يمتلئ العالم بالأمور المأساوية، التى لا يتخيل الإنسان وجودها والتى تدفعنا للبحث فى المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية للتحقق من هذه المعلومات التى تسمعها، ومن ذلك ما حدث فى يوم 14 أبريل عام 2014، حيث تم اختطاف 276 فتاة من مدرسة شيبوك الثانوية التى تقع فى شمال نيجيريا، من قبل "بوكو حرام" التى يصفها البعض بأنها أخطر جماعة إرهابية إسلامية فى العالم،ة وحينها انشغل الناس كثيرا بهذا الأمر، لكن رد الفعل الرسمى لم يكن متناسبا مع حجم المأساة.
وانطلاقا من ذلك قام الروائى النيجيرى حيلون هبيلة، الذى نشأ فى شمال نيجيريا، بمحاولة سرد تفاصيل عملية الاختطاف فى كتاب "فتيات شيبوك" إذ أنه تمكن من الوصول إلى شيبوك، وبالفعل ذهب إلى مخيمات أسر الفتيات المختطفين ليقدم كل المعلومات الكاملة عن هذه الحادثة المأساوية التى أذهلت العالم.
واستعرض الروائى حيلون هبيلة، قصص بعض من الفتيات ومعاناة ذويهم، كما يسرد العمليات الإرهابية التى قامت بها جماعة "بوكو حرام"، والاستجابة غير الملائمة من قبل الحكومة النيجيرية، كما أنه ينقل اللامبالاة من وسائل الإعلام والمجتمع الدولى حول هذا الحادث المأساوى.
وقدم حيلون هبيلة، لمحة تاريخية موجزة عن جماعة بوكو حرام، إذ أنه ألقى الضوء على الانقسامات الإقليمية والدينية والعرقية التى ساعدتها على الصعود بهذا الشكل الإرهابى.
كما وضح حيلون هبيلة، أن منطقة شيبوك فقيرة بائسة، تفتقر إلى الكهرباء والمياه الجارية، فجنود البلدة هم الذين يهيمنون على الأسواق، إضافة إلى هذا فالبلدة معرضه للكثير من التفجيرات الانتحارية.
يرى الكتاب أن الدمار الإرهابى وقع وامتد إلى ما هو أبعد من منطقة شيبوك، ودمر الجسور، وأصبحت المنازل دون سقوف تحميها الشمس والمطر، كما أن الأراضى غمرتها حشائش طويلة، كما يغوص الكتاب فى تاريخ الجماعة الإرهابية ففى عام 2009 حدثت انتفاضة كبيرة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية، لكن كانت النتيجة أن لقى العديد من الأهالى مصرعهم وانتشرت الجثث فى الشوارع وكانت رائحة الجثث المتحللة سيئة للغاية.
وفيما يتعلق بمأساة اختطاف الفتيات سرد حيلون هبيلة، أنه تم استجواب الموظفين الذين كانوا شاهدين على اختطاف الفتيات، وتم اتهامهم بالتآمر مع الخاطفين لتسهيل عملية الاختطاف.
واستعرض حيلون هبيلة، التأثير النفسى العميق الذى وصل إليه مجتمع شيبوك، منذ عملية الخطف، حيث قتل 18 شخصا من آباء الفتيات بسبب شعورهم بالتوتر والضغط النفسى عليهم، كما قالت إحدى النساء، إن والد أحد الفتيات المختطفة قال إنه لا يستطيع العيش بعد الآن.
وقرب نهاية الكتاب، أوضح حيلون هبيلة، أنه التقى أخيراً مع عدد قليل من الفتيات الهاربين من يد جماعة بوكو حرام، وأجرى معهم حوارات مختلفة، موضحين أنهم قفزوا من الشاحنة بعد اختطافهم، وذلك حتى لا يقعوا أسرى فى يد هذه الجماعة الإرهابية.
ولفت حيلون هبيلة، إلى أنه يشعر بخيبة أمل بسبب عدم تمكن الدول من مساعدة الفتيات، وهذا الكتاب يبين ويوضح حجم المأساة الحقيقة التى تعيشها الناس فى هذه المنطقة الخطرة دون حل حقيقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة