يعيش الشعب العربى حالة من الغضب بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى انتهز فرصة حالة الضعف والتمزق العربى نتيجة دفع فاتورة "الربيع العبرى" الذى استهدف وحدة الدول العربية وهزم استقرارها، فقرر هذا الشخص الأهوج إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيونى فى غفلة من الزمن ليكون القرار بمثابة أمر واقع، وهو ما ترفضه مصر حكومة وشعبا وتعتبره قرارا هو والعدم سواء.
فى الحقيقة لا نستطيع الحديث أكثر عن قرار الرئيس الامريكى الأخير لأنه يشعرنا بمرارة لم يسبق لها مثيل أو على الأقل لجيل الشباب الذى لم يذق مرارة النكسة والخسارة العسكرية بفضل الله أولاً، ثم بفضل جيشا قويا حافظ قادته على تسليحه وتدريبه بمعدلات عاليه ليصبح واحد من اقوى جيوش العالم، فيصبح من الصعب هزيمته عسكريا، هذا الأمر لم يكن موجودا فى جيوش أخرى كانت من أقوى الجيوش العربية مثل الجيش العراقى والجيش العربى السورى والذى أصابه الهون بسبب ما يسمى بالخراب العربى " الربيع العربى ".
"ترامب" الرئيس الأمريكى "الهائج" والذى اتخذ قراره الأخير فى خلسة من الزمن بسبب حالة الضعف الذى يمر بها العالم العربى، ولكن الأهم لماذا اتخذ الرئيس الأمريكى قرارا لم يستطع سابقوه اتخاذه؟
الحقيقة فى تصورى البسيط أن السبب يرجع إلى..
أولاً: حالة الخلافات الشديدة التى يعيشها العالم العربى ومحاولة بعض الخونة من عملاء الجماعات الإرهابية، القضاء على استقرار الدول، مثل ما تفعله قطر وتركيا والتى اعترفت فى كل اتفاقاتها المعلنة وغير المعلنة سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أن القدس هى عاصمة إسرائيل ، بالإضافة إلى تعاقدات قطر مع الكيان الإسرائيلى والذى سيتم كشفها فى الأيام القادمة، واعترافها عمليا بأن القدس عاصمة إسرائيل.
ثانيًا: حالة الحرب التى تعيشها مصر فى كل النواحى والاتجاهات ، فمصر تعيش حالة الحرب مع الإرهاب الأسود، وطيور الظلام، سواء فى سيناء أو على الحدود الغربية، بالإضافة لتطهير الدولة من الداخل من كل براثم انصار هذا الفكر المتخلف.
وفى المجال الاقتصادي ، تخوض مصر حالة الحرب وتسابق الزمن من أجل التنمية، والقضاء على البطالة ومواجهة المحاولات كسر إرادة الأمة المصرية بالضغوط الدولية عليها لإركاعها ومحاولات جعلها تابعة وهو ما تأبه مصر بعد ثورة 30 من يونيو، فرفض التبعية أصبح مكلف جدا.
ثالثًا: محاولة الرد القوى على ما قامت به الدولة المصرية فى توحيد الصف الفلسطينى وهذه المؤامرات الدولية فى تشتيت الشمل الفلسطينى وهو ما أشعل غضب الإسرائيليين وحلفائهم من الأمريكان وغيرهم.
والسؤال الأهم هنا لماذا يحاول البعض المزايدة على الوطن ويريد الزج بمصر وحدها فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، بالرغم من أن مصر هى من استطاعت عمل المصالحة الفلسطينية، ألا يعلم المزايدون أن مصر تعيش حالة من الحرب، ألا يشعر المزايدون بالوضع الاقتصادى الذى تعيش به مصر، ألا يعلم أصحاب الاصوات الحنجورية محاولات دول عظمى ضرب الاستقرار فى مصر .
ما أحب أن أختم به أن مصر دفعت ما لم يدفعه أحد من أجل القضية الفلسطينية، ومازالت على استعداد لدفع المزيد من أجل قضيتها الأولى وهى الانتصار للشعب الفلسطينى ومقدساته الإسلامية والحفاظ على هويته العربية، ولكن الحالة التى تمر بها الدولة المصرية من استنزاف حاد لمواردها فى حربها ضد الإرهاب وحربها التى قررت أن تخوضها ضد طيور الجهل والظلام، بالإضافة لجمح الفساد المستشرى فى عدد من المؤسسات والدخول فى صراع مع النفس للنهوض بالاقتصاد القومى والعبور بمصر نحو التنمية هو ما تسبب فى اتخاذ ترامب لقرار أحمق لا يحمد عقباه، وبالرغم من محاربة مصر لهذا القرار ورفضها التام له نرى بعض اتباع الجماعة الإرهابية والأصوات الحنجورية مما نصبوا نفسهم أوصياء على الوطن يزايدون على موقف الوطن.
فى النهاية، أثق أن الجولة القادمة فى قضية القدس ستكون لصالح أمتنا العربية، وستنطلق من على أرض الكنانة ولا عزاء للمزايدين والخونة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة