تداعب أذنيك بتلاحم موسيقاها الغربية القديمة مع أيدي تعلم طريقها نحو قلبك، فلا تحتاج سوى لأذن تسمع وقلب يهوى مقطوعاتها الأسطورية، فتغمض عيناك لترى نورًا وجمالاً خياليًا من الصعب أن تراه وهي فاتحة بواباتها للنور الحقيقي.
شريفة فتحي الأنصاري، رأت في غياب النور عن عيناها أملًا جديدًا مس قلبها تمثل في الموسيقى، حتى أصبحت عضوًا في أوركسترا معهد النور والأمل للموسيقى، فحينما كانت طفلة لم تبلغ 4 شهور إلا وكان والدها يهوى أم كلثوم ليضع الراديو بجانب رضيعته ليسمعها ألحان كوكب الشرق حتى بلغت على صوتها، فأصبحت ترى في أم كلثوم وأغانيها نورًا أضاء قلبها الجرىء والمحب للموسيقى، لتحفظ أغانيها كاملة.
وعندما بلغت 7 سنوات من عمرها، إنضمت شريفة لمعهد النور والأمل لتلتحق بها وتتعلم الكتابة والقراءة بصعوبة في البداية، إلا أنها نجحت في حفظ كتاب "صولفيج" وهو أحد الكتب الموسيقية الشهيرة لكل ما يتعلق بالعزف والغناء والألحان، دون أن تعلم شيئًا عنه وقامت بنقله وحدها، على حد وصفها، لافتة "ربنا درّبني عليه في الصف الرابع الابتدائي، حاجة كدة بترتيب ربنا."
ولم تكتفي بأن تكون مجرد محبة للموسيقى وممارسة هاوية لها، حتى إنضمت لمعهد "الكونسرفاتوار" الشهير بعد إنهائها شهادة الثانوية العامة، وتم تعيينها كمديرة للمكتبة الخاصة بجمعية النور والأمل، حتى إنضمت للأوركسترا "خطوة.. خطوة"، على حد قولها.
"ربنا لما بياخد من الإنسان شيء بيعوضه بحاجات تانية كتير وكف البصر أهون حاجة"، ونفسي الناس تسمع وتفهم ونفسي ينتشر الوعي بالموسيقى والحاجات الحلوة، وما نتقابلش بفتور واستهزاء وبيخلينا مش عايزين نروح مكان تاني، وإن كل الناس تفهم إن الكفيف ده بني آدم عادي يقدر يفهم ويكتب ويعبر عن نفسه."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة