قالها الرجل صراحة وبصوت عال: لنتفق جميعا على حل يُرضى جميع الأطراف، نظر الحضور إليه واجمين فلم يعتادوا على حلول وسط لأى مشكلة قابلتهم من قبل.
خرج من بينهم صوت من آخر الصفوف قائلا: ماذا تقصد؟ وأى حل هذا الذى يُرضينا جميعا ونتفق عليه؟ يبدو أن سفرك كثيرا وتغرّبك قد أنساك أمورا كثيرة، أهمها صعوبة بل استحالة الاتفاق بيننا على حل واحد .!
صوت ثان وكان أكثر حدة فى كلامه: ثم أنك لا تدرى عنّا شيئا ولا تعيش بيننا كى تشعر بما نعانيه، فأكفنا شرُّك وأغننا بحديثك هذا. زاد اللغط وهاج الناس ما بين مؤيد لقول الرجل ورافض له، حتى برز من بين الصفوف شيخ حكيم بلحية بيضاء، يشع وجهه سماحة وطيبا، فهدّأ من ثورة الناس وخطب فيهم قائلا: العقل أن نستمع لصوت العقل وألاّ ندع خلافاتنا تطغى علينا، فالحق ما قاله الرجل والعقل أن نصل لرأى نحتكم إليه ونرضى به .
نظر الجميع للعجوز ذاهلين غير مصدقين، وسط همهمة وكلمات غير مفهومة تفوّه بها بعضهم، ثم انصرفوا كل إلى حال سبيله. بعد أن قرروا تأجيل اجتماعهم لموعد آخر .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة