من الأناشيد الحماسية فى عهد الدولة القديمة ووجدت كلماتها منقوشة على آثارهم الخالدة: "لقد عاش الجيش سالما.. بعد أن أدب بلاد سكان الرمال" وكان بمناسبة عودة الملك بيبى الأول، منتصرا على الآسيويين، وكان القدماء المصريون يستخدمون الموسيقى العسكرية فى التشريفات الرسمية ومما يدل على ذلك ما عثر عليه، فى مقبرة توت عنخ آمون، من أبواق ترمز إلى ذلك وكذلك الفرق العسكرية عندهم تتكون من خمسة موسيقيين.
يهتم كتاب الأغنية الوطنية .. البدايات .. التحولات للدكتورة ناهد عبد الحميد والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، لتاريخ أحد أهم الفنون وهى الأغنية الوطنية ويتتبع ذلك منذ أيام الفراعنة وحتى ثورة الـ 25 يناير.
ويؤكد الكتاب أن الشعب المصرى يمتلك ثروة عظيمة من الأغانى الوطنية عبر تاريخه الطويل، وكانت الأغنية الوطنية سلاحا قويا وفعالا فى مقاومة الظلم والظالمين، وقبل الأغنية الوطنية كانت الموسيقى بشكل عام لها علاقة بالحروب، حيث إن الموسيقى بنوعيها "الموسيقى الآلية" و"الموسيقى الغنايئة" لها الأثر الكبير، فى نهضة وثورات وحروب فى سبيل الحرية والاستقلال، وطرد المحتل، وما إلى ذلك من الأغراض النبيلة.
ومؤخرا، ظهرت الأغنية الوطنية كمصدر قوى لإنماء الشعور العربى فتنبه لذلك المتابعون للتطورات السياسية فى الشرق الأوسط إلى الحد الذى جعلهم يربطون بين الأغنية وبين ما يحدث فى المنطقة العربية، ومن ذلك ما ذكرته إحدى الصحف الأمريكية أن صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب كان من أخطر أسلحة ثورة يوليو، لدرجة أن هتلر ''كان يخطط – فى حال انتصاره على الإنجليز فى معركة العلمين ودخوله مصر – أن يجند هذين الصوتين لنشر الأفكار النازية بالغناء له ولإمبراطوريته''!.
إن الأغنية الوطنية المصرية كانت – وما زالت- هى القلب النابض، والعقل الواعى، والقوة المعنوية الهائلة، لكل الشعوب العربية والقوة الناعمة كقوة الأسلحة، ولمصر دورها القيادى والريادى الذى لم ينقطع أبدا حتى فى الفترات التى آلت فيها الزعامة الشكلية إلى غيرها؛ حيث ساعدت الأغنية الوطنية على تماسك البنيان الإنسانى والثقافى للشعوب العربية رغم ما يحيط بها من أخطار وتحديات ومزاعم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة