مخاوف الأسر من التطرف الفكرى بالكتاتيب ينشط بيزنس المحفظ الخاص.. الأمهات يلجأن لمحفظى النوادى.. التسعيرة تبدأ من 150 جنيها شهريا.. و"دينية البرلمان": كتاتيب المساجد آمنة 100% والكتاب الخاص يتحمل مسئوليته الأسرة

الأحد، 26 نوفمبر 2017 08:30 م
مخاوف الأسر من التطرف الفكرى بالكتاتيب ينشط بيزنس المحفظ الخاص.. الأمهات يلجأن لمحفظى النوادى.. التسعيرة تبدأ من 150 جنيها شهريا.. و"دينية البرلمان": كتاتيب المساجد آمنة 100% والكتاب الخاص يتحمل مسئوليته الأسرة مخاوف الأسر من التطرف الفكرى بالكتاتيب ينشط بيزنس المحفظ الخاص
كتبت منى ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ أن كنا أطفالا صغارا تربينا على حفظ آيات القرآن الكريم فى الكتاتيب المنتشرة بالمساجد خاصة فى القرى، وكان موعد الحفظ بعد صلاة العصر مقدسا لدى الأسر المصرية، يخرج الأطفال صغارا وكبارا يحملون المصاحف والأجزاء من القرآن الكريم متوجهين جماعات إلى المساجد والزوايا الصغيرة استعدادا للحفظ والتلاوة، وقد يقوم المحفظ بعدها فى بعض الأحيان بتعليم الأطفال بعض أمور الدين.

 

ومع مرور الوقت وسيطرة الفكر المتطرف على الكثير من الزوايا والمساجد خاصة بالمناطق البعيدة على المدن، ثارت مخاوف الأهالى من الحفاظ على العادات التى ورثوها بإرسال أبنائهم إلى الكتاتيب، خاصة مع وجود بعض المحفظين من غير التابعين إلى الأزهر الشريف وقد يصعب على الأهالى معرفة ذلك من عدمه، وهنا ظهرت البدائل فى الطبقات المتوسطة وفوق المتوسطة التى تهتم بتحفيظ القرآن ولكن تسعيرتها مرتفعة للغاية.

وزير الأوقاف

سها محمد موظفة بسفارة إحدى الدول الأجنبية فى مصر، أم لطفل يبلغ من العمر 4 سنوات، بدأت رحلة البحث عن طريقة لتحفيظ ابنها القرآن الكريم منذ عام تقريبا، وبالصدفة أهتدت إلى رجل يلفت حوله الأطفال أثناء وجودها بالنادى الاجتماعى الذى تتمتع بعضويته، يقوم بتحفيظهم كتاب الله، وعندما سألته عرف نفسه على أنه رجل أزهرى ويحمل كروتا كتب عليها أنه حاصل على دكتوراه فى الدراسات الإسلامية.

 

تشجعت الأم مع رؤية هذا الكارت وطلبت منه أن ينضم ابنها إلى مجموعة الأطفال ليحفظ القرآن الكريم، إلا أنها فوجئت به يقول لها إن الطفل سيحصل على 8 حصص لتحفيظ القرآن مقابل 150 جنيهًا شهريا، وافقت سها ولكنها توقفت بعد شهر واحد فقط عندما شعرت أن الرجل يعامل الأطفال بعنف ولا يهمه سوى جمع الأموال.

 

ولأنها ترغب بشدة أن يستمر ابنها فى حفظ القرآن الكريم لجأت سها للبحث عن بديل من خلال استقدام مخفظ فى المنزل ولكنها وجدت التسعيرة مضاعفة تعادل 250 جنيهًا مقابل 4 حصص شهريا، ثم توقفت عن البحث عن هذا الحد.

 

أما كاريمان طه موظفة بأحد البنوك وأم لطفلين، فكانت أفضل حظا، حيث وجدت إعلانا بالنادى الذى تتمتع بعضويته عن تحفيظ القرآن للصغار والأطفال مجانا دون مقابل، جعلها تستغنى عن استقدام محفظ إلى المنزل بسعر مرتفع يتراوح بين 150 – 200 جنيه شهريا، وفى إحدى المرات طلبت المحفظة 30 جنيها فى الساعة للطفل الواحد.

 

وأعربت كاريمان عن مخاوفها الشديدة من أن ترسل ابنيها إلى إحدى المساجد خوفا من بث أى أفكار شاذة فى عقول أطفالها، رغم اعترافها بأن الأفكار المتطرفة وصلت البيوت أيضا حيث أن لدى صديقتها تجربة سيئة مع إحدى محفظات القرآن التى كانت تأتى إلى منزلها لتحفيظ أطفالها وكانت تعنفهم طوال الوقت وتقول لهم: "مش أنتم اللى انتخبتم السيسى أشربوا بقى".

 

ميادة محمد عضو فى فرقة كورال أوبرا القاهرة، وأم لثلاث أبناء أكبرهم 8 سنوات، عندما بدأت رحلة البحث عن محفظ قرآن لأبنائها لم تفكر فى المسجد لعدم قربه من منزلها وأيضا خوفا على بناتها من أى أفكار متطرفة قد تبث إليهم أثناء الحصص، وهنا اهتدت إلى أحد المحفظين بالنادى الاجتماعى، ولكن مع الوقت لاحظت عنف مع الأطفال وأنه يسعى لجنى المال دون النظر لأى شئ آخر، ثم بدأت البحث عن محفظة تأتى إلى المنزل ولكن وجدت أن السعر مرتفع يبدأ من 200 جنيه شهريا لكل طفل، بما يعنى انها ستتكلف حوالى 600 جنيه نظير تحفيظ أبنائها القرآن، فى حين أنها حفظته وهى صغيرة بمقابل زهيد جدا وأحيانا دون مقابل من مشايخ هدفهم الأول إرضاء الله قبل جمع المال، وهو ما لم يعد موجودا الآن.

 

وكان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قال فى تصريحات سابقة، إن بعض الكتاتيب استخدمتها الجماعات المتطرفة فى الفترة الماضية لنشر التطرف والأفكار الهادمة، وأن الوزارة استكمالا لخطتها فى تجفيف منابع التطرف قامت بعدة إجراءات لغلق الباب أمام الكتاتيب التى تُخرج أشخاصًا متطرفين، وذلك من أجل ضمان سلامة الفكر والنطق لآيات القرآن الكريم، وإجادة المُحفظ إضافة إلى صحة الأداء.

 

وأضاف وزير الأوقاف، أن الكتاتيب كانت تابعة فى الأصل لوزارة التضامن، إلا أنه تم الاتفاق مع وزارة التضامن على أن تكون للأوقاف مهمة الإشراف الفنى والتضامن تكون مهمتها توفير الأماكن الخاصة بها، وتحديد كيفية عمله والتوقيتات المناسبة لها، مضيفا أنهم يسعوا إلى إعادة ترتيب وضع الكتاتيب الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم فى أنحاء الجمهورية، وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن وفق بروتوكول تعاون، بعد اختبار هؤلاء المحفظين الجدد لضمان عدم انتماء أحدهم لأى تيار أو فكر متطرف.

 

 من جانبه قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى، فى تصريحات سابقة لليوم السابع، إن المكاتب المعتمدة 2215 حتى الآن وجار تقنين أوضاع 500 والوزارة خلال عام 2017 بصدد اعتماد 2000 مكتب تحفيظ وأنها مستمرة فى تقنين أوضاع مكاتب التحفيظ بالجمعيات التابعة لوزارة التضامن.

جابر طايع

بينما قال عمر حمروش أمين لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن كافة مساجد مصر الآن تحت سيطرة وزارة الأوقاف دعويا، لافتًا إلى أن كافة الكتاتيب المنتشرة بالمساجد يتحمل مسئوليتها الأوقاف بالكامل.

 

وأضاف حمروش لـ"اليوم السابع"، أن مجرد ملء الفراغ ليس كافيا، فلابد أن يتواكب ذلك مع التحديات الهائلة التى تواجه الدولة المصرية، من خلال الأفكار المبدعة وتجديد الخطاب الدينى بصورة حقيقية، قائلا: "تجديد الخطاب الدينى مازال كلاما فى كلام حتى الآن".

عمر حمروش

وأشار حمروش، إلى أن كتاتيب المساجد آمنة على أطفالنا فكريا، ولكن المراكز الخاصة يتحمل مسئوليتها ولى أمر الطفل، فعليه أن يقيم فكرها بشكل تام قبل أن يرسل ابنه لحفظ القرآن فيها، لافتا إلى أن كافة منفذى العمليات الإرهابية نجد أنهم استقوا المعلومات فى بداية حياتهم من فتوى مضللة لشيخ ضلله، وهو ما يجب أن نقى أبناؤنا منه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة