قال الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، إنه فوجئ بمستوى بيان نقابة المهن السينمائية فى الردّ على أطروحة فكرية عرضها للنقاش العام حول "سينما الإسلام السياسى"، تتضمن طرحا بضرورة تأسيس برنامج للدراسات العليا فى أكاديمية الفنون لدراسة سينما الإسلام السياسى محليًّا وعالميًّا، لكن البيان جاء خارج الإطار السياسى والفكرى لما طرحه، وخاليًّا من قواعد العلم ومبادئ الفن معًا، بحسب قوله.
وأضاف "المسلمانى"، فى بيان أصدره اليوم الأربعاء، أن حديث النقابة عن العمر الطويل لصناعة السينما وعراقتها، كان يجب أن يكون دافعًا للتعامل الإيجابى مع ما طرحه من رؤية للحوار، ذلك أن حديثه النقدى إنما ينصب على المشهد الراهن، وليس على التاريخ العظيم للسينما المصرية التى كانت عالمية فى عقودٍ سابقة، ثم صارت دون المحلية فى السنوات الأخيرة.
وتابع الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى بيانه بالقول: "توصيف النقابة لعمالقة الأدب طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وبهاء طاهر كسينمائيين هو توصيف غريب، واستغاثة فى غير موضعها، أما ذكرها أسماء عظيمة مثل شادى عبد السلام وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب ومحمد خان وإسماعيل عبد الحافظ، فإن هذه الرموز السامية هى بالضبط ما يطالب باستعادة تجاربها تاريخًا ورسالةً، مكانةً ومجدًا، مستكملا البيان بانتقاد استخدام النقابة مفردات زاعقة فى بيان كان يُفترض فيه الاتزان والرفعة، متابعا: "كنت أتمنى أن يرتقى كاتب البيان فى أسلوبه ومضمونه لمستوى النقابة المرموقة التى يمثلها، ومستوى أعضائها الذين يحظون بتقدير واسع واحترام كبير".
واختتم "المسلمانى" بيانه، قائلا: "الأمر ليس معركة نبحث فيها عن المنتصر، فأغلب نجوم الفن والدراما أصدقاء أعزاء، وبينى وبينهم نقاش وحوار، ونقابة المهن السينمائية لها دور كبير فى المسيرة الإبداعية والحركة الوطنية، ويجب أن يمتد هذا الدور لترميم الحاضر وتخطيط المستقبل، ومن المناسب أن تأخذ النقابة ما طرحت باعتباره ورقة عمل لا ورقة إزعاج، وأن تدعو لمؤتمر جادّ لدراسة أزمة السينما والدراما المعاصرة، ووضع إطار للدور الذى يمكن أن تلعبه سينما الإسلام السياسى فى مكافحة التطرف وبناء المجتمع".
جدير بالذكر، أن نقابة المهن السينمائية كانت قد أصدرت بيانًا بعنوان "بيان من نقابة المهن السينمائية.. عار عليك يا مسلمانى"، وذلك ردًا على انتقادات المسلمانى لما أسماها "سينما الإسلام السياسى"، الذى تضمن هجومًا حادًّا ودعوة لعدم ترك السينما للسينمائيين، بقوله: "لقد كان مؤسفًا للغاية أن نترك السينما للسينمائيين، والدراما للدراميين، الفكر السينمائى أكبر من السينمائيين، والفكر الدرامى أكبر من الدراميين، لا يكفى أن يقرِّر الممثلون والمنتجون والمخرجون ومعهم كتَّاب السيناريو مضمون ورسالة القوة الناعمة، هى أكبر منهم جميعًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة