جمال أسعد

حادثة الواحات تنبيه وتحذير

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 07:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحادثة الإرهابية، التى حدثت فى طريق الواحات البحرية - التى راح ضحيتها أبناء مصر من رجال الشرطة الأبطال، الذين قدر لهم أن يسيروا فى طريق الشهادة والشهداء فداءً لمصر الوطن - لن تكون الحادثة الأخيرة فى مسيرة الإرهاب وتنظيماته المُتعددة ومخابراته المُخططة ودوله المُنفذة ليس فى مصر فحسب، ولكن على مستوى العالم بأسره، مع تعدد الخطط وتنوع الأساليب.. ولكن وبكل وضوح تظل مصر هى الهدف الأهم لكل تلك التنظيمات، وهذا أعلن عنه مرارًا من قيادات إرهابية على رأسها داعش. 
 
ولكن حادثة الواحات يجب أن تكون نقطة نظام ومسار تقييم لما لها من مؤشرات متعددة تختص بالتنظيمات الإرهابية والمتغيرات، التى طرأت على المنطقة، إضافة إلى ما يخص مصر ونظامها السياسى بعد 30 يونيو، فحادثة الواحات قد جاءت بعد الانحسار العسكرى والتواجدى على الأرض لتنظيم داعش فى موصل العراق وفى رقة سوريا. 
 
ومن المعروف أن داعش ومن معها - وجميعهم يتفق فى الهدف- كانت قد استولت على أرض فى سوريا والعراق تعادل مساحة دولة مثل بلجيكا..  فهزيمة تلك التنظيمات وإجلاؤها عن الأرض، وبعد تلك الأعداد، التى قتلت لا يعنى أن ما بقى من أفراد ومن أسلحة قد اضمحل فى الهواء.. 
 
ولذا كان من المعروف والمقدر أن يتم نقل هذه الأعداد، وتلك التنظيمات بعدادها إلى ليبيا، وذلك لتدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا ولما لهذه التنظيمات من أفرع وتابعين يتلقون المساعدات اللوجستية والأسلحة الخفيفة والثقيلة بكل صنوفها من قطر وتركيا. 
 
كما أن ليبيا تشترك مع مصر فى حدود تصل إلى أكثر من ألف كيلو متر يتخللها مساحات فراغ أمنى فى تلك الصحراء الغربية، بما يعنى الاقتراب من الحدود الغربية لمصر، وحتى تكون مصر محاطة إرهابيًا من البحر شمالًا والسودان جنوبًا وسيناء شرقًا وليبيا غربًا.
 
 كما أن هذه التنظيمات لا ولن تبتلع هزيمتها بسهولة، ولكن لا بد من إيجاد بدائل لاستعادة الثقة بالنفس. 
 
كما أن هناك متغيرات حدثت فى المنطقة، إضافة لتلك الهزيمة فى سوريا والعراق، خاصة بعد مقاطعة الدول الأربع لقطر وتحالف تركيا وإيران معها ناهيك عن المأزق التركى فى إطار التشتت العسكرى تجاه مشكلة الأكراد خاصة بعد استفتاء كردستان. 
 
أما أهمية مصر فلها أسباب عدة، إن مصر هى التى أخرت، بل أجهضت ما يسمى بالمشروع الإسلامى والخلافة الإسلامية، خاصة بعد إسقاط الإخوان فى 30 يونيو، مع العلم أن وصول الإخوان لحكم مصر كان البداية المتوهمة لإقامة هذه الخلافة، حيث كان ذلك بمساعدة قطرية تركية ومباركة أمريكية إسرائيلية.. فـ 30 يونيو أجهضت المخطط المرتبط بتقسيم المنطقة على أسس طائفية وإعلان سايكس بيكو الثانية. 
 
ولذا لم يعد نظام يونيو هو الهدف، ولكن أصبحت مصر الدولة والوطن هى الهدف.. ولذلك قد رأينا مسار العمليات الإرهابية منذ يونيو 2013 لم ينته وإن كان قد خفت حدته فى سيناء وتوارى فى الداخل بمجهودات الجيش والشرطة، فكان من الطبيعى أن يتم اختلاق مسارات أخرى جديدة لتشتيت الأمن المصرى ولمحاولة إثبات الوجود وإعادة الثقة بالنفس والأهم هو إفقاد الشعب المصرى ثقته فى نفسه وبث اليأس والقنوط. 
 
فبالرغم من حالة الحزن الواجبة على أبطال الشرطة، ولكن هذا لا يعنى أن نتائج هذه العملية انهزام أو انكسار، بل مزيد من الصمود والتصدى حفاظاً على الإنجازات، التى تحققت بعد 30 يونيو.. فلا يتوافق أن تطلق تلك التنظيمات، وهذه الجماعات الأكاذيب والادعاءات والتخيلات أن النظام المصرى يترنح وسيسقط قريبًا أملًا فى عودتهم مرة أخرى،  ويجدوا تلك الإنجازات التنموية والإنشاءات البنيوية، فهذا يفقدهم أى مصداقية.. خاصة أن متاجرتهم بالمشكلة الاقتصادية ومعاناة الجماهير قد فشلت، نظرًا لما يتحمله المواطن من أعباء اقتصادية أملًا فى المستقبل وحبًا فى مصر. 
 
كما لا يجب أن نتغافل عن توقيت العملية وقد سبقها عدة عمليات فى سيناء فى شهر أكتوبر وهو شهر الانتصارات، إضافة إلى أن عملية الواحات جاءت سابقة بساعات لتدشين السيسى مدينة العلمين الجديدة،  فهذه حادثة بالرغم من المفاجأة، وفقد هذه النخبة من الشهداء يجب ألا تأخد أكثر من حجمها الطبيعى والمتوقع. 
 
ولكن الأهم هو تقييم العملية بسلبياتها وإيجابياتها حتى نكون مستعدين لتلك المواجهات.. فلا يجب أن ننسى أن جماعة الإخوان مازالت وستظل لها ناسها ومريدوها، الذين يتواجدون فى كل المجالات ويخترقون كل المواقع.. ولذا يجب إيجاد خطة عملية للرد والمتابعة والمحاصرة. 
 
الحرب مع الإرهاب حرب وجود، فلا يجب أن نتعامل معها بتلك الأريحية فالمواجهات الأمنية مهمة وضرورية، ولكن لابد أن يصاحبها ويسبقها الاستعداد للمواجهة على كل المستويات، وفى كل الاتجاهات فى خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل. 
 
فمصر هى الهدف ولكن شعب مصر بالرغم من كل الظروف وبتأكيد الوطنية وحتمية التاريخ هو شعب مناضل مكافح لا تؤثر فى ثقته بنفسه مثل تلك الحوادث. 
على كل منا أن يعى دوره ويؤدى عمله لأن مصر وطن الجميع وأمل الجميع.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة