لم يكن لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الأحد الماضى، مع الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، لقاء عابرا أو لقاء دوريا بل كان محدد الأهداف ، إذ أجرى مكرم طيلة الفترة الماضية مشوارات مكثفة مع الأزهر والإفتاء لإعداد قائمة تضم 50 عالما للظهور على الفضائيات والصحف من أجل الإفتاء، وأعدها الدكتور عباس شومان وضمت 30 عالما من الأزهر والجامعة و20 من دار الإفتاء.
رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أوضح فى مؤتمر له، أنه جرى الاتفاق على ضرورة الالتزام بحرية الرأى والتعبير فى القضايا الدينية خارج نشاط الإفتاء، متابعا: "فوجئنا بسيل من فوضى الفتاوى فى الفترة الماضية، الإسلام دين رشيد، يعتمد على العقلانية ويفتح باب الاجتهاد لمن يستخدم عقله، والملزم فيه القرآن والسنة فقط".
وأشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى تصريحاته خلال المؤتمر، إلى أن أهم ما اتفق عليه المجلس مع الأزهر الشريف وقياداته، هو احترام مسألة حرية الرأى والتعبير فى القضايا والموضوعات الدينية، على أن يكون هذا بعيدا عن نشاط الإفتاء.
وقال مصدر بمشيخة الأزهر الشريف فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن ما أشيع عن أن هؤلاء العلماء هم وحدهم المخول لهم بالحديث فى الشأن الدينى غير صحيح، وإنما القائمة المعلنة تتضمن من يطمئن لهم الأزهر فيما يخص مجال الإفتاء، والأمر مقصور على حقهم فى الفتوى، ومن ثمّ فإن الحديث فى الشأن الدينى العام متاح للمتخصصين، ولم يتم تحديد أسماء مختصة به من علماء مشيخة الأزهر ودار الإفتاء.
وأوضح الدكتور طه أبوكريشة ،عضو هيئة كبار العلماء ، أن هذا القرار ينفذ الأمر الإلهى فى قوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، فأهل الذكر هم أهل التخصص العلمى فى كل مجال من مجالات الحياة وبالتالى فإن المتخصصين فى مجال الإفتاء الشرعى هم الذين تتلمذوا وتعلموا وتخصصوا فى الكليات الدينية بالأزهر الشريف، الذى يضم فى جنباته المعاهد الدينية التى تمهد للكليات الشرعية وهي المتخصصة فى بيان الرأى الشرعى فى سائر القضايا الحياتية التى لها صلة وثيقة بعقيدة الإنسان التى يؤمن بها وهى العقيدة التى ترتكز على كتاب الله تعالى وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أن الذين يدرسون سائر العلوم التى تتعلق بهذين المصدرين الرئيسين هم أدرى الناس وأعلمهم بالإفتاء فى هذا المجال الذى يوضح الرأى الشرعى فى أى قضية أو سؤال يتعلق بهذا المجال فهو قرار يفتح باب الثقة أمام السائل ويغلق هذا الباب أمام من كان بعيدا عن هذه الدراسة المتخصصة، وبذلك يعيش المجتمع آمنا على نفسه فيما يتعلق بأمور الحياة التى لها صلة للتوجيه القرآنى والنبوى الشريف .
و قال الدكتور محمد الشحات الجندى ،عضو مجمع البحوث الإسلامية ، "وسط هذا الخلل وفوضى الفتاوى ،فتحديد من يقومون بالإفتاء مطلوب وعلى جميع وسائل الإعلام الالتزام بذلك أولا حفاظا على دين الله سبحانه وتعالى لأن هناك فتاوى صدرت من البعض ونسبت للإسلام وهى لا تتناسب مع مقاصد الشريعة الإسلامية".
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أن الفوضى التى نشهدها فى الفتاوى تحتم علينا اتخاذ هذا الإجراء، وأعتقد أنه يصحح مسار الفتوى ،وهذا القرار عودة بالدين إلى مقاصده الشرعية وإلى منابعه الصافية وهو صورة من صور تجديد الخطاب الدينى كما يؤدى إلى عدم الإضرار بالمصلحة الوطنية ورفع الوصاية من الذين يستغلون الفتوى فهو مسلك صحيح ينبغى الالتزام به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة