يحتفى العالم اليوم، باليوم العالمى للغة العربية، وذلك بعدما أقرتها الأمم المتحدة كـ لغة رسمية، فى 18 ديسمبر 1978، كما إنها تأتى كرابع أكثر لغة انتشارًا بعد الصينية والأوردو-الهندية والإنجليزية.
وتتزايد فى منطقتنا العربية، كل عام المخاطر التى تواجهيها اللغة العربية، مع تزايد استخدام اللهجات واللغات غير العربية، خاصة بكل منطقة جغرافية فى الوطن العربى، والتى تعرف بلهجتها الخاصة، وأصبحت أكثر انتشارًا بين أهل هذه المناطق أكثر من لغتها الأم "العربية".
وفى الآوانة الأخيرة، قام مجمع اللغة العربية فى عدة بلدان من بينها مصر والأردن بتقديم مشروعات لقوانين من حماية اللغة العربية، من المخاطر التى تقف مواجهتها ومن بينها اللغة العامية فى مصر.
ومن بين البلدان التى تواجه فيها اللغة العربية أزمة هوية:
المغرب العربى
تعد اللغة العربية هى اللغة الرسمية فى الجزائر منذ دستور 1963، بالإضافة إلى اعتبار اللغة الأمازيغية لغة قومية منذ التعديل الدستورى 2002، فالعربية والأمازيغية ينطقها حوالى 99% من الجزائريين.
وتواجه اللغة العربية أزمة هوية فى دولة الجزائر، فى مواجهة اللغة الأمازيغية التى يرتبط بها العديد من المواطنين هناك.
ومؤخرًا شهدت بعض المدن الجزائرية احتجاجا واسعة، بعدما نما إلى علمهم خبر إسقاط مادة اقترحت إدخالها على قانون المالية تنص على اقتطاع جزء من موازنة التربية، تُخصص لدعم تدريس اللغة الأمازيغية، سربته النائبة عن حزب العمال، نادية شويتم.
ليست الجزائر فقط التى تواجه فيها اللغة العربية خطر، فى مقابل الأمازيغية، فالمملكة المغربية، يوجد بها من 15 إلى 18 مليون متحدث بالأمازيغية أى ما يوازى من 50 إلى 65% من تعداد السكان، وتعد الفرنسية هى اللغة الثالثة غير الرسمية للمغرب، وتدرس بشكل عالمى وتمثل اللغة الأساسية للتجارة والاقتصاد المغربى، كما تستخدم على نطاق واسع فى التعليم والحكومة.
وفى تونس يتكلم التونسيون اللهجة التونسية وهى لهجة مفرداتها عربية وتحوى على العديد من الكلمات كالتركية والإيطالية وبدرجة كبيرة الفرنسية نضرا لاعتبارات تاريخها تعود للقرن 18 و 19 وتعتبر العربية اللغة الرسمية، والفرنسية لغة الإدارة والأعمال بحكم الأمر الواقع.
القرن الأفريقى
رغم أن منطقة القرن الإفريقى، توجد بها عدة بلاد عربية، لغتها الرسمية والأولى هى العربية، إلا هناك لهجات ولغات أخرى، أصبحت تمثل خطرا على هوية بلدان هذه المنطقة العربية، حيث أن بعض اللغات التى يتحدث بها الناس فى الصومال مثل اللغة البراوية وهى منبثقة عن اللغة السواحلية ويتحدث بها أهل براوة فى الجنوب الشرقى للصومال.
أما جيبوتى التى استقلت عام 1977، انضمت إلى جامعة الدول العربية، وقررت جعل اللغة العربية من اللغات الرسمية فى البلد، غير أن هناك عوائق وقفت أمام حركة التعريب فى جيبوتى.
ويتحدث الشعب الأريترى تسع لغات، تتوزع على تسع قوميات، منتشرة فى طول البلاد وعرضها، من هذه القوميات: التجراى والتيجرينية، والرشايدة العربية، أن اللغتين الأكثر انتشارًا هما التيجرية والعربية.
أما موريتانيا بلد المليون شاعر والتى تعد اللغة العربية لغتها الرسمية حسب الدستور الموريتانى، فاللغة الفرنسية هى اللغة السائدة فى الدوائر الحكومية.
وهى مجموعة من اللغات يتم تحدثها فى القرن الأفريقى فرع من فروع اللغات الأفريقية الآسيوية، وتعد أقرب اللغات للصومالية هى لغات عفار التى يتحدث بها أهل إثيوبيا وإريتريا وجيبوتى، وأورومو التى يتحدث بها أهل إثيوبيا وكينيا.
الخليج العربى
منطقة الخليج العربى، تشتهر بلهجتها العربية الخليجية الخاصة، وعلى رغم من ذلك فهناك عدة لغات أخرى فى تلك منطقة شبه الجزيرة العربية، تؤثر على تواجد اللغة العربية كلغة رسمية أولى، مثل لغات الروهينجا والتجالوج، والتى يتحدث بهم الكثير من الجيولوجيين والمهندسين والعمال حاملين معهم لغاتهم التى انتشرت فى السعودية، كما تنتشر فى اليمن أيضاً اللغة الصومالية، إذ يوجد ما يزيد على 700 ألف يتكلمونها بطلاقة، بالأضافة إلى اللغة الكردية اللغة الرسمية فى إقليم كردستان العراقى، حيث يتكلم بها نحو 15 إلى 20% من السكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة