أخطر ما قاله اللواء محمد فرج الشحات، مدير المخابرات الحربية، هو ضخامة حجم الخسائر التى تكبدتها الجماعات الإرهابية فى سيناء، وتؤكد أن مصر تخوض حربا حقيقية وليست مجرد مطاردة لعصابات إجرامية، وتواجه مؤامرة كبرى كان الهدف منها استنساخ نموذج دولة إرهابية فى سيناء، على غرار ما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا، وكانت نقطة التحول هى معركة كمين الرفاعى فى رمضان 2014، يوم إعلان قيام دولة ولاية سيناء، وقام الطيران المصرى بتحويل الأرض تحت أقدام الجماعات الإرهابية إلى جهنم، وانقضت قواتنا الباسلة على فلولهم، لتقضى إلى الأبد على أحلامهم الشيطانية.
مصر هى التى كان عليها العين، وكان أوباما وإدارته الشريرة يدرك جيدا، أن مؤامرة تركيع المنطقة لن تنجح إلا بإدخال مصر فى الحزام الداعشى، وخلق بؤرة إرهابية سرطانية هى تنظيم ولاية سيناء، تتيح التدخل وكسر إرادة الدولة المصرية، واستكمال سيناريو الشرق الوسط المهلهل بمساعدة تركيا وقطر، وإعادة إحياء العمليات الإرهابية لجماعة الإخوان فى الداخل، ومداعبتهم بالعودة إلى السلطة وقيادة مخطط الشرق الأوسط الجديد.
الخسائر التى تلقتها الجماعات الإرهابية بعد معركة الرفاعى قصمت ظهرها، والأرقام التى أعلنها اللواء الشحات مذهلة، فى ندوة القوات المسلحة «مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة»، تكشف ضراوة المواجهة وحجم المؤامرة، فقد تم القضاء على عدد 250 هدفا، «مخابئ - مناطق تجمع - مخازن أسلحة وذخائر - احتياجات إدارية - 130 عربة - 500 عنصر إرهابى شديد الخطورة» ما أفقدهم توازنهم، واستمرارا لجهود مكافحة الإرهاب فإن الأنفاق تلعب دورا رئيسيا فى دعم العناصر الإرهابية، الأمر الذى دفع القوات المسلحة لاتخاذ إجراءات هندسية فعالة لتدمير الأنفاق، إلا أنه ما زالت توجد أنفاق تمكنت العناصر الإرهابية من تبطينها بالحوائط الخرسانية لمجابهة إغراقها بالمياه، ونجحت القوات المسلحة فى تدمير أجهزة فنية متطورة للتعامل مع الأنفاق حتى أعماق كبيرة!!.
شعرت بطمأنينة شديدة واللواء الشحات يستعرض أرقاما تؤكد أن قواتنا المسلحة تعيش حالة تأهب قصوى، وعيون رجالها ساهرة ولا تعرف النوم، ففى الوقت الذى ضبطت فيه 1025 طنا من المواد المتفجرة، أثناء وصولها لبعض الموانئ، أحكمت السيطرة على ورش تصنيع المتفجرات، فى إمبابة وكفر الشيخ وبورسعيد والخانكة وعين الصيرة، وألقت القبض على عناصر إخوانية فى شركات صرافة ومحلات مصوغات وشركات سياحة، تقدم الدعم المادى واللوجستى للجماعات الإرهابية، ووضعت يدها على مخططات بعض الدول المتورطة فى دعم الجماعات الإرهابية فى الداخل.
حرب حقيقية توشك على نهايتها لصالح شعب يحب الحياة، ضد جماعات إرهابية لا تجيد إلا صناعة الموت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة