رغم أنف السلفيين، التهنئة لأمهاتنا، مللنا فتاويهم وآخرهم داعية لا أريد ذكر اسمه، أصدر بيانا بتحريم تقديم الهدايا للأمهات، على أساس أن عيد الأم اختراع الغرب، لأنهم يلقون بأمهاتهم فى دور المسنين، ولا يزورونهن إلا يوم واحد فى السنة، ولا أدرى من قال لهذا السلفى هذا الكلام المغلوط، وهل فى بلادنا يصون الأبناء أمهاتهم؟ ونحن فى زمن الجحود.. رسولنا الكريم يطالبنا بأن نعلم الناس ما ينفعهم، وهؤلاء لا يفتشون إلا فى الموروثات الخلافية التى لا تنفع ولا تشفع.
ماذا يضير السلفيون إذا حمل الابن هدية إلى أمه، وقبل وجهها ويديها وقال لها: « كل سنة وانتى طيبة»، هل هذا الفعل كما يقولون بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها فى النار؟ وجميعنا نعلم أن الأعياد الإسلامية ثلاثة هى الأضحى والفطر ويوم الجمعة، ولكن ليس هناك ما يمنع أن تتعدد الأعياد والاحتفالات والبهجة، وندعو الله أن تكون كل أيامنا أعياد، لتدخل الفرحة على القلوب وتنزاح الأحزان، ولا يصدمنا هؤلاء الباحثين عن الشهرة على حساب الدين، الذين تركوا هموما ومشاغل المجتمع، وانصرفوا إلى ما يثير الجدل ويعمق الضجيج. مشكلة السلفيين أنهم محصورون فى توافه الأمور ، فكل ما يشغلهم فى المرأة - وهى شغلهم الشاغل - التركيز على جسدها كوعاء جنسى، وليس عقلها وفكرها ودينها وثقافتها، واهتموا بإصدار فتاوى حول نكاح الصغيرات وأحكام الدخول بهن، مع أن مشكلة المجتمع فى العنوسة وليس المراهقات، وليس من القضايا المصيرية الملحة إصدار فتاوى، تبيح للكهول والعواجيز الاستمتاع بالصغيرات، فيقضى على شبابها، وتنتقم من شيخوخته، وتكون النتيجة زواج فاشل تنعدم فيه الكفاءة وعوامل البقاء.
وأقول لكم من الآن شم النسيم على الأبواب ، وهذا الاحتفال به بدعة وكل بدعة ضلالة، فلا تأكلوا الفسيخ والرنجة والبصل والملانة، ولا تذهبوا إلى الحدائق والمتنزهات، مع أن شم النسيم عيد مصرى أصيل مائة فى المائة، وليس من اختراع الغرب الكافر، وليس فيه معصية ولا خروج عن الدين ، وإنما هى افتكاسات سلفية لجذب الأضواء.
البرلمان هو الحل، وعليه أن يعجّل بإصدار قانون تنظيم الفتاوى، فليس معقولا ولا مقبولا أن يكون أمر الفتوى الخطير فى أيدى كل من هب ودب، فينغصون حياة الناس بما يفتون ولا يعلمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة