أكثر الأشياء بؤساً، هى العودة إلى مقال قديم، وتجده مازال صالحاً للاستخدام، أن تمر سنة دون أن يتغير شىء يدفعك لتغيير الكلمات التى تصف بها الواقع، فتلك هى أزمة العيش فى الثلاجة، على وضعك.
من أخبرك أن رمى الجمرات لا يجوز إلا فى مكة؟ فى أرض أخرى تحصل على ثواب أكبر، ارمِ جمراتك فى أرض مصرية، الشياطين هنا تحتاج إلى بعض التأديب.
ولماذا تعتقد أن شرور إبليس أكثر ضرراً من شرور شياطين الإنس؟ توكل وحضر جمراتك السبع واستعد.. شياطين الأرض المصرية تحتاج إلى مزيد من التأديب.
لا تحرم نفسك من ثواب إلقاء الجمرات السبع فوق رؤوس الشياطين الذين يملأون أرض هذا الوطن بالنفاق والفساد والموالسة والكذب والهطل والهبل والتطرف والغباء.. هنا تبدو الفرصة أفضل، فى مكة ينتقون الأصغر من الحجارة، هنا فرصتك متاحة لأن تجعل من كل جمرة حجراً يكفى لصناعة «بطحة» دائمة على رؤوس فى حاجة إلى علامة نميز بها خبيثها من أكثرها خبثاً.
- أحضر جمرتك الأولى وانزل بها فوق رؤوس المنافقين من أهل الإعلام والفضائيات ورموز الحياة السياسية الذين يتنقلون بولائهم وقصائد مدحهم بين العصور يسبحون بحكمة مبارك، ويمجدون فى مرسى وإخوانه أول الثورة، ثم ينقلون عطاءهم على السيسى بلا خجل ولا ضمير، واختر من بين الجمرات أقساها وأغلظها لأنهم لم يكتفوا بنفاقهم، بل عملوا جاهدين على تزوير الحقائق وتشويه الصور لتجميل نفاقهم وتعظيم مكاسبهم الخاصة، أنت تعرفهم بالاسم يظهرون ليلاً على الفضائيات كما يظهر شياطين الجن فى الظلام ومش هوصيك بقى!!
- أحضر جمرتك الثانية، وسدد رميتك حيث توجد رؤوس بقايا نظام مبارك، تلك الفيروسات اللعينة التى عادت تطل بوجهها الفاسد مرة أخرى، باحثة عن مصلحة ما، حتى ولو تمت مصالحهم على جثة الوطن، كن مخلصاً فى رميتك لأن شياطين نظام مبارك يجيدون التلون، ويتفننون فى البحث عن مخارج ملتوية تعود بهم بعد فترة لتشويه الجميع والتشكيك فى الثورة وصناعها.
- جهز جمرتك الثالثة واقذفها حيث توجد رؤوس تجار الثورة، هؤلاء الشياطين الذين تاجروا بكل شىء فى 25 يناير 2011، ثم عادوا وكرروا فعلتهم وظهر غيرهم فى 30 يونيو 2014، اقذف رؤوس شياطين تجار الثورة بلا رحمة لأنهم تاجروا بالدم وبالشهداء وبأحلام الناس.
- أحضر جمرة رابعة مفتخرة والقِ بها فوق رأس شياطين الألسنة القذرة، هؤلاء الذين ملأوا وادينا الطيب بالخبيث من الألفاظ، الفاجرون فى خصومتهم، المهددون لكل معارض، الخائضون فى الأعراض، الذين لم يتركوا شاشة تليفزيونية ولا ندوة ولا مؤتمراً ولا جلسة برلمان ولاساحة رياضية أو سياسية إلا وأفرغوا فيها ما فى بطونهم من بلطجة لفظية وأخلاقية.. اقذف جمرتك نحو رؤوسهم «وسم الله قبلها ليسدد رميتك».
- جمرتك الخامسة لابد أن تكون أكبرها، لأن هدفها هو شياطين الاتجار بالدين، هؤلاء الذين خدعوا الناس بكلمات قال الله وقال الرسول من أجل تحقيق مكاسب دينية، وحينما واتتهم الفرصة للحكم، وتحقيق ما وعدوا الناس به، فعلوا كما فعل أسلافهم من ظلم وفساد ومحسوبية، ولم يتركوا فعلاً يشين الدين ويشوه صورته إلا وفعلوه.
- جمرتك السادسة صوبها نحو كل مسؤول فى السلطة، يسوقه شيطان الفساد والتصريحات الوردية، ويعلم أنه ليس أهلاً لكرسيه ويبقى حتى ولو تم ذلك على جثث الناس.
- يتبقى لك جمرة سابعة خذها بقوة والقِها فى وجه كل من حدثك على صفحات الفيس بوك، وندوات النخبة عن الديمقراطية والحرية والرأى والرأى الآخر، وحينما وضعه الله فى اختبار كشف لنا وجهه القبيح الذى لا يعرف سوى القمع، ولا يرضى على نفسه ما حلل فعله فى الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة