كثرت رسائل التحريض وتعددت وسائل الحض على الثورة وراح كل مغرض يندب ويولول على نغمتى معاناة محدودى الدخل والناس تعبانة، والغريب أن النغمتين تترددان على ألسنة من ينعمون برغد العيش ولا يشعرون بمعاناةٍ أو تعب ولا يفكرون حتى فى اتخاذ أى خطوة نحو التخفيف من هذه المعاناة أو ذلك التعب، فمنهم من يربح أموالاً طائلة من جيوب بل ومن دم هذا الشعب ولا يعرفون معنى التكافل الاجتماعى، ومنهم من ينحل وبر الفقراء بالمغالاة والانتهازية فى رفع الأسعار ومنهم من يتقاضى راتبه دون جهد أو عمل يحاول من خلاله الارتقاء باقتصاد وطنه وعبور أزمته، ناهيك عن الاستهلاك اللا محدود فى رفاهيات ومرفهات نراها جميعاً بأم أعيننا فى الأسواق والمنتزهات والملاهى والمسارح ودور السينما والسوبر ماركت والهايبر ماركت، والمطاعم ومحلات الحلوى والتورتة والجاتوه والشيكولاتة، إلى جانب الاستهلاك المجنون المتمثل فى الموبايلات التى تتواجد بإيدى الأطفال والفقراء بأحدث الموديلات والمكالمات التى تتكلف ملايين الجنيهات يومياً، والسيارات الفارهة والڤلل والقصور المتداولة يومياً فى سوق العقارات، إلى جانب تسكع الشباب بالشوارع وتنطعهم على المقاهى والكافيهات وهم قوة اقتصادية تعيش فى غيبوبة التناحة على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى وتؤثر بالسلب فى كل شىء مع الشكوى المستمرة من عدم وجود عمل وضيق ذات اليد حتى من رجل يدخن علبتين وثلاث علب من السجائر ثم يصرخ من عدم قدرته على توفير نفقات بيته.
وفى النهاية تجد محدودى الدخل هم من يتفهمون الأوضاع ويحمدون الله ويصبرون ويشعرون بصدق الرئيس عبد الفتاح السيسى وسعيه الدءوب للنهوض بمصر من معاناة اقتصادية سببتها العديد من سنوات الفساد والفوضى واللامبالاة، والحقيقة أنه لا يشعر ولا يفطن للحقائق إلا كل محب لهذا البلد وكل ضيفٍ يعيش على أرضها وينعم بخيراتها ويشعر بأمنها وأمانها، وليتنا جميعا نشعر بقيمة بلدنا ونحبها حب العطاء لا الأخذ، حب المشاركة لا الأنانية.
ولولا أن لمصر أبناء يحبونها هذا الحب ويصلون الليل بالنهار عملاً على رفعتها ولولا أن غالبية شعبها يتفهم الأمور ويحمل أنفساً صافية وقلوباً طيبة ما تحقق لنا أملٌ، وليعلم الجميع أن ما نصبو إليه لمصرنا الحبيبة سيتحقق بإيدى من أحبوها، وللشعر دور:-
كل بلاد الدنيا فى جنب
وبلدى حبيبتى وبس فى جنب
مصر دى نور العين
مصر دى هى حبيبة القلب
هى البسمة فوق الشفايف
ويا دمعة اللى شايف
فى الشدايد طاقة أمل
بتخلينا نقول يارب
أدفع عنها كل كرب
واحمى جيشها اللى قلوبنا
بتروح معاه مطرح مادب
مصر دى وجهة
من شم نسيمها
وبل ريقه بشهد نعيمها
إن كان مالشرق أو مالغرب
إن سابها يوم
يسعى تانى للرجوع
والشوق مالى الضلوع
وكأنه اتولد فيها
وكأنه عليها شب
خيرها فى صحن ضيفها
وكأنه من سنين عرفها
بتضمه بين ضلوعها
على ضهره تطبطب
وتصب الأمان فى ضلوعه صب
البركة فيها مالهاش حدود
بالمودة والكرم والجود
الحباية فيها تبقى أردب
أحن أرض وأجمل شعب
والبعد عنها بجد صعب
دى كل بلاد الدنيا فى جنب
وبلدى حبيبتى وبس فى جنب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة