بنفس المنطق، تسير إسرائيل دائماً.. منطق الكذب والتضليل، ومحاولة خلق وقيعة، لإثارة الفتن والضغائن، لا تكل ولا تمل من ترديد وقائع لا تمت للواقع بصلة، وهى تعلم ذلك، لكنها تهدف إلى إحراج الجميع، وعلى رأسهم مصر.
الكذب نراه يوماً صادراً عن عضو بالحكومة الإسرائيلية، ومرة أخرى عن سياسى، وثالثة عن معارض، وكثيراً ما نرى الأكاذيب التى تنطق بها وسائل الإعلام العبرية، الموجهه دوماً لخدمة الأغراض الإسرائيلية، حتى ولو كان بالكذب والتضليل واختلاق القصص والروايات الكاذبة والمضللة.
الأسبوع الماضى كنا على موعد مع كذبة إسرائيلية جديدة، بطلها هذه المرة وزير بدون حقيبة، اسمه أيوب قرا، خرج علناً وقال كذباً، فى تغريدة على حسابه بموقع تويتر إن «ترامب ونتنياهو سيعتمدان خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإقامة دولة فلسطينية فى غزة وسيناء بدلا من الضفة الغربية.. هذا هو السبيل الذى سيمهد الطريق إلى السلام، بما فى ذلك مع ائتلاف سنى!».
الوزير الإسرائيلى «الكاذب» يبدو أنه تأثر بمشروع قديم كانت تروج له أدارة باراك أوباما، وتوصلت إلى شبه اتفاق بشأنه فى 2014 مع جماعة الإخوان المسلمين، خلال وجود محمد مرسى فى سدة الحكم، بتوطين الفلسطينيين فى مساحة كبيرة من سيناء تُضم إلى قطاع غزة، وهو الاقتراح الذى توقف بعدما رفضته السلطة الوطنية الفلسطينية.
توقف المقترح الشيطانى القذر، لكنه مازال يرادو فكر قرا الذى تخيل فى منامه أن الرئيس السيسى يمكن أن يسير فى نفس الطريق الذى كان يسير فيه المعزول محمد مرسى، بالتنازل عن الأراضى المصرية مقابل حفنة من الدولارات، ودعم أمريكى مزعوم، وحضن إسرائيلى يضمن له الاستمرار فى حكم مصر، تخيل أيوب قرا ذلك دون أن يكون لديه إدراك حقيقى لمصر بعد 30 يونيو، ولشخصية الرئيس السيسى الذى كان أول من وقف فى وجه المخطط الأمريكى الإسرائيلى الذى كان يجرى الترويج له برعاية وحماية وتنفيذ إخوانى.
تعودنا فى كل مرة يكذب فيها مسؤول أو سياسى أو إعلامى إسرائيلى أن يسود الصمت كل الأوساط الإسرائيلية، وهو ما لم يحدث هذه المرة، فإسرائيل كلها خرجت لتعلن براءتها مما قاله الكاذب أيوب قرا، فرئيس الحكومة الإسرائيلى نتنياهو خرج للإعلام وهو موجود فى العاصمة الأمريكية واشنطن ووصف ما قاله قرا بأنه «عارٍ تمامًا عن الصحة»، مؤكداً فى الوقت نفسه أن «الفكرة لم تُطرح، ولم تُبحث بأى شكل من الأشكال، ولا أساس لها، إسرائيل تعتبر مصر طرفًا مهمًّا فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة».
حتى المعارضة الإسرائيلية فقد تبرأت هى الأخرى مما قاله قرا، فقد رأينا إسحاق هيتزوج، زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب التحالف الصهيونى، يقول إن تصريحات «قرا» خطيرة جدًّا، وما كان لها أن تصدر عن مسؤول إسرائيلى، وقال نصاً «تصريحات الوزير قرا كاذبة، وتشكل إهانة لمصر، لقد كان من الضرورى فى رأيى إقالة قرا بسبب هذه التصريحات المسيئة التى لم تكن هناك ضرورة لها، وأدت إلى الإضرار بعلاقاتنا مع مصر التى ليس من المعقول أصلاً قيامها بهذا.. مصر لم تتنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، فكيف لها أن تتنازل عن سيناء للفلسطينيين، إن مصر دولة حليفة، ولكن هذا لا يعنى أن الرئيس السيسى مستعد للتنازل عن أرضه لصالح الفلسطينيين، بل إنه يطالب إسرائيل باتخاذ خطوات جادة على الصعيد الفلسطينى».
أمام كذبة وتضليل قرا، والنفى الحاسم والجازم من جانب الحكومة والمعارضة الإسرائيلية، اختار بعض المضللين أن يسيروا فى نفس الطريق، طريق قرا الملىء بالكذب والتضليل، ومن هؤلاء بطبيعة الحال جماعة الإخوان، فهم كانوا المستفيدين الأول من تصريحات قرا، وربما تكون هناك علاقة مباشرة بينهم وبين صدور هذه التصريحات، فى محاولة منهم لنفى تهمة الخيانة، وهى تهمة ثابتة عليهم دون شك، لكن سعيهم فشل، وفشلت مخططاتهم التى حاولت الترويج له إمارة قطر وحكامها القابعين فى أحضان إسرائيل.
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed ali
يجب الرد الحازم من متحدث الخارجيه علي هذه الادعاءات الاسرائليه أول باول (Real Time) ،
حتي لا تسير هذه الادعاءات حقائق ويضع البلد في وضع الضعفاء فيتطاول عليها كل من هب ودب كما يحدث ! وبصراحه احنا كمصريين بقنا في نص هدومنا بسبب بلاده الخارجيه في الرد السريع