة المكسيكية لدراسة وبحث قواعد الاستقرار المالى وسياسة «التحوط الكلى» الهادفة إلى تخفيف حدة المخاطر الاقتصادية على الأنظمة المالية، مؤكدا أن بلاده ترحب بأى مبادرات تعاون أخرى فى هذا الشأن.

وبسؤاله عن عدد الشركات المكسيكية العاملة فى مصر، أوضح أن هناك 3 شركات عالمية هى CEMEX وFCC Aqualia و Corporacion E.G. التابعة لـ Ruhrpumpen، فضلا عن وجود فرع للمركز الترفيهى التعليمى للأطفال Kidzania فى القاهرة الجديدة.

ندوة السفير المكسيكى بالقاهرة خوسيه أوكتابيو لليوم السابع

وعن حجم التبادل التجارى بين البلدين، أضاف السفير أنه متواضع بالمقارنة بما يمكن تحقيقه بالنظر إلى حجم كل من الاقتصاد المصرى والمكسيكى وأسواقهما وموقعهما الاستراتيجى كجسور فى محيطهما الإقليمى، وأشار إلى أن حجم التبادل وصل فى 2016 إلى 131 مليون دولار أمريكى، ولكن ارتفعت التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 59% فى 2016 بالمقارنة بالعالم الذى سبقه، وأكد أن هذا الارتفاع يثبت أننا على الطريق الصحيح للبدء فى تعزيز المجال التجارى، معزيا سبب تواضع حجم التبادل إلى نقص المعرفة والمعلومات بشأن مجتمع الأعمال فى كل من الدولتين.

واستطرد: «نسعى لملء هذه الفجوة عن طريق منتديات الأعمال، مثل ذلك الذى نظمته فى أكتوبر الماضى، فضلا عن زيارة نائب رئيس الغرفة العربية المكسيكية للتجارة والصناعة للقاهرة منذ أسبوعين حيث تم التوقيع على مذكرتى تفاهم مع اتحاد الصناعات وجمعية رجال الأعمال المصريين».

وتابع: «الصندوق الائتمائى للحكومة المكسيكية «ProMexico» والتابع لوزارة الاقتصاد للترويج للتجارة الدولية والاستثمارات، قدم دورات تدريبية حول استراتيجية الترويج للتجارة والاستثمار للملاحق التجارية المصرية داخل مكتب التمثيل التجارى المصرى أكتوبر الماضى، مما يعكس التعاون بين الهيئات الاقتصادية بين البلدين».

ندوة السفير المكسيكى بالقاهرة خوسيه أوكتابيو لليوم السابع

أما عن أبرز التحديات التى تواجهها الشركات المكسيكية فى مصر، أوضح السفير أنه كشأن العديد من الدول حول العالم تتعلق التحديات الاستثمار الأجنبى المباشر بممارسات البيروقراطية فى أى دولة ومدى شفافيتها فى تطبيق اللوائح والقوانين.

وبسؤاله عن الاستثمارات المكسيكية وأبرز القطاعات التى تركز عليها، أشار السفير إلى أن الاستثمارات تبلغ 1.2 مليار دولار، تأتى أغلبها من شركة CEMEX لمواد البناء فى أسيوط وخاصة الأسمنت، التى تبلغ استثماراتها وحدها 1.1 مليار دولار منذ بداية عملها فى مصر عام 1999. أما شركة FCC Aqualia، فتبلغ استثماراتها 120 مليون دولار، يبلغ حجم الاستثمار المكسيكى بها نحو أكثر قليلا من 60% متمثلة فى مصنع لمعالجة مياه الصرف الصحى فى القاهرة الجديدة، ومصنع بناء وتحلية مياه الشرب فى العلمين، وأكبر مصنع لمعالجة الصرف الصحى فى أفريقيا ويوجد فى أبو رواش.

وتابع : «تستثمر شركة Corporacion E.G. التابعة لـ Ruhrpumpen، فى صناعة مضخات الطرد المركزى وأسواق الشركة الرئيسية التى تعمل بها فى مجال البتروكيماويات والتعدين والوقاية من الصرف الصحى. وأوضح فى حواره مع «اليوم السابع» أن المكسيك كذلك حاضرة فى السوق المصرى بـ«Kidzania»، وهى شراكة ثنائية ناجحة متخصصة فى أنشطة ترفيهية للأطفال.

وأضاف أن قطاع الصناعات الزراعية فى مصر لديه الكثير من الإمكانيات التى تجذب الشركات المكسيكية خاصة القمح والمنتجات القائمة عليه.

وعن وتيرة السياحة المكسيكية لمصر، وتأثير حادث السياح المكسيكيين عام 2015 فى «الواحات»، أكد السفير خوسيه أوكتابيو أن أعداد السياح المكسيكيين لمصر ليست متاحة لأن حكومة بلاده لا تسجل البيانات، مشيرا إلى أن نصائح السفر التى تقدمها الحكومة هدفها الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، ولكنها لا تنصح سياحها إلا بعدم السفر إلى شمال سيناء بسبب الوضع الأمنى هناك، وهو ما تنصح به الحكومة المصرية كذلك.

ندوة السفير المكسيكى بالقاهرة خوسيه أوكتابيو لليوم السابع

وقال إن ما حدث للسياح المكسيكيين «مأساة» آلمت كلا من الدولتين لأن كلتاهما فقدت أبناء لها فى هذا الحادث، ولكن تدريجيا تعافينا من آثارها بسبب الإرادة السياسية والالتزام من قبل الطرفين».

وبسؤاله عن أوجه التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، أوضح أن المؤسسات المصرية والمكسيكية تتشارك المعلومات عند الضرورة، أو يكون هناك دليل على الإرهاب فيتم التواصل عن طريق قنوات الاتصال المعترف بها دوليا، مشيراً إلى أن الإرهاب الدولى شأنه شأن التهديدات العابرة للحدود يجب أن يتم مواجهته من خلال التعاون الدولى الممنهج والفعال، وهو مبدأ تتفق عليه كل من مصر والمكسيك.

وعن تغير المشهد العالمى بعد تنامى مد اليمين لاسيما فى أوروبا وتزايد الخطاب المعادى للإسلام والمهاجرين، قال السفير إن «أى خطاب يحث على الكراهية والتشدد والتصادم الاجتماعى ليس إيجابيا لأى دولة، بل يجب الترويج للحرية والديمقراطية والاحترام وسيادة حكم القانون والحفاظ على كرامة الناس بغض النظر عن أصلهم أو لون بشرتهم أو دينهم أو جنسهم أو موقفهم السياسى».

وقال السفير الذى استلم مهام منصبه فى القاهرة فى مايو 2016 فى ختام حواره مع «اليوم السابع» إنه يشعر بالامتياز والفخر لخدمة بلاده فى مصر، «ليس فقط بسبب أهميتها على الساحة الدولية ولكن أيضا نظرا للإمكانيات التى يحظى بها البلدين ويمكنهما استغلالها فى إطار العلاقات الثنائية».