يبدو الأمر غريبا ومريبا للغاية.. فعبد المنعم أبوالفتوح يطير إلى إيطاليا ومنها إلى تركيا لمقابله قيادات الإخوان هناك بناء على طلب أعضاء التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، وذلك لدراسة وضع الجماعة فى مصر بعد إجهاض الأجهزة الأمنية لمخططاتها التخريبية وتوجيه الضربات الاستباقية وهو ما شل حركة الجماعة وعناصرها وأذرعها المسلحة، وأبو الفتوح قام بحجز تذاكر الطيران إلى إيطاليا واتخاذها كمحطة مؤقتة للهروب من الوضع الأمنى، باعتبار أنه يعد مسئول الجماعة حاليا ويتولى محاولة ترتيب الأوراق مستغلا ما يروج له بأنه منشق عن الجماعة على خلاف الحقيقة.
ويأتى ذلك فى إطار عمليات التسخين من جانب الجماعة الإرهابية للضغط على الشعب المصرى وإرباك حسابته قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع إقامتها بعد شهور قليلة من الآن، فأبو الفتوح الذى قدم نفسه فى مؤتمر هلسنكى يونيو 2014 بصفته رئيس "حزب مصر القوية" وأكد وقتها بأن حزبه سياسى بالمقام الأول والأخير، وذلك فى أثناء مشاركته فى مؤتمر تحت عنوان "الديمقراطية وعلاقتها بالتنمية" والذى نظمته منظمة Forward Thinking، وقدم خلاله أبو "الفتوح" ورقته عن الديمقراطية .. شروط تحققها ودورها فى حفظ السلام العالمي، ومن ثم فقد عاد الآن لارتداء عباءة الليبرالية ليجمع كل الأطياف المختلفة معه ليحظى بدعمهم، ونسى فى تصريح سابق له بأنه طلق الإخوان.
المتأمل للمشهد الحالى سوف يلحظ أن خطه الإخوان الإرهابية الآن مفادها (بص العصفوره)، وهى تعنى دعم "خالدعلي" ظاهريا، ثم الوقوف خلف "أبوالفتوح"، لكن بالمحصلة النهائية هى تدعم ما يطلق عليه مجازا "اللهو الخفي" الذى يتمثل فى "أحمد شفيق"، نعم أحمد شفيق هو اللهوالخفى القادم لكى يتم تفتيت الأصوات لصالح الثلاثة مرشحين بدعم قطرى تركى، والدليل على ما أقوله أن قد جرى لقاء بين "عمرو دراج" و"زوبع" منذ أيام قليلة أقر فيه "دراج" ضرورة دعم "أبو الفتوح"، ولامانع أبدا لدى الإخوان من دعم "شفيق"، فى إعلان واضح وصريح للإطاحة بالسيسى فى الانتخابات المقبلة، وربما يفسر ذلك ما توصلت إليه دراسة برلمانية حديثة إلى أن مصر شهدت 53 ألف شائعة، أغلبها أطلق من داخل البلاد خلال 60 يومًا، وتحديدًا فى شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين، وفقًا للجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب.
فقد أكدت الدراسة البرلمانية التى أشرفت عليها لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن بعض وسائل الإعلام نقلت نسبة تصل إلى 30% من هذه الشائعات على أنها أخبار حقيقية، دون التأكد من صحتها، بحيث يتم إرباك المشهد السياسي، والغرض من انتشار تلك الشائعات هو تصدير اليأس والإحباط ونشر الأخبارالكاذبة لبث الفتنة تمهيدا لتهيئة الأجواء من وجهه نظرهم، لكى يكون لهم تواجد فى قلب المشهد، لذا كان سفر كان أبو الفتوح على متن الخطوط الإيطالية ليصل إلى روما ومنها إلى تركيا لمقابله قيادات الإخوان هناك لترتيب جوانب المؤامرة، ويبدو فى القلب من كل ذلك إعادة تشكيل مجلس جديد لهيئة علماء المسلمين بقيادة القطرى القرضاوى، بحيث يضم فى عضويته 6 من علماء تركيا وعضوين من تونس، يضاف إليهم جميعا عمرو دراج من مصر والمفاجأة الكبرى تتمثل فى ضم الشيخ عكرمة صبرى مفتى القدس إلى الهيئة المريبة، مع ضرورة التأكيد على أن منصب القرضاوى شرفى باعتباره يحمل الجنسية القطرية.
إذن "الثلاثة يشتغلوننا" وهم "الاستبن - والدوبلير- واللهو الخفي" أى "خالد على" الذى تعاقد مع الجزيرة القطرية لتغطية حملته الرئاسية، وأبو الفتوح الذى يسعى للحوار مع أبالسة الشر على مرأى ومسمع من الجميع، وشفيق الذى ينتهز الفرصة دوما ليغرد بتوتياته الخبيثة فى محاولة للعبث بمشاعر البسطاء من أبناء الشعب المصري،" والهدف من كل ذلك يصب فى محاولات الزج بأسماء أشخاص محتملين للرئاسة فى انتخابات 2018، بعد فشل الإخوان فى مصر من تنفيذ أفكارهم الهدامة والمتطرفة، خاصة بعد رفض الشعب لحكمهم وخروج الملايين من المصريين فى كافة الميادين لعزلهم من الحكم فى 30 يونيو 2013، بعد مماراستهم الفاشية الدينية واستئثارهم بالسلطة.
ظنى أن التنظيم الإرهابى يحاول العمل من جديد فى استغلال وسيلة جديدة ولكن فى دولة تركيا، وإنشائهم جامعة بأموال قطرية تركية فى إسطنبول لاستقطاب الشباب العربي، وهدفها تجنيد شبان جدد وإحياء الأفكار المتطرفة، ضم مجلس الإدارة يوسف القرضاوي، رئيسا شرفيا لمجلس الأمناء، وتم تقديمه على أنه قطري، وشارك بكلمة عبر "الفيديو كونفرانس"، وعدد من القيادات الإرهابية الهاربة، ومستشارى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
ويذكر أن الجامعة الإرهابية الإخوانية فى تركيا بتمويل قطرى فى اسطنبول، ومجلس الأمناء مكون من " ياسين أقطاى التركى وعمرو دراج وجمال عبدالستار ومحمدعبدالله العطيه قطرى وصلاح عبدالمقصود والرئيس الشرفى القرضاوى وسيف الدين عبدالفتاح وعكرمه صبرى مفتى القدس"، هدفها التحضير لحروب غير نظاميه ضد الدول العربية ويعتبرونها، بديلا عن "حركه الخدمة " برئاسة عبد الله جولن، ويقومون بتدريب الطلاب على "حركه الذئاب المنفردة، وحسم، وماشابه "، فما زال تنظيم الإخوان الإرهابى يسعى لإثارة البلبلة والفتن، واعتمد دائمًا على استقطاب الشباب من المساجد والدورس الدينية والجامعات، لتجنيد الشباب لديهم وإحياء الأفكار المتطرفة داخلهم، والملاحظ أن قيادات تنظيم الإخوان توجهت إلى تركيا، خلال الفترة الماضية، وذلك لإنشاء تلك الجامعة، وتدشين فرع للتعليم الإلكترونى الجامعى (Mint)، وذلك لاستقطاب الشباب العربي، خاصة المصريين منهم، لتوجيههم تجاه أفكار الجماعة الإرهابية ومشروع الخلافة الإسلامية الذى يعد حلم "أردوغان" ومعاونيه.
والواقع يشير إلى إنه فى عام 2016 بدأ تحالف الشر الجديد الذى تنشئه "قطر" و"تركيا" و"الإخوان، وأطلقت عليه مشروعات تعليمية جديدة، وتم تشكيل مجلس أمناء الجامعة الخاص والذى ضم كل من:
1- الشيخ "يوسف القرضاوي" رئيس شرفى لمجلس الأمناء، تم تقديمه خلال الاحتفالية على أنه قطري، وشارك بكلمة عبر الفيديو كونفرانس.
2- التركى "ياسين أقطاى" النائب البرلمانى عن حزب العادلة والتنمية، وكبير مستشارى الرئيس التركى سابقًا، ليتولى منصب رئيس مجلس أمناء الجامعة.
3- المدعو "جمال عبدالستار" وكيل وزارة الأوقاف سابقا، ورئيس مجلس الأمناء، ورئيس الجامعة العالمية للتجديد فى تركيا.
4- المغربى "أحمد الريسوني" عضو مجلس الأمناء بالجامعة.
5- الماليزى "دانو دكتور موسى بن أحمد" رئيس جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (Usim).
6- المدعو "محمد حرب" عضو مجلس الأمناء، وتم تقديمه بجنسيته التركية.
7- الكندى "جاسر عودة" عضو مجلس الأمناء.
فمشاركة قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، وحضور يوسف القرضاوى، فى اسطنبول بتركيا، يشير إلى اعتماد الجامعة على استقطاب الشباب من الدول العربية خاصة المصريين، وذلك لنشر الأفكار الهدامة والمتطرفة التى تمولها الإخوان.
ومن أبرز المشاريع التى ستبدأ بها الجامعة التى أنشأت بأموال "قطرية - تركية - إخوانية" بتوسيع أنشطتها ومنها: "مركز إسطنبول للتطوير والتنمية البشرية"، والمختص فى تدريس اللغات العربية والتركية والإنجليزية، وكذلك الدورات فى مجالات التطوير والتنمية المختلفة، ومركز أبحاث اللاجئين، وهو تابع للجامعة العالمية للتجديد، يختص فى دراسات وأبحاث اللاجئين، وعلى وجه الخصوص بالجمهورية التركية، وقف إسطنبول الدولى للتعليم والثقافة، الجمعية العالمية للتنمية الثقافية والتعليمية والمختصة فى تقديم الخدمات الطلابية، التعليم الإلكترونى الجامعى (Mint).
ومن أبرز الحضور عدد من قيادات التنظيم الإرهابى بقطر وتركيا وقيادات الإخوان الهاربين إليهما:
1- المستشار "محمد بن عبدالله العطية" رجل الأعمال القطرى، رئيس الاتحاد العربى للتجارة الإلكترونية بجامعة الدول العربية.
2- المهندس "ياسر أسعد" الرئيس التنفيذى لمجموعة التجديد بتركيا.
3- الجنرال "عدنان تانريفيردي" كبير مستشارى أردوغان للشؤون المسلحة والدفاع ومؤسس شركة سادات المتخصصة فى تدريب الأفراد على الحرب غير النظامية، والتى تهدف إلى تشكيل تنظيمات مقاتلة إسلامية، ولها معسكرات داخل تركيا، حيث أصدر أردوغان قرارًا بتعيينة كبير مستشاريه عقب محاولة الانقلاب عام 2016.
4- التركى "ياسين أقطاي" كبير مستشارى الرئيس التركى للشؤون الخارجية.
5- التركى "عمر فاروق قورقماز" كبير مستشارى رئيس الوزراء.
6- الدكتور "سيف الدين عبدالفتاح" القيادى فى جماعة الإخوان الإرهابية.
7- الإخوانى "عمرو دراج" وزير التخطيط والتعاون سابقا.
8- الإخوانى "يحيى حامد" وزير الاستثمار سابقا.
9- الإخوانى "صلاح عبدالمقصود" وزير الإعلام سابقًا.
10- التركى "حسن يلكماظ" مفتى اسطنبول.
11- التركى "محمد كورماز" رئيس الشؤون الدينية السابق بتركيا.
12- الدكتور "فاتح تونة" رئيس العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية بإسطنبول.
13- الشيخ "عكرمة صبرى" مفتى القدس السابق وخطيب المسجد الأقصى.
14- الماليزى "دانو دكتور موسى بن أحمد" رئيس جامعة العلوم الإسلامية الماليزية (usim)
15- المدعو "على قورت" الأمين العام لإتحاد المنظمات الأهلية فى العالم الإسلامي.
16- وزير الاقتصاد الجزائرى السابق.
على جانب آخر ليس من المستبعد تماما الضغط بملف سدالنهضة من باب تسخين الأجواء ترتيبا على ماحدث ليلة الاثنين الماضى فور إعلان نتائج تقرير المكتب الاستشاري، على الرغم من أن من اختار هذا المكتب من قبل كانت أثيوبيا نفسها ثم تراجعها عن الاعتراف بنتائج تقرير المكتب مع السودان.. أليس هذا نوعا من الضغط فى الوقت الراهن؟، رغم ملف سد النهضة فى أثيوبيا بدأت فصوله منذ 31 أبريل 2011، وبالتالى لايحسب سلبيا على النظام الحالى برمته، ولا يخفى على أحد أن زيارة رئيس وزراء إثيوبيا "هايلى ماريام ديسالين" قبل أيام العاصمة القطرية الدوحة، تزامنًا مع فشل اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة على المستوى الوزاري،والذى استضافته القاهرة الاثنين الماضي، للمرة الثانية على التوالى فى أقل من شهر، ومن نتائج الزيارة المريبة لـ "ديسالين" إن الدوحة أبرمت صفقة قيمتها 86 مليار دولار مع أديس أبابا، لتمويل مشروعات من بينها سد النهضة، وأن الصفقة تشمل تنفيذ اتفاقيات موقعة بين قطر وإثيوبيا فى مجال السياحة والاستثمار والبنية التحتية، وبهذا تعلن قطر حربا شرسة ضد مصر.
من كل سبق يبدو واضحا للعيان أن الثلاثى "خالد على – أبو الفتوح – شفيق" يحاولون استغلال الظروف بدعم قطرى تركى بالتنسيق مع الإخوان، وتوظيف كل ذلك فى إطار الضغط على العصب العارى فى المجتمع فى محاولة لكسب نوع من التعاطف الشعبى الذى يضمن وجودهم فى قائمة المرشحين المحتملين للرئاسة فى 2018، بينما هم فى واقع الأمر يشتغلوننا!.. تلك لعبة لايمكن أن تنطلى على الشعب المصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة