حين نتابع تدافع الأمواج السياسية والتطور السريع فى المربع المحاصر للأراضى السورية الذى يجمع بين «روسيا - إسرائيل - إيران - وتركيا»، فتجد قيادات لحلف جديد يتكون بخبرة وهدوء هدفه التطويق للمنطقة والتقسيم للنفوذ بينهما، وأن يتحرك ويستفيد بمساحات قد سقطت أو دمرت أو احتلت، أو تم تحريرها لتكون تحت جناح أحد أعضاء الأطراف الأربع أو على حساب القوة المقبلة أو لحساب سلطة محددة يتم الاتفاق عليها قريبا؟!
وخلال هذه الحالة الضبابية المنهكة تستمر خطوات من الإٍرهاب، والتمدد والضغط بالنفوذ والمصالح فى الأراضى السورية خلال المراحل المقبلة لتعطى نهاية المطلوبة، وهى أيضا الفرصة الذهبية الوحيدة لعدد من الدول الطامحة، فى ظل الحالة المستمرة من التردد والانكفاء للدور الأمريكى فى المنطقة، هذا بجانب العزوف وللانشغال المؤسسات الأمريكية بالانتخابات الرئاسية، ولتأتى فجأة بعد ذلك الإدارة الأمريكية الجديدة لتجد أمامها واقعا جديدا عليها أن تتعامل معه، وتكون بعد ذلك دول ومناطق قد همشت أو تعاظمت أو تحددت لها مساحتها التى يمكن أن تتحرك لها داخل الإقليم وسيظل الشعب السورى وحده هو من يدفع طوال هذه السنوات الدم والثمن وهو من ينزف ويصمد ويقاوم. وأظن من وجهة نظر متواضعة والمراقبة للأحداث بأن الشعب السورى برغم كل تجاذباته المذهبية والدينية فهو الوحيد القادر على تحديد المشهد الأخير لهذا الصراع، وسيضع أمامنا نقطة النهاية لذلك واجب علينا كأهم دولة عربية مصر الصامدة أمام كل هذه المتغيرات الإقليمية أن نحلل ونرصد ونشارك بالتدخل من خلال عدة خطوات منها الزيارة الرسمية الأولى لوزير الخارجية سامح شكرى للبنان، لقياس معدل التفاعل والنبض لدور حديث يمكن أن يكون مصريا عربيا إقليميا وعن طريق التقارب بخطوات بين عدد من الفرقاء فى العزف السياسى المنفرد، فنحن ربما نشكل الطرف الأكبر والموثوق فى نواياه أكثر من الآخرين، فلا يدفع من المال ولا يدعم بالسلاح أحد أطراف الصراع، ولا يمكن الاستمرار بالتجاهل والإهمال من ترك الفراغ لمنصب الرئاسة اللبنانية لمدة أكثر من عامين ونصف وترك النافذة مفتوحة ومشرعة للإرهاب.
لا يمكن الاستهانة بالموقع المهم على البحر المتوسط الذى نضمن منه الأمن والأمان، وقد نحقق نسبة من الاستقرار تغلق بها مساحات القلق والفراغ لينفرد بها الآخرون، فليس اليوم إيران والسعودية طرفا الصراع وحدهما، ولا الإسرائيلى الذى يستخدم كل وسائل الردع الممكنة ليضمن هو استقراره وحدوده وأطماعه من الأراضى المحتلة، كما أن الإيرانى هو من يملك الورقة الرئاسية ويُشترى الوقت ليقدمها أمام الإدارة الأمريكية المقبلة.
أما أردوغان فهو الآخر يلهث وراء إيران الآن ويوطد علاقاته مع دول الخليج، على أمل أن تكون مسافة السكة ليس مخصصة لمصر وحدها، ويقدم نفسه البديل والحليف للخليج، وفى نفس الوقت أيضا لإيران، لذلك وجب التحرك والسعى والتأقلم مع عدد من المستجدات والأهداف بتحركات سريعة تمنع عنا عمليات التطويق والتحجيم للأدوار، وأن نراقب العلاقة الإيرانية التركية حتى لا تكون على جثة العروبة والعرب لغة وشكل ودين. إنها نقطة تحول إضافية تجعل أردوغان حساباته استمرارا لزعامة وانتقام.
عدد الردود 0
بواسطة:
ألشعب الاصيل
هذا واقعنا
أردوغان يريد الزعامه وإيران تريد الخليج وروسيا يهمها حلفائها أما العرب فلا يملكون إلا الصراخ