فى إطار الاحتفال بالذكرى الـ75 لمعركة العلمين التى جرت خلال الحرب العالمية الثانية، بين الجيشين الإنجليزى والألمانى، زار السفير إيفان سوركوش، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر، وريتشارد ديكتوس؛ الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى بمصر، أنشطة مشروع "دعم تنمية الساحل الشمالى الغربى وخطة إزالة الألغام - المرحلة الثانية"، الذى يموله الاتحاد الأوروبى فى مدينتى العلمين ومطروح، بحسب بيان صادر عن سفارة الاتحاد الأوروبى.
وتفقد المسؤولان، يرافقهما وفد من الاتحاد الأوروبى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، خلال الفترة من 20 إلى 23 أكتوبر الجارى، مدرسة العلمين الابتدائية والثانوية، وحضروا مع التلاميذ جلسة تعليمية حول مخاطر الألغام، كجزء من حملة التوعية التى ينفذها المشروع، وتلا الزيارة اجتماع فى الكتيبة الميدانية للقوات المسلحة المسؤولة عن عمليات تطهير الألغام، إضافة إلى مشاهدة بيان عملى لإزالة الألغام، كما زار الوفد مركز الأطراف الصناعية بقرية القصر بمطروح؛ والتقى عددا من المستفيدين من خدمات المركز.
وقال السفير إيفان سوركوش، إن معارك العلمين التى جرت على أرض مصر منذ 75 عاما، لعبت دورا حيويا فى مسار الحرب العالمية الثانية، إلا أنها خلفت قدرا كبيرا من الذخائر غير المتفجرة والألغام بالمنطقة، مشيرا إلى أن تلك الألغام ما زالت تشكل خطرا على المجتمعات المحلية بالمنطقة، وعقبة فى طريق تنمية الساحل الشمالى الغربى، مشددا على أن الاتحاد الأوروبى يعمل مع مصر على معالجة هذا الموضوع، وأنه موّل المرحلة الثانية من مشروع إزالة الألغام عام 2014 بمنحة قدرها 4 ملايين و700 ألف يورو؛ وهو المشروع الذى يُنفذ بالشراكة مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى.
وبحسب كلمة رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بمصر، فإن المشروع يعمل على ثلاثة محاور رئيسية؛ هى: إزالة الألغام، وإعادة دمج ضحايا الألغام فى مجتمعاتهم وتحسين سبل معيشتهم، ورفع الوعى بمخاطر الألغام بالمجتمع، ونجح المشروع فى تخطى الهدف الموضوع لإزالة الألغام؛ إذ تم تطهير مساحة 1096 كيلو مترا مربعا من الألغام لاستخدامها لصالح وزارتى الزراعة والإسكان وقطاع البترول.
وأسهم المشروع فى رفع وعى السكان، خصوصا الأطفال، بمخاطر الألغام وكيفية التصرف حين مواجهة هذا الخطر، ويساعد المشروع أيضا فى تنمية مدينة العلمين الجديدة التى من المتوقع أن تقدم دفعة لاقتصاد البلاد بفرص عمل تقدر بأكثر من 279 ألف وظيفة، إلى جانب جذب الأشخاص من منطقة الدلتا ذات الكثافة السكانية الكبيرة.
ونوّه السفير إيفان سوركوش، بأهمية دعم ضحايا الألغام من خلال خدمات طبية وأجهزة تعويضية، إلى جانب الدعم الاقتصادى من خلال مشروعات مدرة للدخل، وأضاف أن تأسيس مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مطروح عام 2016، الذى موّله الاتحاد الأوروبى، أسهم فى تحسين حياة ضحايا الألغام وعائلاتهم؛ إذ يتلقى الضحايا العلاج والصيانة اللازمة لأطرافهم الصناعية فى المنطقة التى يعيشون فيها، بدلا من تكبد عناء السفر لمسافات بعيدة.
يُذكر أن المرحلة الأولى من برنامج إزالة الألغام المدعوم من البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة بدأت فى نوفمبر 2007 من خلال الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام والتنمية فى الساحل الشمالى الغربى بوزارة الاستثمار والتعاون الدولى، وتلقت المرحلة الأولى من البرنامج تمويلا من حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا واستراليا واليابان.
وأعرب ريتشارد ديكتوس؛ الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة، عن اعتزازه بنتائج المشروع، الذى يعد من أبرز مشروعات البرنامج الإنمائى فى مصر، مضيفا أنه عقب تمهيد الطريق لإنشاء مدينة العلمين الجديدة، فإنه يتطلع قدما للفرص الاقتصادية العديدة التى ستوفرها المدينة الجديدة فى المستقبل، مختتما بتوجيه الشكر لشركاء المشروع، وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبى ووزارة الاستثمار وسلاح المهندسين بوزارة الدفاع، على مساهماتهم السخية والتعاون المثمر الممتد لسنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة