قرأت لك.. "فنون الوداع" يرصد كيف يودع الصعايدة أحباءهم فى الحج وفى الموت

الثلاثاء، 17 يناير 2017 07:00 ص
قرأت لك.. "فنون الوداع" يرصد كيف يودع الصعايدة أحباءهم فى الحج وفى الموت غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"والله الوجيعة حنضلة مرة/ ولا ريحتنى فى الليل ولا مرة/ خلت عضايا يتصروا فى الصرة".

. كان الإنسان المصرى يغنى دائما فى الحزن وفى الفرح، فالفلاح يغنى للمحاصيل أثناء جمعها وللقطن أثناء جمع الدودة وأثناء جنيه، ويغنى أثناء دراس وتذرية القمح أو الذرة، وأثناء سقى الزرع، وأثناء الحرث ويغنى أصحاب الجمال فى رحلاتهم أغانى السفر والفراق، ويغنى الأهالى للحجاج أثناء توديعهم وأثناء استقبالهم وقت رجوعهم من الحج وكذلك يغنى البناءون والصيادون والسقاؤون، وصانعو الفخار والحدادون وغيرهم من أصحاب المهن والحرف، كل له لغته الخاصة وغناؤه الخاص الذى يتسلى به.

كتاب فنون الوداع
كتاب فنون الوداع

 

"عند الحكيم مدوا أياديهم/ ما تقول لهم كلمة تراضيهم/ وجيعتى مرة والله وجيعتى مرة/ ولا ريحتنى فى الليل ولا مرة"

وفى سنة 1998 قام الشاعر والباحث أحمد توفيق بدراسة ميدانية، تقدم بها بعد ذلك إلى معهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، ثم طبع بعد ذلك فى كتاب حمل اسم "أغنيات الفراق" ضمن سلسلة التراث التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى سنة 2004، لكنه يعود هذه المرة بكتابه الجديد " فنون الوداع.. من أغانى الفراق فى جنوب مصر" لتطوير هذه الرؤية.

"مالك  يا زمان مالك مخلينى/ كل ما اضحك يا زمان تبكينى/ مالك يا زمان مالك مخاصمنى/ كل ما اضحك يا زمان تزعلنى"

وكانت قرى ومراكز محافظة أسيوط، هى المنطقة التى اختارتها "توفيق" ليجمع منها النصوص، وهذا الكتاب لا يقتصر على نصوص العديد بل أضاف إليها أشكالا أخرى من أغانى الفراق ومنها أغانى الحج وعلى وجه الخصوص الحنون وتوديع الحجاج وأغانى وصف لحظات وداع الحاج وصفاته وذكر مناسك الحج وقبر الرسول، وأغانى اللقاء بعد الوداع أى أغانى استقبال الحجاج والتعبير عن مدى وحشة فراقهم.

"طلعوا الحريم طلعوا الجبل طلعو يتلفتوا/ يتلفتوا ع البر ما لقيوا/ طالعين الحريمم ع الجبل طالعين/ يتافتوا على البر مش لاقيين/ على النجى فاتو رجال الخبا على النجى فاتوا/ قلة حيا ولا الرجال ماتوا"

يتناول الكتاب أغانى رحلات الجمالة التى تتشبع هى أيضا بالإحساس بالوداع وفراق الإنسان والمكان، وفى قسم الأغانى الأخرى تضمن فنون الوداع أغانى توديع الأم لابنتها قبيل ذهابها لبيت الزوجية، فى ليالى الشبكة وكتب الكتاب والحنة والدخلة والزفاف خاصة أغانى الحنة التى تعتبر فى مجملها أغانى وداع، وكل الأغانى والأناشيد والأدوار والمواويل التى تعبر عن لحظات الوداع بما يصاحبها من موسيقى وممارسات تجيد تلك اللحظات الإنسانية.

فى جار العمود واقفة يا يا واقفة/ فى جار العمود/ فى جار العمودى ما قالها الطواف/ يا حاجة تعودي/ يا حاجة تعودى ما قالها الطواف/ يا حاجة تعودي/ فى جار الستارة واقفة هى واقفة/ فى جارة الستارة/ فى جارة الستارة ما قالها الطواف/ بعودة الزيارة/ بعودة الزيارة ما قالها الطواف/ بعودة الزيارة".

. هكذا كان المصريون ولا يزالون يؤمنون بالكلمة وبقدرتها على التعبير عما يحدث فى داخل أرواحهم من مشاعر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة