أكد الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع، أنه ليس بالضرورة أن يتجه كل من يدخل الثانوية العامة لكليات الطب والهندسة، مشددا على ضرورة أن تتجه مصر واستراتيجية التعليم نحو الاهتمام بالتعليم الفنى، مضيفا :"يمكن للكثيرين أن يحصلوا على رواتب جيدة جدا من أعمالهم فى الحرف التى يحتاجها سوق العمل، بدلا من دخول جامعات لا يحتاجها سوق العمل والإنضمام إلى صفوف البطالة".
وأضاف خالد صلاح، خلال تقديمه برنامج آخر النهار، المذاع عبر فضائية النهار، أن هناك الكثير من الطلاب يلتحقون بتخصصات لا يحتاجها السوق الآن، كما نلاحظ أن مصر الآن تتوسع فى مجال الكهرباء، الأمر الذى يؤكد أهمية توجيه الطلاب بالإنضمام للمعاهد التى تخدم هذا السوق، لكن الآن حينما تخبر الطالب بهذا، وأنه ربما يكسب فى هذا المجال 20 مرة ضعف الوظيفة الحكومية، تجده يرفض بشدة".
وشدد الكاتب الصحفى، على أن النتيجة هى وجود الملايين من خريجى الجامعات الذين لا يحتاجهم سوق العمل، ويعملون فى مهن لا ترتبط على الإطلاق بدراستهم، ولهذا حينما نتحدث عن الاهتمام بالتعليم الفنى، لا يمكن أن نأخذ هذا الحديث على سبيل التهريج.
وأضاف:" فى مدينة الإنتاج الإعلامى نحتاج من يعمل بتصليح الكاميرات، وتشغيل الإضاءة، وفى مصر لا نجد شركات للسباكة، أو شركات للنجارة تعمل بشكل محترف ومحترم، ونحن فى الوقت الذى نبحث فيه عن نهضة صناعية لا نجد "صنايعية" والشاب الذى يشعر أنه سيدخل مجال صناعي يعتبر هذا تقليل من نفسه".
وأوضح خالد صلاح، أن معظم من نجحوا وحققوا إنجازات كبيرة وامتلكوا سيارات ومنازل جيدة بدأوا من الحرف، وليس من التعليم التقليدي.
وأكد أن مصر بحاجة لـ"صنايعية"، ويجب أن يكون تغيير فكر الشباب على أجندة الحكومة، فحينما نتحدث عن مشروعات صغيرة ومتوسطة، نتحدث عن شباب سيصنعون شيئا، ونحن الآن لا نجد مصانع كبيرة تلبى احتياجات السوء الذى يستهلك بشكل كبير، ويستورد من الصين، ولا نجد حتى مصانع صغيرة تلبى احتياجاتنا.
وأبدى الكاتب الصحفى تعجبه من هذا الأمر قائلا: "بعد كل هذا نجد الشباب يبحثون عن جامعة، وإن لم يجدوا جامعة يبحثون عن التعليم المفتوح، ويتجهون لتخصص مثل آداب فلسفة.. فهل تحتاج مصر المزيد من الفلاسفة؟! هذا النوع من التعليم هام بالطبع.. لكن ليس بهذا الحجم.. نحتاج تمريض أكثر ومهن وحرف وصناعات".
وأكد أن الدولة الآن توفر المليارات للقروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والشباب يحصلون عليها ويصرفونها على شراء "دش" و"سكوتر"، لافتا أن المجتمع أصبح تفكيره استهلاكى بحت.
وتابع :"حينما كنا صغارا كان أقاربنا صنايعية، وكانوا يشعرون بفخر كبير فى عيد العمال، وكان لهم مهابة ويعاملون كـ"أسطوات"، ويجب أن نجد حل ليعود هذا المشهد".
وتساءل الكاتب الصحفى، :"كيف نعيش فى بلد بها بطالة، وفى نفس الوقت نجد مصانع لا تجد عمال، فهل المطلوب أن يعمل الجميع رؤساء مجالس إدارات؟! وهل يجب أن يكون الجميع فلاسفة، ولا نجد عمال فمن يحرك المصانع"، موضحا أن دولة مثل ألمانيا بعظمتها قامت على عشرات الآلاف من المصانع الصغيرة والمتوسطة التى تخدم صناعات عظيمة مثل السيارات والأدوات التكنلوجية الكبيرة، ولهذا يجب أن تتحول استراتيجية التعليم، بدور من الإعلام، واستراتيجية من الحكومة تتبناها الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة