لم يدر بخلد القائم على صفحة الهيئة المصرية العامة للكتاب على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أن يجد كل هذه السخرية من رواد الصفحة حينما سألهم «نفسك تقابل مين من الكتاب والمفكرين والأدباء فى معرض الكتاب؟» فكانت الإجابة: «إبراهيم أصلان، الله يرحمه، ودستيوفيسكى، وأنيس منصور، ومصطفى محمود، ونجيب محفوظ، ونجيب سرور ومحمود درويش، وفاروق شوشة» فقد توفى كل هؤلاء منذ آماد بعيدة، وأصبح من المستحيل أن يوجدوا فى المعرض.
وأغلب الظن أن المتابعين للصفحة أرادوا أن يسخروا من السؤال بطريقة كوميدية، لكنى فى الحقيقية وجدتها فرصة سعيدة لقلب السحر على الساحر، ومجاراة الشباب فى طريقة تفكيرهم، وسألت نفسى لماذا لا تستضيف الهيئة كل هؤلاء بناء على رغبة الجماهير؟
الأمر يبدو للوهلة الأولى مستحيلا، لكن فى الحقيقة أجد أنه من الواجب على هيئة الكتاب أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد إن كانت تريد أن تواكب تفكير الشباب بحق، ولهذا أقترح على الهيئة أن تخصص مكانا بعنوان «بناء على رغبة الجماهير» ليكون محلا لاستدعاء الكتاب الذين يرغب الجمهور فى مقابلتهم، فلكل أديب صديق أو مريد أو تلميذ، ولكل شاعر معجب أو راوية أو رفيق، فماذا لو خصصت هيئة الكتاب مثلا يوما لمحمود درويش «بناء على رغبة الجماهير» وأذاعت فى بدايته بعضا من قصائد درويش المسجلة فى معرض الكتاب، وأتت بأحد أصدقائه ليتحدث عن ذكرياته فى منتصفه، ثم أتت بناقد أو شاعر ليتحدث عن تجربته بعد ذلك، وفى المساء تعرض بعض اللوحات الدرامية المستلهمة من أشعاره؟
نعم ربما أراد بعض الشباب من متابعى صفحة هيئة الكتاب السخرية فحسب، لكن هذا لا ينفى أن هؤلاء الكتاب والمبدعين الذين ذكر الشباب أسماءهم أعلام فى مجالاتهم، ولكل واحد منهم تجربة خاصة، ولكل منهم منجز أدبى خاص، ولكل منهم بصمة راسخة فى الوعى الأدبى أو المجتمعى، وإذا ما فعلت هيئة الكتاب ما اقترحته هنا ستضيف إلى المعرض وعيا جديدا وفكرا جديدا يخرجها من دائرة الأداء الكلاسيكى الباهت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة