انتخابات 3 مارس هى الأهم فى تاريخ الصحافة، لإعادة إحياء نقابة قوية، تسترد هيبة المهنة وتسهم فى علاج مشاكلها، ولا تكون عبئا على نفسها وعلى الصحفيين، ولن يتحقق ذلك إلا إذا اختار زملاء المهنة نقيبا قويا، ومعه أعضاء محترمون، ومواصفات القوة والاحترام ليست الصوت العالى، ولا الوقفات الاحتجاجية والهتافات والشعارات، وإنما أن يعملوا على أن تسترد كلمة «صحفى» مكانتها فى المجتمع، بعد أن تدهورت أحوال الصحفيين ماديا ومعنويا، وتراكمت المشاكل والأزمات على المؤسسات الصحفية.
الفترة المقبلة تحتاج نقابة تفتح طرق التواصل والتعاون مع كل قوى المجتمع، وأن تتخلص من أسر فصيل سياسى واحد، اختطفها بعيدا عن ثوابتها العريقة، وكانت النقابة فى مختلف العهود، تحرص على خلق علاقات متوازنة مع الدولة المصرية، تقوم على التواصل والتفاهم والحوار، فالصحفيون ونقابتهم جزء من الدولة، يدافعون عنها وعن قضاياها القومية، بحياد ونزاهة وشرف وأمانة، ويضعف دورهم إذا تصوروا أنهم حزب سياسى معارض.
سيكون وبالا على الصحفيين إذا اختاروا نقيبا وأعضاء يرفعون سيوف النضال الكاذب، بينما تئن المؤسسات القومية تحت جبال من الديون تتجاوز 11 مليار جنيه، وإزاحتها تحتاج تعاونا وثيقا مع كل الجهات المعنية، وأن يكون للنقابة دور واع ورشيد، للحفاظ على حقوق المهنة وأعضائها ، وعلاج مشاكل وأزمات متوارثة منذ نشأة الصحافة نفسها.
الصحافة فى مفترق طرق، وليست المطبوعات الورقية وحدها التى تواجه الخطر، فالصحافة الإلكترونية التى يعلقون الآمال عليها، تواجه مخاطر أكبر بكثير، فهى سوق عشوائية غير منظمة ولا تحكم أغلبها ضوابط أو قوانين، ولن ينصلح حالها إلا إذا كان للنقابة دور فى تنظيمها، استردادا لكرامة المهنة ، وتطهيرها من الدخلاء والمنتفعين ، وأن تسلح أعضاءها بالتدريب على أحدث الوسائل التكنولوجية، لمواجهة تحديات العصر.
الخطر على الصحافة من داخلها وليس من سلطة متربصة أو أجهزة متحفزة، ونقابة الصحفيين طرف فاعل وأصيل مع بقية الجهات الأخرى المختصة، مثل المؤسسات الصحفية والهيئات الإعلامية ولجنة الإعلام بالبرلمان، وإذا ساد الحوار والتفاهم هذه المنظومة، سوف تتعافى المهنة من أمراضها المزمنة، وتبدأ رحلة النقاهة التى تحقق استقلالها، وترفع شأن أعضائها وتعيد كلمة « صحفى» كما كانت زمان .. الرونق والهيبة والاحترام .. والله الموفق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة