التقى المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الاثنين، الكساندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا، والوفد المرافق له، وذلك فى إطار زيارته إلى مصر لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها فى مختلف المجالات لأفاق جديدة، وجاء ذلك فى حضور وزراء الزراعة والسياحة والرى.
وصرح السفير أشرف سلطان، المتحدث الرسمى باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن رئيس الوزراء استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس لوكاشينكو والوفد المرافق له والإعراب عن تقديره للعلاقات المتميزة التى تربط البلدين سياسيًا واقتصاديًا، وعن أمله أن تكون هذه الزيارة الهامة دفعة جديدة لعلاقات التعاون بينهما فى مجالات عدة خاصة، وأن هناك فرص واعدة لتنمية هذا التعاون يمكن الاستفادة منها لتحقيق المنفعة المتبادلة.
واستعرض أهم ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادى، مشيراً إلى الاتفاق الذى توصلت إليه مصر مع صندوق النقد الدولى فى نوفمبر الماضى، وما تقوم به الحكومة فى إطار التطوير المستمر لمناخ الاستثمار بما فى ذلك مشروع قانون الاستثمار الذى يتوقع أن يصدر قريباً، موضحاً أن مصر تسعى لتحقيق معدلات نمو اقتصادى تصل إلى 6 و7%، وتحسين مؤشرات الأداء الاقتصادى.
وأشار رئيس مجلس الوزراء كذلك إلى وجود فرص جيدة للتعاون مع الجانب البيلاروسى فى عدد من المجالات ومنها صناعة الأثاث، ومشروعات معالجة مياه الصرف باستخدام تكنولوجيا منخفضة التكاليف، وتعزيز بناء القدرات المصرية فى مجالات مُعالجة المياه ونظم الرى المتقدمة، والمياه الجوفية، وتوفير مياه الشرب، والمساهمة فى تطوير المحاصيل الزراعية، والصناعات الغذائية والتعبئة، وامكانية التصنيع المُشترك لإنتاج الجرارات الزراعية والشاحنات والمركبات وعربات الترام.
وأوضح رئيس الوزراءً فى هذا السياق أن هناك إمكانيات صناعية كبيرة لدى الجانبين يمكن استغلالها تكفل نجاح التعاون المشترك، منوهاً إلى أن مصر ليس لديها أى مشاكل فى توفير الطاقة، كما أن لديها عمالة جيدة يمكن توظيفها فى مجالات تكنولوجية متنوعة، وأن تلك المشروعات ستعم بالفائدة على البلدين، سواء فيما يتعلق بتلبية احتياجات السوق المصرى أو التصدير لأسواق إقليمية آخرى، أخذا فى الاعتبار امكانية الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة التى وقعتها مصر مع عدد من التكتلات الإقليمية ومنها تجمع الكوميسا، وهو ما سيتيح لبيلاروسيا النفاذ للسوق الأفريقية من خلال مصر، ويعظم الاستفادة من المشروعات الانتاجية المشتركة.
وأكد المهندس شريف إسماعيل على اهتمام الحكومة المصرية بالانضمام إلى اتفاقية تجارة حرة مع الاتحاد الأورواسى (اتحاد جمركى يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرجيزيا) والتى ستتيح لمصر تصدير منتجاتها إلى تلك الأسواق.
كما دعا المهندس شريف إسماعيل الجانب البيلاروسى إلى تعزيز استثماراته فى كافة المجالات والمساهمة فى المشروعات القومية القائمة مثل مشروعات قناة السويس الجديدة، ومشروع المثلث الذهبى للتعدين فى مصر، والاستزراع السمكى، فضلا عن المساهمة فى المشروعات الزراعية الضخمة التى تتبناها الحكومة المصرية وخطة مصر لاستزراع حوالى 4 مليون فدان فى العشر سنوات القادمة.
وفيما يتعلق بملف السياحة الذى يمثل أحد الركائز الهامة للاقتصاد المصرى، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تطلعه للتعاون مع بيلاروسيا فى هذا المجال وزيادة أعداد السياحة البيلاروسية إلى مصر، مشيرا إلى ما تتمتع به مصر من امكانات سياحية ضخمة ومقاصد سياحية وثقافية متنوعة.
وفى ختام اللقاء، أشار رئيس الوزراء إلى أنه سيتم التنسيق بين الجانبين لإيفاد وفد مصرى إلى بيلاروسيا خلال فترة وجيزة للتعرف عن قرب على الإمكانات التكنولوجية والصناعية لديها وعقد لقاءات مع المسئولين لوضع مقترحات محددة للتعاون فى المجالات الرئيسية التى تم الإشارة إليها خلال اللقاء، مؤكدًا على ضرورة التواصل بين المسئولين ومجتمع الأعمال فى البلدين بشكل مستمر.
ومن جانبه، أشار الرئيس لوكاشينو إلى تطلع بلاده لزيادة التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن مصر تعد أحد الشركاء الأساسيين الاقتصاديين لبيلاروسيا عربيا وأفريقيًا، موضحاً أن بلاده لديها عدد من الصناعات والخبرات المتقدمة التى يمكن لمصر الاستفادة منها وتطلع بلاده لإقامة مشروعات مشتركة، موضحًا أنه من المهم العمل بسرعة مع الجانب المصرى لوضع الأفكار المطروحة موضع التنفيذ الفعلى، معرباً عن أمله فى زيادة نفاذ الشركات البيلاروسية إلى السوق المصرية ومنها التصدير إلى أسواق أخرى.
وأضاف الرئيس البيلاروسى أنه من المهم أيضاً زيادة التعاون بين الأقاليم مشيراً إلى نجاح تجربة التعاون القائم بين إقليم مينسك ومحافظة جنوب سيناء فى مجالات متنوعة منها تنشيط السياحة والتبادل الثقافى وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة