مرة أخرى يؤكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ما قاله خلال حملته الانتخابية، الصيف الماضى، عندما أكد أنه لم يعتاد الهزيمة، وهو ما استطاع إثباته بالفوز فى الانتخابات الرئاسية، ثم خوضه معركة شرسة ضد القضاء والرأى العام الأمريكى بشأن سياساته الجائرة ضد المهاجرين.
وبعد أن أفسد القضاء الأمريكى خططه الأولى بتعليق برنامج اللاجئين 120 يوما ومنع دخول مواطنى 7 دول مسلمة إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما، ذهب الرئيس الأمريكى الذى طالما عرف بالصخب، للبحث عن سبيل آخر ينفذ به وعوده ضد المهاجرين وسياساته المتشددة، حيث أعلن البيت الأبيض عن اعتزام ترامب إصدار قرار جديد هذا الأسبوع يتعلق بالمهاجرين.
وكشفت وسائل إعلام أمريكية، اليوم الاثنين، بعض ملامح القرار الجديد الذى سوف يمكن السلطات الاتحادية من الترحيل الفورى للمهاجرين غير الشرعيين، كجزء من حملة أوسع يجرى تطويرها من قبل إدارة ترامب، التى من شأنها القيام بتغييرات كبيرة فى طريقة تطبيق قوانين الهجرة من قبل الوكالات الفيدرالية، فضلا عن إمكانية محاكمة الآباء الذين هاجروا وحدهم ثم جلبوا أبناءهم بشكل غير قانونى إلى الولايات المتحدة.
وأعدت وزارة الأمن الداخلى إرشادات جديدة موسعة تهدف لاعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعيشون بالولايات المتحدة بشكل غير قانونى بالقوة، وفقًا لمذكرات تم توقيعها من قبل وزير الأمن الداخلى جون كيلى، وتسعى المذكرات الصادرة بتاريخ الجمعة الماضية لتنفيذ توجيهات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية بالولايات المتحدة.
وتحدد المذكرات خطط لتوظيف آلاف الموظفين الإضافيين ليتم تكليفهم بإنفاذ القانون، والتوسع فى قائمة أولويات الترحيل الفورى للمهاجرين، وإدماج القانون المحلى للمساعدة فى الاعتقالات، حسبما نقلت الوكالة الأمريكية من شخص اطلع على الوثائق.
وبحسب المذكرات كتب "كيلى" إن "موجة الهجرة غير الشرعية على الحدود الجنوبية أربكت الوكالات الفيدرالية والموارد وخلقت ثغرة أمنية كبيرة بالولايات المتحدة"، وأضاف أن الاعتقالات على الحدود الجنوبية لأمريكا شهدت طفرة إضافية من 10 آلاف إلى 15 ألف شهريًا منذ عام 2015 حتى عام 2016.
وقال مسئول بالبيت الأبيض لوكالة الأسوشيتدبرس، شريطة عدم ذكر أسمائهم لأنه غير مخول له التحدث مع الإعلام، إن البيت الأبيض أثار بعض اعتراضات حول المذكرات وأنه يعمل مع وزارة الأمن الداخلى لوضع اللمسات الأخيرة له، وبحسب الإرشادات، فإن "كيلى" سيسعى لتعيين 10 آلاف وكيلًا و5 آلاف ضابط حرس حدود، على وجه السرعة.
ووصف عمر جادوات مدير مشروع حقوق المهاجرين بالاتحاد الأمريكى للحريات المدنية، سياسة ترامب تجاه المهاجرين بأنها نهج غير إنسانى لا يحترم القيم الأساسية للإجراءات الواجبة، مشيرا إلى أن ما تنص عليه هذه المذكرات يلحق ضرارا حقيقيا بالولايات المتحدة.
وقال السيناتور روبرت مينينديز الديمقراطى عن ولاية نيوجيرسى إنه كان يؤيد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ممن ارتكبوا جرائم ويشكلون تهديدا على البلاد، لكن سياسات ترامب يبدو أنها تخلط بين جميع المهاجرين غير الشرعيين.
ويسعى الرئيس ترامب أن يفى بوعود حملته الانتخابية بتأمين قوى للحدود الأمريكية لمنع دخول المهاجرين والمخدرات بالإضافة إلى ترحيل الآلاف من المهاجرين المتواجدين بالولايات المتحدة، إلا أن آماله اصطدمت بصخرة القضاء الذى علق له قرار تنفيذى يحظر بموجبه دخول المهاجرين، غير أن بعض تقارير صحفية لفتت إلى وجود بعض المشاكل اللوجيستية التى قد تعيق توظيف الآلاف من الوكلاء لتأمين الحدود.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى تقرير سابق إلى مصاعب تتعلق بتكلفة تلك الجهود التأمينية والوقت المقرر لتنفيذها، وتضيف أن أحد أهم المشاكل التى تواجه "كيلى" هو اختبار كشف الكذب الذى يخضع له المتقدمين للعمل بحرس الحدود الأمريكى، حيث يقول مسئول أمن وطنى كبير سابق إن ما يقرب من 60% من المتقدمين يفشلون بالاختبار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة