جاكرتا على موعد مع اختبار "قبول الآخر".. الإندونيسيون يختارون حاكم العاصمة بعد محاكمة "أهوك" رئيس المدينة المسيحى.. "جارديان": خصومه يحشدون ضده بـ"تسييس الدين".. و"بى بى سى" تتوقع اكتساحه السباق

الثلاثاء، 14 فبراير 2017 08:07 م
جاكرتا على موعد مع اختبار "قبول الآخر".. الإندونيسيون يختارون حاكم العاصمة بعد محاكمة "أهوك" رئيس المدينة المسيحى.. "جارديان": خصومه يحشدون ضده بـ"تسييس الدين".. و"بى بى سى" تتوقع اكتساحه السباق اهوك - حاكم جاكرتا
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
يصوت ملايين الإندونيسيين من سكان العاصمة "جاكرتا" الأربعاء، على اختيار الحاكم الجديد فى جولة انتخابية يراها المراقبون أنها تمثل "اختبارًا حقيقيًا" لمدى اعتدال أكبر دول إسلامية فى العالم، وذلك فى أعقاب احتجاجات ضخمة ضد أول حاكم مسيحى لجاكرتا، اسوكى تاهاجا بورناما، الشهير باسم "أهوك"، عقب مزاعم بأنه أهان الدين الإسلامى فى ديسمبر الماضى وخضوعه لمحاكمة. 
 
 
وفى تقرير لها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن أهوك، وهو من أصول المسيحية الصينية، يسعى لاستعادة منصبه، حاكمًا للعاصمة بعدما تمت محاكمته بتهم الإساءة للدين الإسلامى، مشيرة إلى أنه يتصدر استطلاعات الرأى بفارق ضئيل مقابل أنيس باسويدان، وزير التعليم السابق، وأجوس هاريمورتى يدهويونو، نجل رئيس إندونيسى سابق. 
 
أهوك أمام أنصاره
أهوك أمام أنصاره
 
 
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن أهوك كان الأوفر حظًا للفوز بهذا المنصب قبل أن تعرقله اتهامات إهانة الإسلام، تلك الاتهامات التى رآها كثيرون ذات دوافع سياسية، مشيرة إلى الانتخابات على منصب الحاكم ستكون بمثابة اختبار لالتزام إندونيسيا بالتعددية. 
 
 
ونقلت "الجارديان" عن توبياس باسوكى، الباحث فى مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله: "أعتقد أن هذا سيكون اختبارا حقيقيا للإسلام الإندونيسى، هل نحن متسامحون أم لا؟". 
 
 
وتم اتهام أهوك بإهانة الدين الإسلامى بعد ضغط شعبى كبير مدفوع بالمظاهرات التى نظمها ودعا إليها إسلاميون متزمتون، وقالت الصحيفة إن هناك شائعات تقول إن المصالح السياسية القوية ساعدت على تمويل وحشد المظاهرات لمواجهة شعبية أهوك القوية.
 
 
مظاهرات لاختيار حاكم مسلم
مظاهرات لاختيار حاكم مسلم
 
ومن جانبه، قال ألكسيوس جيمادو، عميد كلية العلوم السياسية فى جامعة "بليتا هاربان" بجاكرتا لـ"الجارديان": "لا يمكن الاستهانة بتأثير تسييس الدين من أجل تحقيق أهداف سياسية من قبل هؤلاء الذين يستخدمون الدين لكسب الانتخابات". 
 
 
وتعرض أهوك لضرر كبير جراء هذه الحملة رغم أنه معروف بعمله الجاد وتحقيقه تغيرات إيجابية فى المدينة مثل إقامة مشروعات بنية تحتية، وظهر ذلك الضرر فى تراجعه فى استطلاعات الرأى خلال الأسابيع الأخيرة. 
 
 
وكشف استطلاع لشركة "سيف مانجانى" للبحث والاستشارة عن أن 45% من الإندونيسيين يعتقدون أن تعليقات أهوك سبب الأزمة "تكفيرية" ولكن اعترف 88% أنهم ليسوا متأكدين تمامًا مما قاله. 
 
 
واستغل خصوم أهوك هذه الأزمة لجذب أصوات الناخبين بمغازلة دينهم، إذ عكفوا على زيارة المساجد ومقابلة الزعماء الدينيين، حتى أن أحد المرشحين التقى رئيس جماعة إسلامية متشددة، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا. 
 
 
وقالت الجارديان إن آخر استطلاع للرأى أظهر أن أهوك يحظى بدعم 39% من الناخبين، ولكنه إذا لم يحصل على أكثر من 50% فى تصويت الأربعاء سيضطر إلى خوض الجولة الثانية ولكن حينها ستكون فرصته أقل. 
 
الحاكم المسيحى أثناء محاكمته
الحاكم المسيحى أثناء محاكمته
 
 
وقال توبياس باسوكى: "إذا لم يستطع أهوك الفوز بالجولة الأولى، الأمر سيكون قبيحًا للغاية فى الجولة الثانية".
 
 
وكان عشرات الآلاف من الإندونيسيين تجمعوا فى العاصمة جاكرتا الجمعة الماضية لحث الناخبين على التصويت لمرشح مسلم ليصبح حاكمًا للمدينة، بحسب موقع "بى بى سى" البريطانى. 
 
 
وتوقعت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" أن يفوز "أهوك" فى الانتخابات التى تنطلق الأربعاء على الرغم من إجراءات المحاكمة الحالية، إذ أنه لا يزال  متصدرًا السباق الانتخابى. 
 
 
ورفع مؤيدو جماعات إسلامية لافتات كتب عليها "أفضل أن يكون قائدي مسلمًا" و"اختيار حاكم غير مسلم حرام".
 
 
وكان أهوك قال إن جماعات إسلامية تستخدم جملاً من القرآن لحث الناس على عدم دعمه، واتهمهم بخداع الناخبين، وفسر البعض آية قرآنية بأنها تحرم على المسلمين الحياة فى ظل حاكم غير مسلم.
 
 
وأصر على أن تعليقاته استهدفت من قبل السياسيين الذين يستخدمون الآية "بصورة غير صحيحة" ضده، ولم يقصد استخدام الآية ذاتها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة