تحت شعار "العراق ما بعد داعش" انطلق الصالون الثقافى العراقى فى مصر المعروف بـ"تواصل الحضارات"، مساء أمس السبت، حيث ركزت مناقشات الصالون على مستقبل العراق بعد تحريرها كاملة من داعش، وسبل تحقيق مصالحة وطنية تشمل كل أطياف الشعب العراقى.
داعش
وشارك فى الصالون الثقافى الذى تنظمة كتلة المواطن العراقى، السفير العراقى فى مصر حبيب الصدر، والنائبان بالبرلمان العراقى وعضوا لجنة العلاقات الخارجية عباس البياتى، وأحلام الحسينى، والدكتور محمد تركى أبوكلل ممثل كتلة المواطن البرلمانية العراقية فى مصر ومنظم الصالون، فضلًا عن عدد من المهتمين بالعلاقات المصرية- العراقية، ومنهم المستشار محمد الدمرداش العقالى رئيس جلسات الصالون والقاضى بمجلس الدولة.
بدأ الصالون بكلمة السفير العراقى حبيب الصدر، الذى استعرض خلالها الإنجاز الأمنى الذى تحقق فى الجزء الأيسر من الموصل ضد تنظيم داعش الإرهابى، واصفا هذا الانجارز بأنه تحول كبير فى معركة المجتمع العربى والدولى ضد الإرهاب.
وأكد السفير الصدر أن بلاده على استعداد لتلقى ساعة الصفر للهجوم على مواقع جديدة لتنظيم داعش الإرهابى، لاسيما فى الساحل الأيمن من الموصل وتحريرها من هذا التنظيم الإرهابى.
وأشار السفير الصدر إلى أن العراق تعد العدة لطى صفحة داعش، وترتب أوراقها الآن لما بعد داعش عن طريق عدة خطوات أولها إجراء مصالحة وطنية شاملة ضمن مبادرة عمار الحكيم رئيس التحالف الوطنى الحاكم ورئيس المجلس الأعلى الإسلامى، لتحقيق الانسجام السياسى والوئام المجتمعى وطى صفحة المرحلة السابقة، فضلًا عن إجراء حوارات معمقة التى هى أساس الخروج من عنق الزجاجة وتدشين مرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار للشعب العراقى الصابر والممتحن.
وأوضح السفير العراقى فى مصر، إن اتحاد القوى بالعراق قدم ورقة لإعطاء رؤيتهم لمرحلة ما بعد داعش، وما هو مطلوب من الجميع فى هذه المرحلة، وأوضح أن الحوارات والمناقشات لم تنتهى بعد، لأنها لا زالت محل نظر وبلورة، وتحتاج تنازلات وقرارات صعبة.
حيدر العبادى (1)
ومن جهته، سلط النائب عباس البياتى عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان العراقى، الضوء على توطيد العلاقات مع مصر، كاشفًا عن مشروع استراتيجى يسمى" أنبوب البصرة العقبة مصر" يهدف إلى توصيل النفط إلى مصر والأردن، ويتم تصديره للخارج عن طريقهما، فضلًا عن الحصول على النفط بأسعار تفاضلية.
ووصف "البياتى" اتفاق توريد المليون برميل نفط شهريًا إلى مصر مجرد "مقبلات" بالنسبة لما ينتظر العلاقات المصرية- العراقية، معتبرًا أنها ستتوج بالاتفاق النفطى والسعى للتكامل الاقتصادى بين البلدين.
وأكد النائب العراقى أنه حان الوقت تعود مصر لقيادة العالم العربى والقرار العربى المعتدل، معتبرًا أن القرار العربى حاليًا مختطف، وتلعب به الأموال، مؤكدًا أن العراق تدعم قيادة مصر للعالم العربى.
جانب من الصالون العراقى
أما بخصوص مرحلة ما بعد داعش فى العراق، قال النائب البياتى، أننا "لدينا ورقة تسوية تتمثل فى مبادرة السيد عمار الحكيم، والتى على ضوئها زار الأردن وإيران، ولديه زيارات لدول أخرى مثل مصر جارى الإعداد لها".
وأوضح أن هذه التسوية تتضمن فتح حوار وطنى يدفع الجميع إلى الحوار وفق ثوابت أساسية، منها العمل بالدستور، ووحدة العراق، والعملية الديمقراطية وفق رغبات الشعب العراقى وعبر صناديق الاقتراع، لافتًا إلى أن الدستور العراقى عرضة للتعديل، مستطردًا : "وإذا لم نقدر على ذلك أرى أن نعد وثيقة دستورية إلى جانب الدستور الحالى".
وبخصوص تأسيس أقاليم جديدة بالعراق، قال النائب البياتى : إننا "لدينا إقليم معترف به هو أقليم كردستان، لكن تقسيم أقاليم جديدة على أسس مذهبية أو طائفية مرفوض، فالمرحلة الحالية التى تمر بها بلادنا لا تسمح بتأسيس أى إقليم جديد"، موضحًا أن قرار استقلال إقليم كردستان ليس قرار عراقى بل إقليمى دولى بين أمريكا وبريطانيا وإيران وتركيا.
وبخصوص إعادة أعمار العراق بعد تخلصها من تنظيم داعش الإرهابى، قال النائب البياتى : إننا "ضحينا بالعمر والدم فى محاربة الإرهاب وحماية دول وشعوب المنطقة من خطره الفتاك، وعلى الدول الأخرى المساعدة فى إعادة إعمار العراق".
وأكد النائب البياتى أن العراق لها علاقات ممتازة مع إيران، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر حليف استراتيجى قوى ودولة عظمى لا نفرط بها.
من جهتها، كشفت النائبة أحلام الحسينى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقى ورئيسة اللجنة الثقافية والاجتماعية بالبرلمان العربى، عن وجود توجه بالبرلمان العربى لعودة مقعد سوريا، لافتة إلى أن العرب من غير أن يشعروا تسببوا فى اتساع الأزمة السورية.
وطالبت النائبة الحسينى، بضرورة إيجاد موقف عربى موحد لدعم النظام السياسى الجديد فى العراق، والمساهمة بخلق أجواء إيجابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة