تتجه أنظار العالم إلى الأستانة فى الأسبوع الأخير من الشهر الجارى والذى ستجتمع خلاله الفصائل المقاتلة من المعارضة السورية مع وفد الحكومة السورية برعاية روسية تركية، وهى أولى المحادثات التى مقرر لها أن تجرى من دون أى شروط مسبقة من قبل المعارضة السورية التى كانت تضع شروطا فى السابق قبيل مشاركتها فى أى مفاوضات.
وبحسب ما تم الإعلان عنه من الجانب الروسى والتركى فالدعوة موجهة للفصائل الموقعة على هدنة وقف إطلاق النار فى الأراضى السورية التى تم إقرارها نهاية ديسمبر الماضى وهى الفصائل نفسها التى ستشارك فى مؤتمر الأستانة -2، فيما لم يتم دعوة أى فصيل سياسى معارض للمشاركة فى المؤتمر الذى وصفه مراقبون بالتحرك القوى لدفع الفصائل المسلحة نحو الحل السياسى فى البلاد.
الأكراد والهيئة العليا للمفاوضات محرمون من المشاركة
وبالرغم من التحركات التى قادتها قطر وبعض دول الخليج للدفع بالهيئة العليا للمفاوضات للمشاركة فى مؤتمر الأستانة إلا أن الجانب الروسى رفض دعوة الهيئة العليا للمفاوضات، فى المقابل رفض الجانب التركى دعوة القوات الكردية التى تسيطر على الشمال السورى وعلى رأسها حزب الإتحاد الديمقراطى والفصائل المقاتلة وفى مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية.
وتأتى أهمية مؤتمر الأستانة الذى سيعقد قبيل محادثات "جنيف -4" والتى من المقرر لها الثامن من شهر فبراير المقبل، وذلك دون أى شروط مسبقة بين الأطراف المشاركة لبحث تنفيذ مقررات محادثات جنيف السابقة وأبرزها تشكيل هيئة حكم انتقالية تتولى فيها المرحلة الانتقالية لمدة 6 أشهر ومحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى البلاد فيما يصر وفد الحكومة السورية على تطبيق البند الأخير أولا قبيل تشكيل هيئة حكم انتقالية وقد تعزز موقفه فى الاونة الأخيرة مع حسم الجيش السورى لمعركة حلب.
العليا للمفاوضات تدعم الوفد المفاوض
وفى أول تعليق لها على المحادثات المرتقبة فى الاستانة اعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية، أن الهدنة الراهنة، هى مطلب أساسى لوقف نزيف الدم السورى، وتمثل نجاحها خطوة مهمة نحو الحل السياسى وبناء الثقة، مع التشديد على ضرورة شمولها سائر الأراضى السورية، مع استثناء التنظيمات الإرهابية، التى حددتها الأمم المتحدة.
وأكدت الهيئة فى بيان صحفى اليوم على تفاعلها الإيجابى مع أية مبادرة تسهم فى حقن الدم السورى وتعزيز فرص الحل السياسى الذى يلبى مطالب الشعب السورى وتطلعاته لإنهاء مرحلة الاستبداد، معبرة عن ترحيبها بجهود الأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة فى هذا المجال.
كما أكدت رغبتها فى استئناف مفاوضات الحل السياسى بجنيف دون أية شروط مسبقة، مادامت هذه المفاوضات منطلقة من مرجعية بيان جنيف لعام 2012 والقرارات الدولية ذات الصلة، التى رسمت مسار الحل السياسى.
وفيما يتعلق باللقاء المرتقب فى الأستانة؛ أكدت الهيئة دعمها للوفد العسكرى المفاوض واستعدادها لتقديم الدعم اللوجستى له، وتعبر عن أملها فى أن يتمكن هذا اللقاء من ترسيخ الهدنة ومن بناء مرحلة الثقة عبر تنفيذ البنود 12 و13و14 من قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015، وخاصة فيما يتعلق بفك الحصار عن جميع المدن والبلدات المحاصرة وإدخال المساعدات وإطلاق سراح المعتقلين.
الجربا يلتقى السفير الروسى بالقاهرة
وفى اطار التشاورات التى تجريها موسكو قبيل انعقاد مؤتمر الأستانة، استقبل رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا فى مقر إقامته بالقاهرة، سيرجى كيربتشنكو سفير روسيا فى مصر، حيث تناول الطرفان العلاقات الثنائية ومستجدات الأحداث على الساحة السورية سياسيا وعسكريا.
وخلال الزيارة أطلع السفير الروسى رئيس تيار الغد السورى على آخر المستجدات المتعلقة بمؤتمر الأستانة المزمع عقده فى وقت لاحق من هذا الشهر برعاية روسية.
وأكد الجربا – بحسب بيان صحفى لتيار الغد السورى - ضرورة حالة وقف إطلاق النار التى تم التوصل إليها مؤخرا وتثبيتها على كل الأراضى السورية التى لا تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كتنظيمى داعش والنصرة.
كما أبدى رئيس تيار الغد السورى أمله أن يفضى المؤتمر إلى تمهيد الأجواء للوصول إلى حل سياسى على قاعدة القرارات الدولية المتعلقة بسوريا، وصولا إلى مفاوضات جنيف التى ستشكل المنصة الأخيرة للصراع الدامى فى البلاد.
وأكد مراقبون للشأن السورى أن الدور الأمريكى تراجع بشكل كبير خلال الأشهر الماضية لصالح الدور الروسى وتجلى ذلك بشكل كبير فى الاتفاق الثلاثى بين روسيا وتركيا وإيران لإقرار هدنة شاملة فى الأراضى السورية من دون مشاركة واشنطن، وأعقبها تجاهل موسكو لدعوة الجانب الأمريكى الحضور مؤتمر الأستانة فقد اكدت وزارة الخارجية الأمريكية عدم تلقيها أى دعوات لحضور مؤتمر الأستانة الخاص بالتوصل إلى تسوية شاملة حول الأزمة السورية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة