حذر موقع "إنترناشونال بيزنس تايمز" الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، من شبهات الفساد التى طالت مسئوليه مع إمارة قطر، والتى لا تزال حتى الآن دون تحرك رسمى من قبل القائمين عليه رغم ما تجريه السلطات القضائية فى عدة دول من بينها سويسرا من تحقيقات مع رجل الأعمال القطرى ناصر الخليفى رئيس نادى باريس سان جيرمان، والمدير التنفيذى لمجموعة قنوات "بى إن سبورت" القطرية الرياضية.
وقال الموقع، فى تقرير له اليوم، إن فساد الفيفا ممتد بداية من إسناد تنظيم البطولات عبر الرشاوى، وصولاً إلى ملف حقوق بث بطولات المونديال وغيرها من البطولات القارية والعالمية.
وأضاف الموقع، فى تقريره الذى جاء بعنوان "قطر .. الفيفا.. وثمار الفساد"، أن سمعة قطر تضررت فى أعقاب اتهامات الفساد المتعلقة بنجاحها فى استضافة كأس العالم 2022، لاسيما أن منح البطولة يؤدى إلى التحقيق فى الفساد المنظم داخل الفيفا، مشيراً إلى أنه ليس هناك شك فى أن المحققين أبدوا تحفظات جدية على عملية تقديم العطاءات الخاصة بإستضافة كأس العالم، مشرة إلى مخاوف جدية بشأن الأمر.
الخليفى مع ساركوزى
ونشرت صحيفة "بيلد" الألمانية فى وقت سابق من العام تقرير، أنه تم "قمعه" عام 2014، كتبه مايكل جارسيا، المحقق السابق المستقل لدى لجنة الأخلاقيات فى الإتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا". وقد تضمن التقرير تفاصيل بشأن 2 مليون دولار تم دفعهم إلى ابنة مسؤول بالفيفا. وأوضح بيتر روزبرج - الصحفى الذي حصل على التقرير– أن النتائج التى توصل إليها كانت "وكأنها لغز لا معنى له إلا عندما يتم وضع جميع الأجزاء جنبا إلى جنب".
ويقول الموقع ، إنه فى ظل هذه الخلفية، نشأت مخاوف أكثر خطورة تتعلق بقطر، يجعل من غير المحتمل أن تزول مزاعم الفساد. وبغض النظر عن الموقع الجغرافى للبطولة حيث هناك العديد من الفرق الأوروبية التى أعربت عن قلقها من اللعب فى 100 درجة حرارة فهرنهايت وترى أن ذلك يمثل ميزة للفرق القادمة من دول حارة، هناك أيضا قضايا سياسية تحتاج إلى معالجة.
ويشير إلى الأزمة العالقة بين قطر وجيرانها العرب، حيث أغلقت هذه الدول المجاورة (بما فيها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر) حدودها ردا على الممارسات القطرية بتمويل الجماعات المتطرفة فى المنطقة. وهذه المقاطعة تسببت فى تداعيات اقتصادية للدوحة وحالت دون تدفق مواد البناء لاستكمال عدد من ملاعب كرة القدم التي تحتاج قطر إلى إنشائها للوفاء بالتزاماتها كمضيف. ويقول الموقع البريطانى إن هذا فى حد ذاته يشكل مصدر قلق للفيفا.
الخليفى قبل أيام من التحقيق معه فى فساد بى إن سبورت
ولا ينتهى تيار الارتياب وتهم الفساد عند هذا الحد، ويشير التقرير إلى الأنباء التى تفيد بأن السويسريين يجرون تحقيقا جنائيا فى بيع حقوق بث بطولات كأس العالم 2026 و2030 لشبكة "بى إن سبورت" القطرية. حيث يتم توجيه اتهامات لرئيس نادي باريس سان جيرمان والرئيس الإعلامي لمجموعة بى إن ميديا جروب، ناصر الخليفى، بالتورط فى تقديم رشاوى لجيروم فالكه، المدير التنفيذى للفيفا للحصول على حق إذاعة مبارات البطولات. وإذا كان هذا صحيحا، فسيكون تطور آخر مثير للقلق لمنظمة كرة القدم المحاصرة بالشبهات.
موقع إنترناشونال بيزنس تايمز، أكد أن ما تكشفه هذه الفضائح هو أن عدم وجود هيكل ذاتى التنظيم قد مكن البعض لارتكاب الاحتيال والفساد على نطاق واسع. فعندما يلتف المديرين التنفيذيين بالأموال ويتقاضون رواتب ضخمة، ناهيك عن كميات هائلة من النفقات، فإنه هذا يدفع بازدراء للنظام. ويشير إلى أن العديد من أعضاء الفيفا يتباهون علنا بأنماط حياة "البوب ستار"، ويتمتعون بالسفر بطائرات خاصة.
ويخلص التقرير إلى ضرورة محاسبة المسئولين الفاسدين وإيجاد سبيل لإستعادة الأموال التى تقاضوها والتى تمثل حق الشعوب فى ثروتها. ويجب أن تسير عملية التحقيق جنبا إلى جنب، مع عملية مصادرة الأموال لضمان أن المشتبه فيه لا يمضى فى التمتع بمكاسبه غير المشروعة.
ويختم التقرير مشددا على أنه بغض النظر عن نتائج تحقيقات قطر والفيفا، فيجب أن يكون هناك رادع واقعى. وهذا سيضمن أن الآخرين لا يكررون السلوك السئ لأسلافهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة