"لا أعرف لماذا فكرت بكتابة هذا الكتاب، ولكنى أعرف أن فى داخلى وداخل كل إنسان مشاعر كثيرة يمر بها عبر مراحل حياته المختلفة، ويحيا ويموت دون الاكتراث أو الوقوف عند هذا الطوفان من المشاعر التى قد يمر بها عبر سنوات عمره، وبدون مراجعة حساباته فى الإحساس بالألم والفرح وما بينهما من أحاسيس كثيرة فى بعض الأحيان لا يتمكن حتى من التعبير عنها ويمضى قطار الحياة دون أن نعلم ما مشاعرنا، ولا كيف نواجهها بحلوها ومرها!".. هكذا قالت الكاتبة لمياء أحمد فى مقدمة كتابها "مشاعر" والصادر عن دار هلا للنشر والتوزيع.
وتتناول الكاتبة بين طيات كتابها مشاعر عدة منها الصداقة والحب والخيانة والنسيان والسعادة والابتسامة، والكذب، وتقول: "قد لا يعلم الإنسان قيمة الشىء الذى بيده حتى يفقده فإذا فقده ندم والندم مهما طال لن يرجعه".
وتشير الكاتبة لمياء أحمد إلى أن ما بين هذه الأحداث التى تمر بين مولد الإنسان وموته أشياء كثيرة ومشاعر أكثر، فمنا من يقدرها ومنا من يشعر بها وتمر علينا مرور الكرام، وأحيانا كثيرة نعتقد أن حياة الآخرين أفضل وهذا للأسف بسبب فقدان القناعة.
وترى الكاتبة أن الإنسان هو أكثر المخلوقات غدرا، وتؤكد ذلك بقولها إن الكثير من الناس يظنون أن البحر غدار وأنه لا يوجد أشد منه غدرًا، ولكنها تختلف مع هذا الظن، وتقول: إن الإنسان بحد ذاته أكثر خطرا على نفسه من البحر والبحر مهما أخفى من أسرار فلابد فى يوم أن تخرج أسراره على سطحه أو على شواطئه، أما الإنسان فهو بحر عميق جدا بلا شواطئ ولا أمواج.
كما يؤكد كتاب "مشاعر" أن الكذب أساس الشر والرذيلة، حيث إن هناك لحظة فى الحياة نكره فيها الكذب أشد الكره، إنها اللحظة التى يكذب علينا فيها أقرب الناس لنا فنكذب اللسان ولا نكذب القلب فلا تأمن الكاذب على ود ولا تثق منه بعهد واهرب من وجهة، ولا يوجد فرق بين كذب الأفعال والأقوال، فيستطيع كاذب الأفعال أن يخدعك ألف مرة قبل أن يخدعك كاذب الأقوال مرة واحدة، لأنه لا يكفى بقول الزور بلسانه حتى يقيم على قضيته بينة كاذبة من جميع حركاته، وليس الكذب شيئا يستهان به فهو أساس الشرور والرذيلة فكأنه أصل الرذائل نفسها، وإنه يأتى فى أفعال مختلفة ويتمثل فى صور متنوعة.
وتتعجب الكاتبة من حال البشر مع بعضهم البعض، وتقول إن النفاق أصبح سمتهم والحقد والكره مشاعرهم التى تحركهم، وتتساءل لماذا كل هذا البغض؟، مضيفة لو يعلمون أن الدنيا أقصر من كل لحظة كرة وانتقام فلن يفرطو بالحياة ونعمها التى أنعمها الله عليهم وفى بعض الأحيان أشعر وكأنى لا أنتمى لهذا الزمان!.
وتقدم الكاتبة لمياء أحمد، فى نهاية كتابها مجموعة من الإرشادات، حيث ترى أن أسعد الناس هو من ينشر السعادة فى قلوب الآخرين ويرسم الابتسامة على شفاه ينفذ منها النور ويرسم الابتسام على شفاه كل من حوله، ومن أعظم أخطائنا فى الحياة خسارتنا لصديق يحبنا بشدة، وأن الفعل والمعرفة هى الغاية العظمى من الحياة، ومن الأمور الطريفة بالحياة إنك إذا لم ترض سوى بالأفضل فسوف تحصل عليه بالإصرار والإرادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة