فى دليل جديد على تحيز صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، لجماعة الإخوان المسلمين، ودفاعها المستميت عنها، فى وجه أى محاولات لإظهار حقيقة التنظيم الإرهابى أمام العالم، رفضت الصحيفة نشر مقال للإعلامى مايكل مورجان، يتضمن أدلة ونتائج أبحاث تكشف الوجه العنيف للتنظيم.
ورغم زعمها تبنى وجهات النظر المختلفة باعتبارها إحدى أكبر الصحف الليبرالية فى الولايات المتحدة والعالم، إلا أن نيويورك تايمز تتبنى وجهة نظر واحدة فيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، حتى باتت الصحيفة الأمريكية تعمل "لوبى" للدفاع عن الجماعة الإرهابية. فمنذ إعلان الإدارة الأمريكية اتجاهها بإصدار قرار تنفيذى بشأن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، تفرد الصحيفة مساحات واسعة للتصدى إلى الإقتراح.
وبينما رفضت نشر مقال مورجان، وهو أمريكى من أصل مصرى، فإن الصحيفة نشرت قبل أسبوعين، مقال للقيادى الإخوانى جهاد الحداد، المسجون فى قضايا تتعلق بالعنف والتحريض على القتل خلال اعتصام رابعة العدوية، سعى فيه إلى تبرأة تاريخ الجماعة من تبنى العنف والإرهاب، ويزعم فيه أن التنظيم كان ضحية وتعرض للاضطهاد فى ظل نظام مبارك، وأنه كان رافضًا للتوريث.
وكان إريك تريجر، الزميل لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أثار علامة تعجب حول كيفية نشر القيادى الإخوانى جهاد الحداد، المسجون فى قضايا تتعلق بالعنف والتحريض على القتل، مقالا بصحيفة نيويورك تايمز. وكتب "تريجر" المختص بشئون الجماعات الإسلامية، على حسابه : "السؤال الرئيسى، كيف استطاع المتحدث باسم الإخوان المسجون فى مصر أن ينشر مقالا على صفحات نيويورك تايمز الأمريكية؟"، وهو ما أثار أسئلة عديدة أخرى من قبل متابعيه حول هدف صحيفة نيويورك تايمز نفسها التى تنشر مقالا لقيادى ينتمى لجماعة إرهابية، وعما إذا كان الحداد هو من كتب الخطاب بالفعل.
وجاء فى رد الصحيفة على مورجان، عبر البريد الإلكترونى، بشأن رفضها نشر مقاله، إنه لا توجد دلائل حقيقية تبرر تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، مضيفة أنه ربما التاريخ القديم للجماعة يشير إلى إرتكابها العنف، لكن الأدلة الحالية على ذلك ضعيفة للغاية. وهو ما دفع مايكل مورجان للرد بالعديد من الدلائل ومن بينها حرق 85 كنيسة على يد عناصر الجماعة فى مصر عام 2013، والأحدث من ذلك، هو نعى جماعة الإخوان، الأسبوع الماضى، للشيخ عمر عبد الرحمن، باعتباره رمزًا من رموز الجماعة، فضلا عن إقامة الجماعة جنازة كبرى لتشييع جثمانه.
وأشار إلى أن عبد الرحمن كان مسجونًا فى الولايات المتحدة بتهمة تفجير مبنى التجارة العالمية عام 1993 وقتل الأمريكيين، والذى هتف داخل مسجد فى الأراضى الأمريكية "الموت لأمريكا".
وكان الرئيس الإخوانى المعزول قد طالب الحكومة الأمريكية رسميًا، بإطلاق سراح عمر عبد الرحمن، بعد أسابيع قليلة من توليه الرئاسة فى مصر عام 2012، وأضاف "مورجان"، بحسب نسخة من المراسلات المكتوبة بينه وبين الصحيفة، أن احتجاج ميلشيات الإخوان عام 2013، أسفر عن قتل العديد من المدنيين ممن حاولوا ترك إعتصام رابعة، ولفت فى رده إلى أنه يمكن أن يمد الصحيفة بأسماء وأوصاف الضحايا.
وأضاف أن جماعة أنصار الشريعة، الإرهابية فى سيناء والتى تقف وراء قتل 18 قبطى خلال الشهر الماضى، هى جناح مسلح تابع لجماعة الإخوان، ذلك باعتراف كل من القيادى الإخوانى عصام العريان ومحمد البلتاجى، مشيرًا إلى امتلاكه فيديوهات تؤكد ذلك.
وقال مورجان، أن قسم الرأى فى الصحيفة يهدف لنشر الأراء المختلفة إذ يتم ترك القرار للقارئ بشأن تبنى بعض الأراء أو رفضها، مطالبًا نيويورك تايمز بتقديم تعليل بشأن لماذا يجب عليه إقناعهم بنشر مقال يحمل وجهة نظر مختلفة عما تتباناها الصحيفة، واتهمهم بشكل مباشر بحماية الإخوان من أى انتقاد وهو الموقف الذى يأتى فى إطار معركة الصحيفة مع الرئيس الأمريكى، مشيرًا إلى أن معارضة نيويورك تايمز لأى شئ يقترحه ترامب هو تصرف يتجاهل حقيقة أن الشعب الأمريكى هو من سيدفع الثمن من حياته وأمنه.
وأضاف "لا أفهم لماذا غضبتكم عندما قام البيت الأبيض بمنع محرركم من حضور المؤتمرات الصحفية، إذ أنكم تطالبون بحرية الرأى ضد الرئيس ترامب، بينما تمنعون الآن مقالى. فإنكم تعظون وتطالبون غيركم بما لا تفعلوه".
وكان البيت الأبيض قد منع ممثل الصحيفة من حضور مؤتمر صحفى، الجمعة الماضية، ضمن عدد من وسائل الإعلام الأخرى. هى المؤسسات نفسها التى وجه لها ترامب انتقادات حادة طيلة الفترة الماضية ووصفها بالكاذبة والتحريضية.
وتابع "مايكل مرجان" فى رده على نيويورك تايمز متسائلًا "لماذا لا تنشرون ما أقوله للرأى العام الذى يستحق الحق فى معرفة كل شئ ولديهم الحق لاتخاذ قرارهم؟". وخلص بالقول أن من الواضح أن أعضاء الجماعة استطاعوا الضغط بدرجة كافية ليس فقط لتكون الصحيفة منصة لهم، ولكن لمنع الآراء المعارضة أيضًا.
رد الصحيفة على طلب مورجان نشر مقاله
جزء من رد مورجان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة