بيان مهم للغاية أصدرته أمس الأول مجموعة الصداقة مع مصر فى البرلمان البريطانى، وأوردت فيه تصريحات لأندرو سوافيلد، المدير التنفيذى لشركة الطيران البريطانية «مونارك» ، قال فيها إن أحد الأسباب الرئيسية لانهيار الشركة وإعلان إفلاسها هو حظر السفر المفروض على شرم الشيخ، وذلك لأن السوق المصرى كان أحد أكبر الأسواق التى تعمل بها الشركة.
ودعت المجموعة فى بيانها الحكومة البريطانية ورئيستها تريزا ماى إلى مراجعة وإلغاء قرار الحظر الذى يتسبب فى خسائر كبيرة لشركات الطيران البريطانية، وقالت بالنص: «إذا كنتم ترغبون فى تجنب أنباء مشابهة لما حدث لمونارك فمن الضرورى رفع حظر الطيران بأقرب وقت ممكن».
مجموعة الصداقة مع مصر دعت تريزا ماى لرفع حظر السفر المفروض على شرم الشيخ منذ سبتمبر 2016، بعد زيارتها وجولتها فى المطار فى العام نفسه وأصدرت بيانات عدة أوضحت فيها لمجلس العموم وللحكومة كيف أنفقت الحكومة المصرية والمجموعات الفندقية أكثر من 20 مليون إسترلينى لتطوير منظومة الأمن وكيف أصبح المطار الآن أحد أكثر المطارات آمانا حول العالم، ويستوفى المطالب التى حددتها الحكومة البريطانية فى 2015، خاصة أن ممثلين عن وزارة النقل البريطانية زاروا المطار بالفعل ورفعوا تقريرا العام الماضى أكدوا فيه أن الشروط المطلوبة تم مراعاتها لإعادة الطيران ولم يعد هناك أسباب مبررة لاستمرار الحظر.
وحذرت مجموعة الصداقة مع مصر بمجلس العموم من أن العلاقات المصرية البريطانية فى خطر، ويمكن أن تتوتر نتيجة لاستمرار الحظر، لاسيما مع إعراب المسؤولين المصريين عن حيرتهم بشأن إصرار بريطانيا على الحظر فى الوقت الذى سمحت فيه كل الدول الأوروبية بإعادة الطيران إلى المدينة.
طيب ، ما الأسباب التى يمكن أن تستند إليها تيريزا ماى لاستمرار حظر الطيران إلى شرم الشيخ؟ وما أسبابها لرفع الحظر عن تونس مثلا التى تعرضت لحادث إرهابى كبير فى 2015؟ الواضح أن ماى لديها أسبابها السياسية أو أوراقها التى تريد بها الضغط على مصر أو مساومتها، ومنها مواقف القاهرة النشطة فى ليبيا وسوريا وكذا مواقفها الحاسمة تجاه الدول الداعمة للإرهاب وجماعاته وتنظيماته وفى القلب منها جماعة الإخوان وداعش والقاعدة والتنظيمات المتفرعة عنها والموالية لها.
وإذا كانت لندن من أكبر العواصم الداعمة لجماعة الإخوان، فهى صنيعتها أصلا فى عشرينيات القرن الماضى وتحتضن أكبر مراكزها كما تحتضن حساباتها المالية وتوفر الغطاء السياسى وحرية الحركة والعمل لآلاف من أعضاء الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى، وتستخدمها باستمرار كورقة سياسية ضد الأنظمة العربية والإسلامية، يمكننا إذن أن نعرف الأسباب غير الفنية وغير الأمنية التى تحتفظ بها تيريزا ماى لترفع حظر الطيران عن شرم الشيخ، بل والتنسيق مع روسيا حتى لا تبادر بمفردها برفع حظر الطيران عن المطارات المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة