نساء أقوى من الفولاذ، وأرق من نسمات الفجر، أمهات الشهداء وهن يتحدثن بإيمان يملأ قلوبنا الفخر، الفخر بالمرأة المصرية أعظم نساء الأرض.. «استكترتم الحياة على ولادنا، هما وهبوا لكم الحياة، ماتوا عشان إحنا نعيش»، وانطلقت كلمات أم الشهيد كالرصاص الحى فى قلوب الخونة والإرهابيين والجبناء، دموعهن تفيض كرامة وكبرياء وعزة وشموخًا، لم يقدم الرئيس لهن التعازى، بل هن من قدمن التعازى للرئيس، فى مشهد يفجّر الدموع فى الصخر، فما أصعب الموت والفراق حين يختطف أجمل شباب مصر، قتلهم أحط أنواع البشر وأكثرهم خسة وقذارة.
دموع أمهات الشهداء فى ذكرى يوم الشهيد تفويض جديد للرئيس والجيش والشرطة، لاستكمال عملية تحرير سيناء من الإرهاب والإرهابيين، ووصيتهن للرئيس أن يحمى مصر وشعبها وترابها الوطنى، فقد عادت من الاختطاف قوية وشامخة، لم تستسلم، ولم تنكسر، ورايتها ترفرف فى الآفاق.. «إوعى تسيب العريش يا ريس»، قالتها ابنة أحد شهداء حرب 67، فوالدها البطل مدفون فى ترابها، وكل شبر فيها مروىّ بالدماء والتضحيات، كانت وبقيت وستظل مصرية الأرض والشعب والعلم والنشيد.
دموع أمهات الشهداء تؤكد أن الأرض كالضنا، وكما لا تنام الأم حتى تطمئن على ضناها فى أحضانها، لم تذق عيون مصر النوم بعد احتلال إسرائيل لسيناء عام 67، ودخلت سباقًا مع الزمن، انتظارًا ليوم الثأر واسترداد الكرامة، وبعد أن عادت سيناء لأحضان الوطن، هل يتصور الإرهابيون الجبناء ومن وراءهم أنه يمكن التفريط فى شبر واحد فيها؟، ويا ليت كل إرهابى جبان يتابع ماذا قالت أمهات الشهداء، ليدرك جيدًا أن ما يفكرون فيه هو المستحيل بعينه، وأن الأرض التى يختبئون فيها هى مقبرتهم، وأن أكفانهم هى الخزى والعار.
دموع أمهات الشهداء رسالة لأصحاب الضمائر الميتة.. أفيقوا من غفلتكم، فهذه هى مصر لن تستسلم ولن تركع إلا لله، ولا تُجدى مداهنة الجماعة الإرهابية كل فترة بالمصالحة، فهل تقبل أم الشهيد المصالحة على دم ابنها؟، إنهن فى انتظار لحظة القصاص العادل، الذى يهوى على رؤوسهم فتهدأ النفوس وتطمئن القلوب، وتهيم أرواح الشهداء الطاهرة فوق الأرض التى ماتوا من أجلها، ونرد لهم الجميل.. مصر لم تنساكم، مصر لن تنساكم، فى جنة الخلد يا أجمل شباب الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة