* أزواج: بيطلع عنينا عشان نوفر لهم وفى الآخر يقولوا بخله ويخلعونا
* نعمة: "بشتغل ولما ارتاح شوية يقولى لازم تطلعى تصرفى علينا ولو بتموتى"
* رمضان: "بفكر أنتحر عشان بتوع حقوق المرأة.. دا إحنا بنقضيها سلف عشان خاطرهم"
تحول الزواج، بعد أن كان سكن واستقرار، إلى حرب مشتعلة بين الرجل والمرأة، فكلاهما يريد أن يعيش فى راحة على حساب الآخر، فالزوجة تخرج لتعمل وتوفر دخلا يساعدها على المعيشة، فتعود للمنزل وتجد حملا آخر ملقى على كاهلها بمفردها - شغل البيت- لتتحول "الست أمينة" إلى رجل المنزل فى عام 2017، وبعدها يأتى "سى السيد" ليحاسبها على ما أنفقته رغم أنه يضيع أمواله على متطلبات ليست بالضرورية، وأحيانا يدخر ويكتنز من مرتبه ليؤمن مستقبله حال حدوث خلافات زوجية بينهما، لتجد الزوجة نفسها بعد الطلاق فارغة اليدين بعد ضياع صحتها ومالها على أسرتها.
رصد تقريرا عدة تصريحات صادرة عن المجلس القومى للمرأة خلال المؤتمر الدولى للتنمية المستدامة "رؤى مستقبلية"، حيث إن الإحصائيات تشير إلى أن المرأة والزوجة المتعلمة لديها القدرة على الاستفادة المُثلى من الموارد والإمكانات المتاحة، وأنها تنفق 90% من دخلها على الأسرة، بينما ينفق الرجل من 40 إلى 60% فقط من دخله على أسرته، والباقى على متطلباته أو إدخاره.
وأكدت إحصائيات محاكم الأسرة أن نفس المشاكل تجبر "سى السيد" على طلاق "أمينة" بسبب الخلاف على الإنفاق أو ما يسمى بـ"مصروف اليد"، وفى عام 2016 وصلت حالات الطلاق لنفس السبب إلى 14 ألفا و240 حالة .
كما أكدت محاضر أقسام الشرطة وسجلات مراكز حقوق المرأة، تضرر 12 ألف سيدة من العنف والتعدى عليها من جانب زوجها بسبب مشاكل الإنفاق، وإجبار الأزواج للسيدات على العمل وأخذ رواتبهن.
ومن داخل محكمة الأسرة بإمبابة رصدنا الظاهرة، وفى محاولة لاستطلاع الأمر بين رواد المحكمة سألنا الأزواج من ينفق أكثر على متطلبات المنزل.
وعن الزوجة "نعمة. م" التى تقف داخل محكمة الأسرة بإمبابة، لإقامة دعوى طلاق للضرر تحمل رقم 7699 لسنة 2016 قالت: "عشت 14 عاما وأنا مستحملة الضرب والإهانة، وجوزى ينام فى البيت وأنا أطلع اشتغل، ولما أقعد وارتاح شوية يقولى غصب عنك تطلعى تصرفى علينا، ولو بتموتى، ثم يأخد الأموال منى بالإكراه ويضيعها على الستات ويسيب بناته من غير أكل".
وقالت "يارا. ط" موظفة بوزارة التربية والتعليم: "أنا مشكلتى مع زوجى إنه بيجبرنى إما يأخد مرتبى كله أو أقعد فى البيت، ولو اشتريت إيشارب لنفسى يعمل مشكلة ويطردنى فى عز الليل بره البيت، ويجى تانى يوم يقولى لو مرجعتيش هجيبك فى بيت الطاعة".
وتدخل أثناء الحديث الزوج "مصطفى. ص" موظف بشركة تأمين فى الجيزة قائلا: "طول عمرنا مظلومين وبنطلع غلطانين فى الآخر، والست تقول عايزة 100 حاجة ملهاش لازمة، عشان كدا معظم الرجالة بتحاول توفر عشان محدش ضامن الظروف".
وكان لـ"رمضان. ع" أثناء وقوفه لنظر دعوى حبسه لتخلفه على دفع النفقة بالدعوى رقم 20199 لسنة 2016، رأى آخر عبر عنه بعد توجيه سيل من الاتهامات لعنف السيدات والحقوق "الأوفر" -على حد قوله- قائلا: "مراتى طلقتنى غصب عنى، وأخدت ولادى منى، وبيطلع عينى عشان أشوفهم، وكل يوم حكم حبس وزيادة نفقة، ولما اتكلم تبهدلنى فى الأقسام، وهناك يطلعوا عينى وأبات فى الحبس، ويقولى بتفترى على واحدة ست ويطلعلى بتوع حقوق المرأة، والله بفكر أسيب الدنيا ليهم وارتاح منهم، هو احنا فضل معانا فلوس.. إحنا بنقضيها سلف لآخر الشهر عشان خاطر الستات".
فيما قالت الأخصائية الاجتماعية "هالة. ر" بمحكمة الأسرة بإمبابة: أثناء جلسات تسوية المنازعات داخل قضايا الأحوال الشخصية نرى العديد من المشاكل التى تقع بسبب الخلاف على كيفية إنفاق الأزواج دخلهم، فكثير من السيدات يتعرضن للتعنيف من أجل الاستيلاء على أموالهن، ونرى أزواج أيضا سلبت ممتلكاتهم ويتعرضون للخلع بعدها، وهنا نحاول التدخل وتوفير حلا لتلك المشاكل عبر توسيط بعض من الأقارب -حكما من أهله وحكما من أهلها- لنجد حل وسط، فإذا كانت حالة الزوج المادية سيئة ننصح الزوجة بالمشاركة من باب أنها سندا له، وإذا كان الزوج بخيل ويمنع الزوجة من التمتع بمالها الخاص نحاول أن نجعله يتراجع عن موقفه من أجل الحفاظ على حياتهما الزوجية وخاصة إذا ما نتج عن تلك الزيجات أبناء.
وتابعت: معدلات الطلاق أصبحت مرتفعة جدا، وعلى الزوجين أن يدركا أن الطلاق ليس الحل الأول، وهناك تنازلات وموائمات يجب أن يقوم بها كلا منهما من أجل عدم التعرض لتلك التجربة إلا فى أضيق الحدود عندما تستحيل العشرة-فعليا- وليس كما يفعل الأزواج الأن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة