رئيس هيئة الشارقة للكتاب: سلطان القاسمى تحدث عن مصر فى حفل الافتتاح من قلبه وأعاد القطع الأثرية إلى القاهرة لحفظها فى وطنها.. والمعرض أصبح منارة ثقافية للعالم.. ويؤكد: لا أجد وقتا لكتابة الشعر

رجل وهبه الله الملكة والتميز فى العمل والإخلاص فى الأداء، دؤوب يدقق فى كل الأمور، يحمل على عاتقه أمانة ومسئولية خدمة وطنه، ويسعى ليحقق رؤى واستراتيجية الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة، فنجح فى تطبيقها على أرض الواقع والدليل معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى أصبح منارة ثقافية للعالم العربى، هو أحمد بن ركاض العامرى رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وكان لـ"اليوم السابع" هذا الحوار معه.. 

 

ماذا تفعلون حتى يحقق معرض الشارقة الدولى للكتاب هذا النجاح المتميز؟ 

فى دورة معرض الشارقة التى وقعت منذ 4 سنوات، قال الشيخ الدكتور سلطان القاسمى إذا نجحنا فى هذه الدورة فالدورات المقبلة ستكون أفضل، ومن يومها نبذل مجهودا أكثر فى كل دورة من دورات المعرض، وأصعب شىء فى الدنيا أن تتحدى نفسك، وتحاول أن تبرز دورك كل عام بطريقة أكثر فعالية، ونوظف التقنيات والأمور من حيث ظهورها بشكل متميز، لدرجة أننا نقوم بعمل دورات على مواقع التوصل الاجتماعى، كما قمنا بزيادة برامجنا، ونلاحظ أن من يشارك فى الفعاليات يكون أكثر فعالية من العام الماضى، من ذلك أنه فى العام الماضى كانت المشاركة بأوراق بحثية، لكن هذه الدورة شهدت تفاعلا أكثر نتيجة التعامل المباشر مع الجمهور.

 

هل ترى أن من يقوم بالتواصل مع الناس عبر ورقة يفقد التفاعل مع القراء؟

بالطبع نعم، ورقة العمل تم التخلى عنها بسبب التقدم العلمى الذى نعيشه، وحتى عندما تذهب للمحاضرات البحثية ترى الحاضرين غير قادرين على سماع أوراق العمل، فالناس يحبون طريقة الحوار والتعامل المباشر، فكل واحد يستطيع أن يقول أفكارة بطريقة محتلفة، وذلك يمثل حوارا حضاريا وثقافيا.

 

نرى أن هناك تفاعلا كبيرا مع الجمهور هذا العام مع وجود فعاليات كثيرة للكبار والشباب والأطفال؟

نحاول بقدر الإمكان أن نتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، فمعرض الشارقة معرض دولى كبير، ويكفى أن هذه الدورة شهدت اجتماعا وزاريا استثنائيا وهذه إضافة ثقافية وإبداعية للمعرض، فالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قال "أقدر الاجتماع بين مليون ونصف عنوان، وأخذنا قرارات تهم الدولة"، وهى كلمة مؤثرة، حيث تم اعتماد ميزانية الدولة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب لمدة 5 سنوات قادمة، وهو أهم قرار، وهذا يحمل رسالة كبيرة ومهمة وحضارية وفريدة من نوعها.

 

كيف يتم الإعداد لمعرض الشارقة الدولى للكتاب؟

نبدأ فى الاهتمام بالدورة الجديدة قبل البدء فى الحالية، حيث تم الانتهاء من الدورة الـ37 لعام 2018، و80% من الدورة التى تعقبها 2019، فنحن نعمل بكل دقة ونركز فى أدق التفاصيل حتى تنطلق الدورة الجديدة لمعرض الشارقة بأحسن وأفضل صورة، مما يعود بالنفع على الزوار.

 

شاهدنا فى المعرض بتلك الدورة أقدم مصحف فكيف تتم الاتفاق على مثل هذه المقتنيات بالغة الندرة؟

نحن نبحث فى العالم كله، ومعرض الشارقة الدولى للكتاب من أهم المعارض الدولية، وأصبح الناس يرسلون لنا طلبات للمشاركة بالمعرض، والعالم كله يسلط الضوء على المعرض من خلال الإعلاميين والصحفيين وأصبح المعرض منصة ثقافية وإعلامية كبيرة وأصبح معرضا جماهيريا كبيرا وفكريا وعلميا وسياسيا، فهو يحتوى على كل فنون الثقافة.

 

إذا تم التقدم بأكثر من طلب للمشاركة بتقنية جديدة أو مقتنيات نادرة فكيف تتم المفاضلة بينها؟

نحن لدينا فى الشارقة معرضان خلال العام معرض الشارقة الدولى للكتاب والمهرجان القرائى للطفل، ولدينا أكثر من 36 مشاركة خارج الدولة، ومعظم الناس لا يدركون هذا الكم من المشاركات، فنحن عندما نشارك فى المعارض الخارجية نشارك بشىء  يحمل قيمة كبيرة وليس مجرد مشاركة عادية ويحمل رسالة، فلدينا حضور ونشاط دائم طوال العام، وفريق العمل يعمل على قدم وساق لدرجة أنهم لا يحصلون على إجازات لحين الانتهاء من العمل.

 

رغم تخصيص معرض للطفل تحت مسمى المهرجان القرائى للطفل إلا أن معرض الشارقة الدولى للكتاب يبدى اهتماما كبيرا بالطفل.. ما تعليقك؟

الاهتمام بالطفل أمر مقصود، فإن هذا الطفل غدًا سيصبح قارئًا وقياديا، لأنه جيل المستقبل، فالمؤسسة التعليمة تزرع هويتها داخل الأطفال، وهذا التنوع يعزز من قوتها الثقافية والفكرية.

 

نعرف أنك بعيد عن كونك رئيس هيئة الشارقة للكتاب تكتب الشعر.. فهل لا يزال لديك الوقت للكتابة؟

منذ سبع سنوات لم أتفرع لكتابة الشعر، ومن الممكن أن أكتب بيت أو بيتين، لكن لا أفكر فى إصدار ديوان، وأترك المجال لأولادنا وأولاد أولادنا، فأنا إنسان أرفض تمامًا إدخال أى نوع من أنواع التجارة فى مجال عملى، ويجب على الإنسان دائما أن ينزه نفسه ويرتقى بنفسه عن أمور تضر به، وعلى المسئول فى أى بلد عدم استغلال منصبة فى أمر يخصه، فمن يتولى منصب معين فهو أمانة يجب أن يعمل به بكل أمانة.

 

هل يختلف دور المسئول حسب المسئولية التى تقع على عاتقه؟

كل من يكلف بمسئولية معينة لابد أن يعمل بها بكل جهد واجتهاد وضمير، ويقدم ما لديه من أدوات تساعد على الارتقاء والرقى، حيث إنه يحمل أمانة من بلاده، وأنا أعمل فى خدمة دولة الإمارات، وحتى إذا تركت المنصب فلابد أن أعمال لخدمة بلدى، فنحن موجودون لنخدم دولتنا وتراب هذا الوطن ففى أى مكان كنت وأى مرحلة من مراحل أعمارنا أو حتى أبنائنا فكلنا نخدم هذا الوطن.

 

ننتهز فرصة حوارنا معك لنعرف مدى أثر كلمة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة عن مصر خلال افتتاح المعرض الشارقة هذا العام؟ 

الشيخ الدكتور سلطان القاسمى تحدث عن مصر دون أن يقوم بتحضير كلمته، وجاءت من القلب، فحاكم الشارقة مدرسة كبيرة، ولهذا خرجت من القلب حيث فرح بانتصار مصر ذلك اليوم، وافتخر بذلك، والجيش يحارب فكر والمعرض أيضًا يحارب فكر، فالإرهاب صاحب فكر إرهابى فاشى، وكما قال حاكم الشارفة خلال حديثة إننا نحارب الفكر الظلامى، فالمعرض اليوم ركيزة أساسية لتفعل فكر الثقافة، وقول حاكم الشارقة ليس بجديد فهو محب لمصر وداعم لها.

 

الشيخ سلطان القاسمى أعاد لمصر عددا كبير من القطع الأثرية خلال زيارته لمصر فى الأيام الماضية.. تعليقك؟

حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى يريد أن يقول للعالم أن هذه الآثار الأحق بها شعب مصر ويدعو الأخوة فى مصر إلى المحافظة على تراثهم وآثارهم وثقافتهم.

 

كيف يتم اختيار الضيوف المشاركين فى معرض الشارقة الدولى للكتاب؟ 

الشيخ الدكتور سلطان القاسمى حاكم الشارقة يختار ضيوف المعرض بنفسه، ويضع الأسماء النهائية  ويتابع تحضيرات المعرض خطوة خطوة.

 

متى يصبح هناك دعم لترجمة الأدب العربى؟

نحن فى الإمارات أطلاقنا مسابقة لأفضل كتاب مترجم من العربية للغات الأخرى، ووصل عدد الكتب المترجمة فى عام إلى 620 كتاب لمختلف اللغات، والآن هذا العام توجد أرقام جديدة تضاف للسابقة فهو عمل تراكمى وليس عمل يوم أو مرحلة واحدة، كما نوفر فرصا لتعاون دور النشر مع بعضها البعض، حتى تتم عملية التسويق بين الناشر العربى والأجنبى الذى يدرك كيف يبيع الكاتب المترجم من العربية، والإمارات تدعم الأدب العربى على مستوى العالم العربى.

 

أحمد العامرى لمن تحب أن تقرأ؟

أنا أقرأ إصدارات فى مختلف المجالات سياسية وروائية واقتصادية وشعرية، من مختلف الجنسيات، فكل كتاب جميل يستحق القراءة أقوم بقراءته فورًا.

 

وماذا عن مدينة الشارقة للنشر؟

يعد إنشاء مدينة الشارقة للنشر، تجسيدا حيا لرؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذى أكد منذ أربعة عقود أن الكتاب هو الوسيط المعرفى الذى يجمع ثقافات العالم، ويفتح نوافذ جديدة للتلاقى والحوار مع مختلف الحضارات والبلدان، لتشكيل محور محرك لسوق الكتاب فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتمتد مدينة الشارقة للنشر على مساحة تصل إلى 40 ألف متر مربع، موفرة 300 مكتب مجهز ومؤثث لأصحاب الأعمال ورواد النشر، و6000 متر مخصصة للراغبين فى مساحات خاصة بأعمالهم، كما تضم أكثر من 20 قاعة اجتماع، ومخازن، ومرافق خدمية، وفرعا للإدارة العامة للإقامة وشئون الأجانب بالشارقة، ومركز بيانات، والعديد من الخدمات الداعمة للناشرين.

 

وتصل الطاقة الاستيعابية للمدينة فى مرحلتها الأولى، إلى 550 مؤسسة وشركة، كما ستوفر المدينة منصة تتضمن بيانات ومحتويات 16 مليون كتاب بمختلف اللغات صدرت خلال الفترة الماضية، بحيث يمكن للناشرين إعادة طباعتها بسهولة وتحديثها والتعديل عليها، فستنقل صناعة النشر فى الوطن العربى للعالمية، وبدأنا فى إصدار التراخيص بالفعل، وسنبدأ فى المرحلة الثانية لتوسيع مدينة النشر خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

هل هناك إصدارات يتم منعها من العرض بمعرض الشارقة الدولى للكتاب؟

بالطبع لا، فلا يوجد أى كتاب يتم منعه فى معرض الشارقة للكتاب على الإطلاق.

خلال أيام معرض الشارقة الدولى للكتاب تم إغلاق 3 دور نشر  فما هى معايير غلقها؟

عند إغلاق أى دور نشر يتم نتيجة مخالفتها لقوانين النشر، وأنا لا أتدخل على الإطلاق فنحن نحترم تطيق القانون، والمعرض يعمل من خلال فريق عمل ولا يعمل بقرار منفرد بل بقرار فريق، كما نعمل على المتابعة اليومية لعدم التلاعب بالأسعار، من خلال متسوقين سريين، وذلك من خلال الشراء بفاتورة أصلية.

 

وما الإجراءات التى تتم تجاه دور النشر التى تم غلقها؟

الدار التى يغلق جناحها بسبب سرقة ملكية فكرية يتم منعها من المشاركة بمعرض الشارقة الدولى للكتاب على مدار تاريخه.