منذ أيام تناولت وقائع الكذب الذى مارسته وسائل الإعلام الإيرانية فى ترجمتها لكلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مؤكدا أن هذا التحريف فى مضمون تصريحات «ترامب» وقلب مضمونها من الهجوم إلى ما يشبه المدح لا يعبر عن حالة فردية من تعمد تغييب الشعب الإيرانى و«استغفاله» وإنما يعبر عن سياسة عامة ينتهجها نظام الحكم فى طهران، ويتشابه هذا النهج مع نهج جماعة الإخوان المسلمين التى تحرص كل الحرص على تغييب عقول أعضائها حتى يكون رضا المرشد أهم عند الإخوانى من رضا الله والوالدين وأغلى ثمنا من الابن والأم والزوجة.
فى الحقيقة أنا لا أندهش من هذه الطريقة فى التفكير لأن الأساس الذى ترتكز عليه كل من «إيران والإخوان» أساس رجعى يعتمد على تغييب العقل وإفشاء روح الخرافة فى العقول، وبالتالى يسهل عليهم خداع أتباعهم، لكن المدهش فى الأمر أن أكتشف أن «إسرائيل» مصابة بذات الداء، برغم أنها تدعى أنها صاحبة التجربة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، فمن الواضح أن مندوبها الدائم لدى «الفيس البوك» السيد «أفيخاى أدرعى» مل من دور المتحدث الرسمى باسم جيش إسرائيل واحترف مهنة البلياتشو الذى يأتى كل فترة بفقرة لا يستعرض فيها خفة دمه ولكن ليستعرض فيها ما وصلت إليه العقلية الإسرائيلية من انحدار، وقد تجلى هذا فى الادعاء الكاذب بأن إسرائيل انتصرت فى حرب أكتوبر، وهو أمر لا يجب أن نلهث لتكذيبه أو تفنيده، بل من الواجب أن نتعامل معه باعتباره مرضا نفسيا من أعراضه قلب الحقائق والتعامل مع الأوهام باعتبارها واقعا، وهو مت يستلزم التحليل ودراسة الأسباب والعواقب.
من اللافت هنا أن نكتشف أن الإخوان أيضا يتحدثون بلسان «أردعى» ويتعاملون مع حرب أكتوبر بذات الكيفية فقد عميت أبصارهم وقلوبهم عن نور الحق ونصاعة الحقيقة ووضعت الكراهية المطلقة لشعب مصر عصابة على أعينهم جعلتهم يرون النصر هزيمة والهزيمة نصرا، لكن من المهم هنا أيضا أن نلتفت إلى المشترك الوجدانى ما بين إيران «الكيان الفارسى» والإخوان «الكيان الإرهابى» وإسرائيل «الكيان الصهيونى» حيث تميزت هذه الكيانات الثلاثة بأنها كيانات دينية محضة، وبالتالى تمنحنا هذه الظواهر بعض المؤشرات على تأثير مفعول الدولة الدينية على العقل البشرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة