رشا الجندى

السعى باستغناء

السبت، 18 مارس 2017 01:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قالوا لأحدهم إن أردت أن تكون من أغنى الرجال فى العالم، فعليك بالتخلى عن أهلك .. وقالوا لإحداهن إن أردتي أن تكونى مشهورة فعليك بالتخلى عن شرفك .. وقالوا لآخر إن أردت الحصول على الدكتوراه فعليك أن تتحول خادم لأساتذتك .. وقالوا لآخر إن أردت ان تدخل دائرتنا لتصبح من أهم الشخصيات فعليك بالتخلي عن مشاعرك.. وقال لإحداهن انا اثق انك تحبينني ولكن ان أردتي وجودي بحياتك فعليك بان تكوني رفيقة لي وقت احتياجي لك فقط .. وقالوا لأحدهم ان أردت الطعام والشراب والمسكن فعليك بالسرقة .. وقالوا للاخر ان أردت الحفاظ على وظيفتك فعليك بالطاعة العمياء لمديرك في العمل ولا يعنيك ان كان ما يريده صواب ام خطا .. قالوا وقالوا وقالوا .. والاخرين كانوا في أشد احتياجهم ولكن احدهم قبل قولهم والآخر رفض ..

ان النفس البشرية لديها احتياجات أساسية للعيش والبقاء واحتياجات اخرى للاستمتاع بالحياة والوصول لنشوة العيش .. وجميعها بصفة عامة احتياجات " الطعام ، الشراب ، الهواء ، الجنس ، الحنان ، تقدير الذات ، الانتماء لوطن اومجموعة ، النقود ، المسكن ، الحب ، المكانة الاجتماعية، الشهرة  ....الخ من الاحتياجات على حسب كل نفس والأخرى ..

فجمعينا لا يسعى الا الى الاحتياج الذي ينقصه، اما ما لدينا احيانا نقدر قيمته وأحياناً اخرى لا نقدر قيمته، وربما نقدرها بعد زوال الشيء..

جميعنا له طرقه التي يفضلها في السعي للوصول للهدف ، وغالباً ما يفرض المجتمع ضرورة اتباع طرق معينه قد لا تكون على هوانا .. ومن النفوس البشرية من يخضع للانسياق وراء رغبة المجتمع، ومنهم من تجبره نفسه على الالتزام بمبادئها والاستمرار في طرقه التي يفضلها في السعي حتى وان كانت لا تثمر عن نتيجة .. ومنا من يصيبه الاحباط من ان طرقه لا تثمر عن الوصول للهدف فيتوقف عن السعي ..

عزيزي القاريء.. ما سبق كان تعمق من علم النفس في أنفسنا التي تتنوع ويتنوع معها درجات تصرفاتنا .. فالجميع يريد الهدف ولكن الطرق التي نستخدمها للوصول للهدف هي التي تختلف من شخص لآخر طبقا لدرجة قوتك النفسية وايمانك بالله وبمبادئك وأهدافك ..

ويبقى هنا السوءال .. ما هي الرسالة التي يرغب علم النفس في توصيلها للقاريء من هذا المقال ؟؟

يقولون ما نصل اليه في الحياة مقدر عند الله .. وفي ذات اللحظة يطلب منا الرب ان نسعى !!! اذن لما السعي !! وان كانت الانفس تسعى في مجتمعات تفرض علينا عكس ما ترضاه قيمنا ، فهل سيتوجه لنا اللوم من الخالق اذا انساقت أنفسنا لرغبات المجتمع؟!!! وإذا لم ننساق وجلسنا في أماكننا فكيف سنحيا سعداء بدون الوصول للهدف ؟؟!!!!

 وكيف سنحيا من الأساس دون تلبية احتياجاتنا الاساسية للعيش ؟؟!!!!

ان علم النفس يعلم جيداً ان كل هذه التساؤلات تراود نفسك وذهنك وتحتار فيها، ولذا أراد ان يقدم لك هذه الخلاصة..

الاستغناء قوة والسعي واجب .. فمن سعى مستغني وصل بنفسه لأرقى سبل العيش.

اذن عليك بالسعي بالطرق التي ترضاها نفسك والتي تكون بعيدة كل البعد عن " الحرام " اي " ما يغضب الله " وقصدت الا اقول " العيب " لان العيب متغير من مجتمع لآخر ومن أسرة لأخرى ولكن تعاليم الحلال والحرام هي التي لا يمكن تغيرها على مر الزمان .. اذن بعد السعي لا تتوقع ان تحصل على النتيجة من الاتجاه الذي سعيت فيه ولكن تأكد ان الله سيعوضك من مكان اخر .. فاذا سعيت وقمت بتغذية نفسك بالتعليم والحصول على شهادة راقية وقمت ببلورة إنجازاتك في سيرة ذاتية بشكل مبدع، وحاربت الكسل وذهبت في الموعد المحدد من الشركة التي تريد ان تعمل بها، وقمت بتدريب ذاتك على كيفية الرد في المقابلات الشخصية بشكل لائق، وقمت بارتداء الزِي المناسب .... الخ اذن فهذا السعي الواجب .. هنا قبولك او رفضك في الوظيفة لا يعنيك لأنك سعيت اذن أصبحت مستغني .. ولكن تأكد ان الخالق سيعوضك بالمكان الانسب لقدراتك.. اذن هنا ان رحمت نفسك من القهر الداخلي ان تم الرفض لأنك من البداية مستغني.. وواثق في ان الله سيعوضك .. وهنا ستحاول تقديم ورقك في شركات اخرى ..

وقياساً على المثال السابق يطلب منك علم النفس ان تطبق ذلك على كل امور حياتك ( العاطفية والمهنية والاجتماعية ...الخ)..










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة