"المهاجر" قصيدة جديدة لـ شريف أمين

الأحد، 15 يناير 2017 10:04 م
"المهاجر" قصيدة جديدة لـ شريف أمين الشاعر شريف أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال: دعْنِى

وشتْ بقلبى الدروبُ

وتعادَى المحِبُّ والمحبوبُ

نفثَتْ سُمَّها الكراهيةُ

امتدَّ أذاها

وغابَ عنه الطبيبُ

تَغْلِبٌ لـمْ تزَلْ تلاحقُ بَكْرًا

دونَ ثأْرٍ

لتستمرَّ الحروبُ

لـمْ يعُدْ عَيْشُنا يَطِيبُ

وأنَّـى لِدمٍ نافرٍ بعَيْشٍ يَطيبُ؟!

للنَّدَى موعِدٌ تؤجلُهُ الحرْبُ

وللموتِ موعِدٌ مضْروبُ

هلْ نوَيْتَ الرحيل؟

لا، بل نَوَانِي

لـمْ يُفَصِّلْ حجابَهُ محْجوبُ

أسرفَ القلبُ فى خطاهُ لقومٍ

لا قِرَىً عندَهم ولا ترْحِيبُ

لهمُ الحقُّ فى سؤالى عنهمْ

ولهمْ عذرُهمْ إذا لـمْ يُجِيـبُوا

إخوةٌ أوفياءُ إنْ وَسِعَ العَيْشُ

وزُورٌ إنْ ضيَّقَتْهُ الكُروبُ

صمتُهمْ صورةٌ لقلبٍ غليظٍ لا يُبالي

وقولُهُمْ تَثْرِيبُ

زَحَمُوا جانِبَ المحبَّةِ

لكِـنْ لبَنُ الحُبِّ عندهَمْ مسْكوبُ

رقصَ الحبُّ فى دمِى رقصةَ الموتِ عليهمْ

ومسَّ قلبى لُغُوبُ

صارَ خِلْوًا

فلا البعيدُ بعيدٌ عن يديهِ

ولا القريبُ قريبُ

 

لمَ تبكِي؟

أبْكِى على زمنٍ

فيه تساوى الغلَّابُ والمغْلُوبُ!

ورمَى الحزنُ نفسَهُ فى المسَرَّاتِ

فلمْ يُفْدَ أحمقٌ أو لَبِيبُ

لا كثيرٌ ولا قليلٌ يُرَجَّى

كلُّ شيءٍ تسيلُ منه الذُّنوبُ

وطنٌ مثلُ غَيْمةٍ من دُمُوعٍ

حيثما أمطرتْ فثَمَّ وجيبُ

وبلادٌ صَمَّاءُ بَكْماءُ عَمْياءُ

وعرْجاءُ حينَ يُنْوَى الذُّهُوبُ

نَفَشَتْ فى ضِياعِها غَنَمُ القَوْمِ

وأغْفَى عمَّا يَرَاهُ الذِّيبُ

أعْثَرُ الحَظِّ أنْ تعيشَ بأرْضٍ

كلَّ يومٍ مَسِيحُها مصْلُوبُ!

هذهِ الأرضُ أقْفَرَتْ يا صديقي

وخفافِيشُ ليلِها لا تَغِيبُ

وأساطيرُ الأوَّلينَ شُروقٌ ليس يُجْدِي

والآخِرُونَ غُرُوبُ

ما الذى فى انتظارِنا؟

كلُّ حُلْمٍ مُسْتَحَقٌّ

وكلُّ حَقٍّ سَلِيبُ

وقَفَتْ ضِدَّنا البِلادُ

وآوَتْ لِدَعِى يقولُ وهْوَ كَذُوبُ

يَسْرِقُ الكُحْلَ فى العُيُونِ

فحَتَّامَ سَتأْوِى للصبْرِ يا أيُّوبُ؟!

صارتِ الأرضُ مرتعًا ملكِيًّا

وسجونًا لكى تقيمَ الشعوبُ

فاغضبى يا رياحُ

لا تجْرِ يا نيلُ

وزُومِى بِرَفْضِنا يا سُهوبُ

أينَ نمضى وكلُّها ثُكُناتٌ؟

كلُّ درْبٍ وفخُّهُ منْصُوبُ

لا أمانٌ لكى يُرَبَّى صغيرٌ

أو يغنِّى فى عُشِّهِ عندليبُ

والحياةُ التى اتَّفَقْنا عليها

حَشْوُ كِيسٍ تناوَبَتْهُ الثُّقوبُ

صارتِ الأرضُ مُومِسًا يا صديقي

يَعْتَلِيها مِيزانُها المَقْلُوبُ

 

سوفَ أَمْضِى فِى رِحْلَتِي

غير أنِّى

بينَ قلْبِى وبينَ عقْلِى حُرُوبُ

سوفَ أَمْضِى

ورُبَّما بعدَ حِينٍ نْلْتَقي

إنْ أفْضَتْ إلينا الدُّرُوبُ

فى بِلادٍ تُحِبُّنا

إنْ دنَوْنا لا تُجافِي

وإنْ سأَلْنا تُجِيبُ

فسلامًا يا صاحِبى أينما سِرْتَ

ولُقْيَاكَ بعد ذاكَ نصيبُ

فَرَسِى صاهِلٌ

ودُونِى بلادٌ لمْ أَجُبْها

والعُمْرُ شَمْعٌ يَذوبُ

ليتَ مَنْ أسْرَجَ الخيولَ قديمًا

كانَ يدْرِى متى الخيولٌ تؤوبُ










مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

هاديا

قصيدة المهاجر

سلمت وسلمت قريحتك الشعرية،،، تحسست كلماتك لأنني مهاجرة منذ سنوات طويلة وأدرك مشاعر المهاجرين تحية لك على هذه القصيدة التي اعادت للشعر بهاءه بعد سيل ما يسمى بالشعر والشعر منه براء وكل التقدير لك أيها الشريف الأمين

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف أمين

الأستاذة هاديا

سعدت بمرورك وقراءتك أستاذة هاديا, شكرًا جزيلا, تحيتي.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة