وصف الدكتور محمد الشحات، أستاذ النقد الأدبى فى جامعة القاهرة رواية "بيت السنارى" للكاتب عمار على حسن، بأنها ضد استشراقية، مضيفا: "لأنها لم تستسلم لمقولات بعض المستشرقين عن الحملة الفرنسية إلى مصر، إنما رأت كل ما جرى من زاوية مختلفة".
وأضاف الشحات، فى الندوة التى عقدت بالمقهى الثقافى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، أن الرواية مع هذا لم تدعُ لكراهية الآخر، بل سلطت الأضواء على جوانب وشخصيات إيجابية لهذه الحملة، لكنها رأت كيف ينظر المصريون أيامها إليها، وليس وفق ما يكتب الآن، وهذا من قبيل الأمانة والدقة والحياد فى تناول الأحداث.
واعتبر الشحات أن الرواية تعيد إنتاج مرويات مستقرة وتشكلها من جديد، مضيفا: "وكاتبها لديه أدوات مكتملة وواعى للأرضية التى يعمل عليها، ويسير فى اتجاه إكمال مشروع روائى بدأت ملامحه تظهر بقوة"، واصفا الرواية بأنها ممتعة، وتذكره برواية جمال الغيطانى "الزينى بركات"، مع اختلاف الموضوع، أو ببعض الحكايات القادمة من قلب ألف ليلة وليلة، أو برواية "الحرافيش" لنجيب محفوظ.
وأكد الشحات أن الرواية وإن كانت تدور قبل أكثر من قرنين من الزمن إلا أنها حافلة بالإشارات الرمزية إلى زماننا، وكأنها تطرح علينا سؤالا مفاده: "إلى أين تذهب الدولة التى يتنازعها الكثيرون؟".
ووصفت الناقدة الدكتورة عفاف عبد المعطى الرواية بأنها ذات ذائقة ملحمية، نسجت من سطور قليلة للجبرتى أوردها فى كتابه الشهير "عجائب الآثار بين التراجم والأخبار" عملا سرديا مدهشا.
وقالت الدكتورة عفاف: إن الكاتب أذاب كل المعلومات التى حصل عليها عن زمن الرواية ومكانها فى ثنايا السرد، سواء فى الوصف أو الحوار، معتبرة أن شخصية البطل إبراهيم السنارى فى هذه الرواية تذكرنا بشخصية عطيل فى مسرحية شكسبير، لكنها لا تأخذ منها شىء.
من جانبه قال الروائى محمد إبراهيم طه: إن الرواية تتكئ على نقطة تاريخية جاذبة، وهى تستحضر التاريخ إلى زمننا، لكنها تجعل من التاريخ إطارا خارجيا لأحداث واقعية تشبه ما نعيشه الآن من حيرة وارتباك، وكأنها تريد أن تقول لنا "مصر لا تزال مرتبكة".
وخلال تقديم المتحدثين وصف الشاعر والكاتب شعبان يوسف، الذى أدار الندوة، الرواية بأنها تاريخية شاملة، إلى جانب أنها "رواية مكان" لا تقتصر على وصف المكان فحسب بل تبين لنا وظيفته أيضا، مشيدا باللغة والسرد والوصف فى الرواية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة