ظل طوال حياته يحلم بأداء فريضة الحج ، جمع من قوت يومه جنيهات قليلة على مدار سنوات طويلة حتى يحقق أمنيته فى زيارة بيت الله الحرام قبل أن ينقضى العمر، بعد أن زوج بناته الأربعة.
كان عم محى الدين محمد سويلم السعدنى الذى قارب عمره على السبعين ينوى الحج مع زوجته العام الماضى، ودفع لأحد مندوبى شركات السياحة 50 ألف جنيه كى يحج بالطريق البرى لأنه أقل تكلفة، ولكن تعطلت الإجراءات وأخبره مندوب الشركة أنه لن يستطيع الحج، وأشار عليه بأن يترك معه المبلغ الذى دفعه للحج فى العام التالى.
استسلم عم محمد أبو سويلم ابن مركز أطفيح بالجيزة وترك المبلغ مع مندوب الشركة حتى حان موعد الحج هذا العام، وفوجئ بمندوب الشركة يؤكد له أن سيسافر للحج ولكن طيران وبتكلفة 180 ألف جنيه له ولزوجته، وأكد عم محمد للمندوب أنه لا يمتلك هذا المبلغ، ولكن نظرا لرغبته الشديدة فى الحج سيبيع قطعة الأرض التى يملكها حتى يحقق أمنية حياته.
وبالفعل تحققت أمنية عم محمد أبو سويلم وزوجته وسافرا، شعر بسعادة بالغة، وسالت دموعه وهو يرى الكعبة لأول مرة واهتز جسده وهو يقف على عرفات، حسبما حكى ابنه، لم يكترث عم محمد لكون الشركة تركته وزوجته وعدد من رفاقه الفلاحين البسطاء وكبار السن دون أن ترسل معهم مشرفا يوجههم ويرعاهم ويبحث عمن يغيب منهم.
كان عم أبو سويلم قد وضع اسمه بالوشم على جسده، ولم يكن يستطيع المشى لمسافات طويلة بحكم السن والحالة الصحية، ففوض زوجته أول أيام عيد الأضحى لرمى الجمرات بدلا منه وبقى فى الخيمة بمشعر منى.
عادت الزوجة بعد رمى الجمرات ولم تجد زوجها فى الخيمة، بحثت عنه فى كل مكان فلم تجده، ساعدها عدد من الحجاج المسافرين معها ولكنهم لم يعثروا عليه، فعادت الزوجة إلى مصر دون زوجها، ودون أن تعرف مصيره.
حاول ابنه الوحيد سويلم الذى يعمل فى مصنع طوب أن يتواصل مع شركة السياحة ليعرف مصير والده، ولكن دون جدوى، فالشركة التى لم تبلغ السلطات بغياب والده أخبرت الابن أنها كلفت 4 أشخاص للبحث عن عم محمد أبو سويلم فى السعودية.
يقول الابن لليوم السابع: "مش عارف أعمل إيه مش عارفين أبويا عايش ولا ميت، والشركة بتقول اطمنوا وإنها كلفت 4 أشخاص للبحث عن والدى فى السعودية، رغم أنها لم تبلغ السلطات المصرية أو السعودية بغيابه، ورغم مرور ما يقرب من شهرين على انتهاء موسم الحج".
وأضاف سويلم: "أبويا مابيقدرش يمشى مسافات طويلة واسمه مكتوب بالوشم على دراعه وكان بملابس الإحرام، يعنى حتى لو مات كان ممكن يستدلوا عليه".
ويتعجب الابن قائلا: أبويا متغيب فى السعودية من أول سبتمبر الماضى الموافق أول أيام عيد الأضحى، وفى المطار بياخدوا بصمة العين واليدين، وكل البيانات المتعلقة بالحجاج، يعنى ممكن يستدلوا عليه حتى لو أشلاء.
وتابع قائلا: "أمى حالتها تدهورت، فهى مريضة بالقلب وأنا مش عارف أعمل إيه والشركة بتطالب بباقى فلوس الحج، وأناشد السلطات السعودية للبحث عن أبى ومعرفة مصيره".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة