حلمت بالأمومة كثيرا وإنجاب طفل يكمل إطار الصورة الناقص لأسرة مكتملة، فكثيرا ما تخيلت بيتها من زوج وزوجة وأبناء يملأون عليها المكان بالفرحة التى اشتاقت لوجودها كثيرا، لكن فجأة توقف الغثيان الذى تشعر به كل يوم واستبدل الألم مكانه، وزادت تشنجات البطن وانقباضاتها عندها أمسكت ببطنها وتحركت ببطء لترى آثار قطرات الدم يتساقط معها عند كل خطوة ولا يمكنها توقيفه، أثار الرعب كل دواخلها وخافت من فقدان حلمها الذى طالما حلمت به ومرت أربعة أشهر وهى تحمله داخل رحمها، لكن رغم كل محاولاتها باستشارة الطبيب والذهاب لأقرب مستشفى إلا أنها لم تتمكن من إنقاذه وكانت الصدمة الأولى لها لكنها ليست الأخيرة.
لم تستلم لإحساسها بالفقدان وحاولت مرة أخرى وحصلت على حمل تلو الآخر لكنها تفقده بنفس الطريقة فى كل مرة، إلى أن تضاءل أملها وصار الإجهاض أكثر ثقلا على روحها وجسدها وتعبت من تكرار نفس التجربة بكل توقعاتها العالية وإحباطاتها القاسية، ولم تكن هى السيدة الوحيدة التى تقاسى هذه التجربة الأليمة بل كان هناك الكثيرات مثلها يحملن دون إنجاب ويتألمن دون مقابل، لذلك سلطنا الضوء على هذه المشكلة أهم أسبابها وطرق علاجها وتجنب حدوثها.
الإجهاض المتكرر أنواع
الإجهاض المتكرر قد يكون فى بداية الحمل أو مع مرور عدة أشهر منه، لذلك هو لا يقتصر على نوع واحد بل إنه نوعين وهما الإجهاض المبكر أى حدوث انتهاء للحمل منذ بدايته إلى 13 أسبوعا، والإجهاض المتأخر الذى يحدث بعد ذلك إلى الأسبوع 22، هكذا أوضح الدكتور مجدى علما، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر.
احذرى.. العلاقة الزوجية العنيفة
وأكد علما أن المجهود الزائد فى أول الحمل والعلاقة الزوجية العنيفة مع المصابات خاصة بالرحم المتجه للخلف من الأمور المسببة للإجهاض المتكرر، لذلك يجب أن تتلقى السيدة الراحة الجيدة والمناسبة خلال شهور الحمل خاصة فى بدايته.
مشكلات بالرحم يجب فحصها
وأضاف علما أن هناك مشكلات بالرحم يجب فحصها مع الإجهاض المتكرر لأنها قد تكون الأسباب المخفية وراء حدوثه، وهى عدم وجود كفاءة فى عنق الرحم لعيوب خلقية سواء السيدة مصابة برحم ذو القرنين أو حاجز رحمى، أو قد أجريت ولادة طبيعة سابقة قبل اتساع عنق الرحم بشكل جيد، ووجود مشكلات فى الرحم تضغط على الحمل مثل الأورام الليفية، فهى من أكثر الأسباب شيوعا.
الأمراض المزمنة والعدوى
بشأن الأسباب المرضية لدى الحامل، فقد أشار علما إلى أن أمراض القلب والصدر المزمنة مثل الدرن ومرضا السكر والضغط قد يكونون أسبابا إن لم يتم التحكم فى مضاعفاتهم ومدى خطورتهم، وكذلك العدوى الميكروبية والفيروسية، والتكسو بلازما مرض القطط، ذلك بالإضافة إلى الإصابة بالحصبة الألمانية، وخلايا الفيروسيات المتعملقة، ومرض الهربس.
زيادة تجلط الدم.. سبب انتشر حديثا
وهنا تحدثت الدكتورة أميمة إدريس أستاذ أمراض النساء والتوليد ورئيس وحدة الجنين بمستشفى النساء والتوليد بقصر العينى أن زيادة التجلط فى الدم خلال الحمل، أصبح من الأسباب المنتشرة مؤخرا، والذى لا تتم معرفة حقيقة الإصابة به حتى الآن، وما يندرج خلفه، والذى لم يتم اكتشافه أيضا إلا مع التشخيص وإعطاء العلاج المناسب هو الحل للقضاء عليه وتجنب حدوثه.
زواج الأقارب كارثة فى مصر
زواج الأقارب يرفع فرص الإجهاض المتكرر والتشوهات الخلقية للجنين، فيجب تجنبه قدر المستطاع، وإن كان لابد فيجب معرفة كيفية الوقاية والمتابعة مع طبيب خلال فترة الحمل باستمرار، هذا ما أكدته الدكتورة أميمة أدريس.
الالتصاقات وانسداد قناتى فالوب
وفى ذات السياق قال الدكتور عمرو عبد العزيز استشارى النساء والتوليد بطب قصر العينى عضو الجمعية العربية لطب وجراحة الجنين، إن التصاقات الرحم من الأسباب التى تؤدى إلى الإجهاض المتكرر، حيث إنها قد تكون سبب وراء انسداد فى قناة فالوب، والتى تحدث نتيجة إجراء أى جراحات فى البطن سابقا، لأن هذه العمليات قد تترك آثر سلبى على الرحم والحوض وقناة فالوب من خلال تكون الالتصاقات، وبالتالى تقصى على فرص الإنجاب لدى السيدة.
قصر عنق الرحم.. مأساة جديدة فى طريق الإنجاب
ضعف عنق الرحم أو ما نسميه بقصر العنق طبيا يؤدى إلى الإجهاض المتكرر، وهنا يجب أن يتم اختيار الطبيب الجيد، وإذا كان لدى السيدة هذا القصر فيكون العنق أقل من الطول الطبيعى وقياسه أقل من 2.3 سنتيمتر، وعند تبين ذلك بالفعل فيكون العلاج فى ربط عنق الرحم خلال الأسبوع 12 لـ14 من الحمل، وفكه قبل الولادة، هذا ما كشف عنه الدكتور تامر النحاس، مدرس النساء والتوليد والحقن المجهرى بالمركز القومى للبحوث.
الحل فى جراحات المناظير الرحمية
وأجمع أطباء النساء والتوليد أن الحل فى أحدث طرق الجراحات حاليا وهى جراحة المناظير، حيث تقوم بعمل غرزة حول عنق الرحم للربط عند حدوث إجهاض متكرر حتى تتمكن السيدة من الاحتفاظ بالطفل.
كما أن المنظار الرحمى يستخدم من البطن ويكون سنتيمتر فقط دون أى فتح للبطن مثل العمليات التقليدية، والتعامل مع الالتصاقات أيضا يكون من خلال إزالتها عن طريق المنظار الرحمى الجراحى، ويتم وضع بالون داخل التجويف الرحمى لمدة من 3 إلى 5 أيام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة